بحث متقدم
الزيارة
3517
محدثة عن: 2015/05/30
خلاصة السؤال
هل یمکن رفع الید عن المستحبات بهذا الاستدلال و هو ان الواجبات اکثر اهمیه و لها اثر واسع؟
السؤال
السلام علیکم و رحمه الله تعالى و برکاته قال احد الاشخاص و هو احد اتباع اهل البیت (ع) و هو ینظر الى هذه الملایین الزاحفه لزیاره قبر الامام الحسین (ع): ماشاء الله، لو کان الالتزام بالحلال و الحرام و السعی لتطبیق شرعِ الله من قبل الناس بهذا الکم لم یبق ظلم و فساد و اکل الاموال بالباطل و هذا اعتقد صحیح و هو ما نراه فعلا فان کثیراً من الناس یسعون لتطبیق المستحب تارکین وراءهم الواجب فمنهم لا یصلی و آخر یسب الله و رسوله جهاراً و آخر یاکل الاموال بالباطل کالسنینه العشائریه التی یتمسّک بها اکثر عشائر الجنوب، و کثیر منهم الموظفون فی دوائر الدوله من الذین یستلمون الاموال و الرشاوی ظلما و عدوانا، ما تعلیقکم على هذا الکلام؟
الجواب الإجمالي
نعم، لا اشکال فی اصل هذا الموضوع و هو، ان على الانسان ان یهتم باداء الواجبات و ترک المحرمات الالهیه التی من اثرها رفع الظلم و الفساد، و اکل اموال الناس بالباطل و ...، قبل انشغاله بالمستحبات، و هذا مطابق لحدیث التقرب بالفرائض القدسی.
قال الله تعالى «ما یتقرّب الیّ عبدی بشیء احبّ الیّ ممّا افترضته علیه و ما زال یتقرّب الیّ عبدی بالفرائض حتّى اذا ما احبّه و اذا ما احبّه و اذا احببته کان سمعی الّذی اسمع به، و بصری الّذی ابصر به، و یدی الّذی ابطش بها»[1]
و بطبیعه الحال، ان من کان سمع الله و بصره و یده، لا یذنب، و لا یغصب اموال الناس، و لا یقتل، و لا یسفک الدماء و لا یاکل المال الحرام و ...، بید انه لا یمکن الاستدلال باهمیه الواجبات و اثرها الواسع، على رفع الید عن المستحبات او التقلیل من اهمیتها، بل لا بد من السعی فی اداء المستحبات خصوصاً ما کان له آثار واسعه جداً فی بناء النفس و وصولها الى المقامات السامیه، کما یقول الله سبحانه فی حدیث التقرب بالنوافل المعروف: «ان العبد یتقرب الی بالنوافل حتى احبه فاذا احببته کنت سمعه و بصره و لسانه و یده و رجله فبی یسمع و  بی یبصر، و بی ینطق، و بی یبطش، و بی یمشی.»[2].
و یمکن من خلال الحدیثین ان نستشف الفرق بین اداء الواجبات و الوصول بها الى قرب الفرائض و بین اداء المستحبات و الوصول بها الى قرب النوافل، ففی قرب الفرائض یکون المتکلم و السامع و الباصر هو  نفس الله سبحانه، لکن بلسان و سمع و بصر و ... العبد، لکن فی قرب النوافل یکون المتکلم و السامع و... ، هو  نفس العبد، لکن باشراف و عنایه ربّانیه.
و علیه، تکون نتیجه اداء المستحبات، هی الوصول الى مقام الفناء بالصفات الالهیه، اما نتیجه اداء الفرائض و الواجبات هو  الوصول الى مقام الفناء فی الذات الالهیه[3]
اذن فی الدرجه الاولى لابد ان یحتل اداء الواجبات و ترک المحرمات الالهیه مقام الصداره فی حیاتنا الیومیه، کما ان علینا ان لا نغفل عن المستحبات فی ظل اداء الواجبات؛ کزیاره الامام الحسین (ع) و اداء الصلوات النوافل خصوصا صلاه اللیل و ....
 

[1] الهاشمی خو یی، میرزا حبیب الله، منهاج البراعه فی شرح نهج البلاغه، المبرجم، حسن زاده آملی، کمره اى، محمد باقر، المحقق، المصحح، میانجی،ابراهیم،ج19، ص322، المکتبه الاسلامیه، تهران، الطبعه الرابعه، 1400 ق.
[2] المجلسی، محمد تقی، رو ضه المتقین فی شرح من لا یحضره الفقیه، المحقق،المصحح، موسو ی کرمانی، حسین، اشتهاردی، علی پناه، ج12، ص209، المؤسسه الثقافیه الاسلامیه کو شانبور، قم، الطبعه الثانیه، 1406ق؛ منهاج البراعه، ج19،ص322.
[3] منهاج البراعه، ج13، ص221.
س ترجمات بلغات أخرى
التعليقات
عدد التعليقات 0
يرجى إدخال القيمة
مثال : Yourname@YourDomane.ext
يرجى إدخال القيمة
يرجى إدخال القيمة

أسئلة عشوائية

  • ما التكليف إن تعارض الشهود على أعلمية المجتهد؟
    5450 الحقوق والاحکام 2012/09/05
    لقد أفتى جميع مراجع التقليد أنه: "يثبت الاجتهاد بالاختبار و بالشياع المفيد للعلم و بشهادة العدلين من أهل الخبرة‌، و كذا الأعلمية"[1] إذن فيما إذا تحقق هذا الفرض، أي تعارض شهادة عادلين مع شهادة عادلين آخرين، هنا لابد للإنسان أن ...
  • لماذا لم یصدر من الامام علی (ع) ای ردة فعل حین الهجوم على داره؟
    6212 تاريخ بزرگان 2008/02/13
    اذا اخذنا بنظر الاعتبار عصمة الائمة (ع) من الخطا او الذنب او السهو، فلابد من الاذعان بصحة ما یصدر منهم من سلوکیات و معتقدات ثم بذل ما بوسعنا من طاقة لمعرفة الاسرار و الدلائل الکامنة فی تلک السلوکیات لیکونوا لنا اسوة و قدوة فی الحیاة، هذا من جهة.و من ...
  • ما الفرق بين آليات البحث في العلاقة بين الروح و البدن، الصناعية و الطبيعية؟
    5237 الفلسفة العرفان 2012/04/22
    تستعمل مفردتا الطبيعي و الصناعي في الفلسفة في مقام المقارنة بين الموجودات الطبيعية و الصناعية؛ فعلى سبيل المثال البدن جسم طبيعي و المنضدة جسم صناعي، و تركيب البدن من اجزائه يعد تركيبيا طبيعيا، خلافا لتركيب المنضدة الذي يعد من قبيل التركيب الصناعي.[i] و ...
  • من المستبعد أن یطلب النبی زکریا (ع) من الله عزّوجلّ ولداً لکی یرث مالیاً و مادیاً. فلماذا إذن تستشهد السیدة الزهراء -س- بهذه الآیة لإثبات أحقیتها فی طلبها لإرثها؟
    6069 فدک 2012/09/10
    بعض الآیات التی استدّلت بها السیدة الزهراء (س) لإثبات ملکها لفدک لها صلة بالإرث المادی و بعضها عامّة، و على فرض ظهورها فی الإرث المعنوی أکثر، لا یمکن إخراج الإرث المادی من دائرة شمولها. لذلک، فالنکتة الرئیسیة فی إستدلال السیدة الزهراء -س- هو إثباتها وجود أصل وراثة ...
  • کیف یستطیع الإسلام أن یحل جمیع المشاکل؟
    6309 الفقه 2010/10/21
    لقد صدرت أحکام الإسلام و أوامره من قبل الله العلیم الحکیم و تستطیع أن تحلّ مشاکل البشریة جمعاء، لکن بشرط أن یعمل الناس جمیعهم بکل هذه الأحکام. الیوم، ورإن أصبح زواج الشباب یواجه مشاکل عدیدة، إلا أن حلّ هذه المشاکل أمر ممکن قطعاً، و ذلک بشرط ...
  • ما هی أسباب التهانی و التبریکات التی یتبادلها الناس فی یوم الغدیر؟
    5708 تاريخ بزرگان 2011/10/16
    حادثة الغدیر من الحوادث الکبیرة و الهامة فی تاریخنا الإسلامی، و کان وقوعها فی أواخر عهد رسالة النبی (ص) و ذلک لدى عودته من حجة الوداع و فی منطقة تسمّى غدیر خم و بحضور کبار الصحابة و الآلاف المسلمین من مختلف أطراف العالم الإسلامی و هذه الحادثة على قدر کبیر ...
  • ما هو حکم حمل القرآن طوال الیوم أو فی المرافق الصحیة؟
    5354 الحقوق والاحکام 2009/07/13
    لا إشکال فی حمل القرآن بشکل دائم، و لکن لا بد من الالتفات إلى عددٍ من الأحکام الجانبیة:1ـ حمل القرآن فی حالتی الجنابة[1] و الحیض[2] مکروه.2ـ مس القرآن بالید أو أی عضو آخر لابد أن یکون مصحوباً بالطهارة.
  • لماذا لم یخلق الله سبحانه جمیع الناس مسلمین؟
    7587 الکلام القدیم 2008/03/16
    إن الله سبحانه یخلق الإنسان عارفاً به و موحداً له، و یجهزّه بقوة العقل و الفکر و یکون الانسان صاحب إرادة و إختیار، و قد بعث أنبیاء عدیدین لهدایة و إرشاد البشر، لذلک فإن الله جلَّ شأنه لا یخلق أحداً کافراً، أو مسیحیاً أو یهودیاً...، و لکن الإنسان نتیجةً لسوء ...
  • في أي سورة تقع آية التطهير؟ وما هي دلالتها؟
    12369 التفسیر 2014/04/20
    آية التطهير، هي الآية الثالثة والثلاثون من سورة الاحزاب، و إنما سميت بآية التطهير لانعقاد الإرادة التكوينية الالهية على تطهير أهل البيت (ع) فيها. و قد روى الفريقان الشيعة و السنة عن سبب نزول الآية بأنها نزلت في كل من علي و فاطمة و الحسن و الحسين عليهم ...
  • ما الفرق بين بعد النظر و طول الأمل؟
    10605 درایة الحدیث 2012/07/21
    إن بعد النظر نوع من التدبير و هو ما يحتاجه كل عاقل، إذ لابد لأي شخص أن يدبّر لحياته المستقبلية و يدرس تقلّب الأوضاع و يستشير الخبراء بالقدر المطلوب، ثم يقوم بتخطيط خطة جامعة و عملية على أساس جميع هذه المعطيات و يسعى لتنفيذها. و لكن الآمال ...

الأكثر مشاهدة

  • ما هي أحكام و شروط العقيقة و مستحباتها؟
    279461 العملیة 2012/08/13
    العقيقة هي الذبيحة التي تذبح عن المولود يوم أسبوعه، و الافضل ان تكون من الضأن، و يجزي البقر و الابل عنها. كذلك من الافضل تساوي جنس الحيوانات المذبوح مع المولود المعق عنه في الذكورة و الانوثة، و يجزي عدم المماثلة، و الافضل أيضاً أن تجتمع فيها شرائط ...
  • كيف تتم الإستخارة بالقرآن الكريم؟ و كيف ندرك مدلول الآيات أثناء الإستخارة؟
    257324 التفسیر 2015/05/04
    1. من أشهر الإستخارات الرائجة في الوسط المتشرعي الإستخارة بالقرآن الكريم، و التي تتم بطرق مختلفة، منها: الطريقة الأولى: إِذا أَردت أَنْ تَتَفَأَّلَ بكتاب اللَّه عزَّ و جلَّ فاقرأْ سورةَ الإِخلاص ثلاث مرَّاتٍ ثمَّ صلِّ على النَّبيِّ و آله ثلاثاً ثمَّ قل: "اللَّهُمَّ تفأَّلتُ بكتابكَ و توكّلتُ عليكَ ...
  • ماهي أسباب سوء الظن؟ و ما هي طرق علاجه؟
    128190 العملیة 2012/03/12
    يطلق في تعاليمنا الدينية علی الشخص الذي يظن بالآخرين سوءً، سيء الظن، و من هنا نحاول دراسة هذه الصفه بما جاء في النصوص الإسلامية. فسوء الظن و سوء التخيّل بمعنى الخيال و الفكر السيء نسبة لشخص ما. و بعبارة أخرى، سيء الظن، هو الإنسان الذي يتخيّل و ...
  • كم مرّة ورد إسم النبي (ص) في القرآن؟ و ما هو السبب؟
    113303 علوم القرآن 2012/03/12
    ورد إسم النبي محمد (ص) أربع مرّات في القرآن الکریم، و في السور الآتية: 1ـ آل عمران، الآية 144: "وَ مَا محُمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلىَ أَعْقَابِكُمْ وَ مَن يَنقَلِبْ عَلىَ‏ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضرُّ اللَّهَ ...
  • ما الحكمة من وجود العادة الشهرية عند النساء؟
    89021 التفسیر 2012/05/15
    إن منشأ دم الحيض مرتبط باحتقان عروق الرحم و تقشّر مخاطه ما يؤدي إلى نزيف الدم. إن نزيف دم الحيض و العادة النسوية مقتضى عمل أجهزة المرأة السالمة، و إن خروجه بالرغم من الألم و الأذى و المعاناة التي تعاني منها المرأة يمثل أحد ألطاف الله الرحيم ...
  • هل يستر الله ذنوب عباده عن أبصار الآخرين يوم القيامة كما يستر عيوب و معاصي عباده في الدنيا، فيما لو ندم المرء عن ذنبه و تاب عنه؟
    59875 الکلام القدیم 2012/09/20
    ما تؤكده علينا التعاليم الدينية دائماً أن الله "ستار العيوب"، أي يستر العيب و يخفيه عن أنظار الآخرين. و المراد من العيوب هنا الذنوب و الخطايا التي تصدر من العباد. روي عن النبي محمد (ص) أنه قال: " سألت الله أن يجعل حساب أمتي إليّ لئلا تفتضح ...
  • ما هو النسناس و أي موجود هو؟
    59586 الکلام القدیم 2012/11/17
    لقد عرف "النسناس" بتعاريف مختلفة و نظراً إلى ما في بعض الروايات، فهي موجودات كانت قبل خلقة آدم (ع). نعم، بناء على مجموعة أخرى من الروايات، هم مجموعة من البشر عدّوا من مصاديق النسناس بسبب كثرة ذنوبهم و تقوية الجانب الحيواني فيهم و إبتعادهم عن ...
  • لماذا يستجاب الدعاء أكثر عند نزول المطر؟
    56879 الفلسفة الاخلاق 2012/05/17
    وقت نزول الأمطار من الأزمنة التي يوصى عندها بالدعاء، أما الدليل العام على ذلك فهو كما جاء في الآيات و الروايات، حيث يمكن اعتبار المطر مظهراً من مظاهر الرحمة الإلهية فوقت نزوله يُعتبر من أوقات فتح أبواب الرحمة، فلذلك يزداد الأمل باستجابة الدعاء حینئذ. ...
  • ما هو الذنب الذي ارتكبه النبي يونس؟ أ ليس الانبياء مصونين عن الخطأ و المعصية؟
    49813 التفسیر 2012/11/17
    عاش يونس (ع) بين قومه سنين طويلة في منطقة يقال لها الموصل من ارض العراق، و لبث في قومه داعيا لهم الى الايمان بالله، الا أن مساعيه التبليغية و الارشادة واجهت عناداً و ردت فعل عنيفة من قبل قومه فلم يؤمن بدعوته الا رجلان من قومه طوال ...
  • ما هي آثار القناعة في الحياة و كيف نميز بينها و بين البخل في الحياة؟
    47188 العملیة 2012/09/13
    القناعة في اللغة بمعنى الاكتفاء بالمقدار القليل من اللوازم و الاحتياجات و رضا الإنسان بنصيبه. و في الروايات أحيانا جاء لفظ القناعة تعبيرا عن مطلق الرضا. أما بالنسبة إلى الفرق بين القناعة و البخل نقول: إن محل القناعة، في الأخلاق الفردية، و هي ترتبط بالاستخدام المقتَصَد لإمكانات ...