بحث متقدم
الزيارة
6058
محدثة عن: 2013/12/03
خلاصة السؤال
ما تفسیر آیة "ما یَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلاَّ لَدَیْهِ رَقیبٌ عَتیدٌ"؟
السؤال
ما تفسیر آیة "ما یَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلاَّ لَدَیْهِ رَقیبٌ عَتیدٌ"؟
الجواب الإجمالي
یقول الله فی کتابه العزیز: "ما یَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلاَّ لَدَیْهِ رَقیبٌ عَتیدٌ".[1]
"الرقیب" بمعنى المراقب و المحافظ و "العتید" المعد المهیأ للعمل و للزوم الأمر.[2]
یعتقد فریق من المفسرین أن "الرقیب" و "العتید" هما نفس الملکین الذین ذکرهما الله تعالى فی الآیة "إِذْ یَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّیانِ عَنِ الْیَمینِ وَ عَنِ الشِّمالِ قَعید"[3] و وصفهما بوصف "المتلقیان". فملک الیمین إسمه "رقیب" و هو المسؤول عن کتابة الأعمال الصالحة و ملک الشمال، إسمه "عتید" و هو المسؤول عن کتابة الأعمال القبیحة.[4]
ففی آیة "إِذْ یَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّیانِ" کلام عن تسجیل و مراقبة الملکین لجمیع أعمال البشر، و بالطبع أن کلام الإنسان یعد جزءاً من أعماله، بید أننا نجد أن الآیة " ما یَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلاَّ لَدَیْهِ رَقیبٌ عَتیدٌ" فیها تأکید أکثر على الألفاظ و الکلام و ذکر هذا الأمر فی هذه الآیة مرة أخرى، من قبیل ذکر الخاص بعد العام. لکی نعلم أن لهذا الخاص عنایة خاصة.[5]
و هذه العنایة الخاصة بسبب الدور المؤثر للکلام فی حیاة الناس حتى أن جملة واحدة أو عبارة قصیرة قد تؤدی إلى تغییر مسیر المجتمع نحو الخیر أو الشر. کما أن بعض الناس لا یعتقدون بأن الکلام جزء من أعمالهم، و یرون أنفسهم أحراراً فی الکلام مع أن أکثر الأمور تأثیرا و أخطرها فی حیاة الناس هو الکلام.[6]
عن النبی محمد (ص): "إن صاحب الیمین أمیر على صاحب الشمال فإذا عمل حسنة کتبها له صاحب الیمین بعشر أمثالها و إذا عمل سیّئة فأراد صاحب الشمال أن یکتبها قال له صاحب الیمین: أمسک فیمسک عنه سبع ساعات فإن إستغفر الله منها لم یکتب علیه شئٌ و إن لم یستغفر الله کتبت له سیّئةٌ واحدة".[7]
 

[1]  ق، 18.
[2]  الطباطبائی، سید محمد حسین، المیزان فی تفسیر القرآن، ج 18، ص 348، مکتب انتشارات إسلامی، قم، الطبعة الخامسة، 1417 ق، مکارم شیرازی، ناصر، تفسیر الأمثل، ج 17، ص 27، دار الکتب الإسلامیة، طهران، الطبعة الأولى، 1374 ش.
[3]  ق، 17.
[4]  مغنیة، محمد جواد، تفسیر الکاشف، ج 7، ص 132، دار الکتب الإسلامیة، طهران، الطبعة الأولى، 1424 ق، الطبرسی، فضل بن حسن، تفسیر جوامع الجامع، ج 4، ص 166، انتشارات جامعة طهران و مدیریة الحوزة العلمیة فی قم، الطبعة الأولى، 1377 ش، الکاشانی، ملا فتح الله، تفسیر منهج الصادقین فی الزام المخالفین، ج 9، ص 10، مکتبة محمد حسن علمی، طهران، 1336 ش، تفسیر الأمثل، ج 17، ص 27.
[5]  المیزان فی تفسیر القرآن، ج 18، ص 348.
[6]  تفسیر الأمثل، ج 17، ص 27.
[7]  المجلسی، محمد باقر، بحار الأنوار، ج 5، ص 321، دار إحیاء التراث العربی، بیروت، الطبعة الثانیة، 1403 ق.
س ترجمات بلغات أخرى
التعليقات
عدد التعليقات 0
يرجى إدخال القيمة
مثال : Yourname@YourDomane.ext
يرجى إدخال القيمة
يرجى إدخال القيمة

أسئلة عشوائية

الأكثر مشاهدة

  • ما هي أحكام و شروط العقيقة و مستحباتها؟
    279428 العملیة 2012/08/13
    العقيقة هي الذبيحة التي تذبح عن المولود يوم أسبوعه، و الافضل ان تكون من الضأن، و يجزي البقر و الابل عنها. كذلك من الافضل تساوي جنس الحيوانات المذبوح مع المولود المعق عنه في الذكورة و الانوثة، و يجزي عدم المماثلة، و الافضل أيضاً أن تجتمع فيها شرائط ...
  • كيف تتم الإستخارة بالقرآن الكريم؟ و كيف ندرك مدلول الآيات أثناء الإستخارة؟
    257213 التفسیر 2015/05/04
    1. من أشهر الإستخارات الرائجة في الوسط المتشرعي الإستخارة بالقرآن الكريم، و التي تتم بطرق مختلفة، منها: الطريقة الأولى: إِذا أَردت أَنْ تَتَفَأَّلَ بكتاب اللَّه عزَّ و جلَّ فاقرأْ سورةَ الإِخلاص ثلاث مرَّاتٍ ثمَّ صلِّ على النَّبيِّ و آله ثلاثاً ثمَّ قل: "اللَّهُمَّ تفأَّلتُ بكتابكَ و توكّلتُ عليكَ ...
  • ماهي أسباب سوء الظن؟ و ما هي طرق علاجه؟
    128130 العملیة 2012/03/12
    يطلق في تعاليمنا الدينية علی الشخص الذي يظن بالآخرين سوءً، سيء الظن، و من هنا نحاول دراسة هذه الصفه بما جاء في النصوص الإسلامية. فسوء الظن و سوء التخيّل بمعنى الخيال و الفكر السيء نسبة لشخص ما. و بعبارة أخرى، سيء الظن، هو الإنسان الذي يتخيّل و ...
  • كم مرّة ورد إسم النبي (ص) في القرآن؟ و ما هو السبب؟
    113217 علوم القرآن 2012/03/12
    ورد إسم النبي محمد (ص) أربع مرّات في القرآن الکریم، و في السور الآتية: 1ـ آل عمران، الآية 144: "وَ مَا محُمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلىَ أَعْقَابِكُمْ وَ مَن يَنقَلِبْ عَلىَ‏ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضرُّ اللَّهَ ...
  • ما الحكمة من وجود العادة الشهرية عند النساء؟
    88984 التفسیر 2012/05/15
    إن منشأ دم الحيض مرتبط باحتقان عروق الرحم و تقشّر مخاطه ما يؤدي إلى نزيف الدم. إن نزيف دم الحيض و العادة النسوية مقتضى عمل أجهزة المرأة السالمة، و إن خروجه بالرغم من الألم و الأذى و المعاناة التي تعاني منها المرأة يمثل أحد ألطاف الله الرحيم ...
  • هل يستر الله ذنوب عباده عن أبصار الآخرين يوم القيامة كما يستر عيوب و معاصي عباده في الدنيا، فيما لو ندم المرء عن ذنبه و تاب عنه؟
    59824 الکلام القدیم 2012/09/20
    ما تؤكده علينا التعاليم الدينية دائماً أن الله "ستار العيوب"، أي يستر العيب و يخفيه عن أنظار الآخرين. و المراد من العيوب هنا الذنوب و الخطايا التي تصدر من العباد. روي عن النبي محمد (ص) أنه قال: " سألت الله أن يجعل حساب أمتي إليّ لئلا تفتضح ...
  • ما هو النسناس و أي موجود هو؟
    59535 الکلام القدیم 2012/11/17
    لقد عرف "النسناس" بتعاريف مختلفة و نظراً إلى ما في بعض الروايات، فهي موجودات كانت قبل خلقة آدم (ع). نعم، بناء على مجموعة أخرى من الروايات، هم مجموعة من البشر عدّوا من مصاديق النسناس بسبب كثرة ذنوبهم و تقوية الجانب الحيواني فيهم و إبتعادهم عن ...
  • لماذا يستجاب الدعاء أكثر عند نزول المطر؟
    56849 الفلسفة الاخلاق 2012/05/17
    وقت نزول الأمطار من الأزمنة التي يوصى عندها بالدعاء، أما الدليل العام على ذلك فهو كما جاء في الآيات و الروايات، حيث يمكن اعتبار المطر مظهراً من مظاهر الرحمة الإلهية فوقت نزوله يُعتبر من أوقات فتح أبواب الرحمة، فلذلك يزداد الأمل باستجابة الدعاء حینئذ. ...
  • ما هو الذنب الذي ارتكبه النبي يونس؟ أ ليس الانبياء مصونين عن الخطأ و المعصية؟
    49714 التفسیر 2012/11/17
    عاش يونس (ع) بين قومه سنين طويلة في منطقة يقال لها الموصل من ارض العراق، و لبث في قومه داعيا لهم الى الايمان بالله، الا أن مساعيه التبليغية و الارشادة واجهت عناداً و ردت فعل عنيفة من قبل قومه فلم يؤمن بدعوته الا رجلان من قومه طوال ...
  • ما هي آثار القناعة في الحياة و كيف نميز بينها و بين البخل في الحياة؟
    47157 العملیة 2012/09/13
    القناعة في اللغة بمعنى الاكتفاء بالمقدار القليل من اللوازم و الاحتياجات و رضا الإنسان بنصيبه. و في الروايات أحيانا جاء لفظ القناعة تعبيرا عن مطلق الرضا. أما بالنسبة إلى الفرق بين القناعة و البخل نقول: إن محل القناعة، في الأخلاق الفردية، و هي ترتبط بالاستخدام المقتَصَد لإمكانات ...