بحث متقدم
الزيارة
7325
محدثة عن: 2008/08/21
خلاصة السؤال
ما هو سند الحدیث الذی روی عن أمیر المؤمنین علی (ع) حول الفرس مخاطباً العرب بقوله: ضربتهوهم علی تنزیله و لا تنقضی الدنیا حتی یضربوکم علی تأویله؟
السؤال
قبل فترة رأیت الحدیث التالی فی إحدی المجلات، فهل هذا الحدیث الصحیح سنداً برأیکم؟ قال أمیر المؤمنین علی (ع): ما مضمونه و الذی خلق الحجة و خلق الخلق، انهم (الایرانیون) سیقاتلونکم لإرجاعکم الی دین الاسلام، کما قاتلتموهم من أجل ان یسلموا.
الجواب الإجمالي

توجد فی المصادر الروائیة بهذا المعنی و هو أن أمیر المؤمنین علی (ع) قال حول الفرس مخاطباً العرب: "ضربتموهم علی تنزیله و لا تنقضی الدنیا حتی یضربوکم علی تأویله".

و هذه الروایة من حیث السند قابلة للاعتماد علیها.

الجواب التفصيلي

النص الذی ذکرتموه لا یوجود فی أی مصدر من المصادر الروائیة، و لکن توجد روایة فی نفس هذا المضمون و قد وردت هذه الروایة فی کتاب قرب الاسناد. ففی قرب الاسناد نقلاً عن الامام الصادق (ع) الذی ینقل عن آبائه (ع) عن أمیر المؤمنین علی (ع) أنه قال حول الفرس: "ضربتوهم علی تنزیله و لا تنقضی الدنیا حتی یضربوکم علی تأویله -تفسیره و باطنه-"[1] و حول سند هذه الروایة ینبغی أن نذکر أولاً بان الاعتماد علی الروایات یجب ان یدرس علی ضوء الموضوع الذی تتناوله، فالروایات الواردة فی اصول العقائد یجب ان تکون مرویة بطرق مختلفة قابلة للاعتماد، فی حین أن الروایات الفقهیة تکون مقبولة و یعتمد علیها فیما لو کان لها طریق معتبر واحد فقط، و اما الروایات التی لا یکون مضمونها من الاصول الاعتقادیة و لا من الاحکام العملیة کالروایة التی ذکرتموها فهی عادة ما لا یبحث عن اعتبار سندها. و لکن ما یمکن قوله فی الجواب هو أن کتاب قرب الاسناد – و کما ذکر العلامة المجلسی فی مقدمة البحار هو من الکتب المعتبرة و المشهورة بین العلماء[2] و مؤلفه أیضاً و هو الحمیری هو من الرواة الکبار المعتمدین للشیعة. و سند الروایة بعد الحمیری قصیر و یشتمل علی الحسن بن ظریف و الحسین بن علوان و الحسن بن ظریف وصف فی کتب الرجال بانه یعتمد علی نقله، و لکن فی الحسین بن علوان خلاف و هذا الاختلاف هو بسبب عبارة ذکرت فی شأنه و هی: أنه لیس شیعیاً و کنیة أخیه أبومحمد و هو ثقة، لانه لا یعلم ان المقصود من عبارة (و هو ثقة) هل هو نفس الحسین بن علوان أو أخیه. و لهذا السبب استشکل فی وثاقته. لکن المرحوم آیة الله الخوئی یعتبره ثقة و یقول (مثل هذه العبارات کثیرة فی کتب الرجال وهی تدل علی وثاقة نفس الراوی الأصلی)[3][4][5]

و علی آیة حال و بالالتفات إلی أن کثیراً من روایت قرب الاسناد نقلت بنفس هذا السند فتکون هذه الروایة قابلة للاعتماد سنداً.



[1] قرب الاسناد، 52، و کذلک لاحظ، بحار الانوار، 64، 174.

[2] بحار الانوار، 1، 27.

[3] رجال النجاشی، 61، الخلاصة، 43.

[4] رجال النجاشی، 52.

[5] معجم رجال الحدیث، 4، 383.

س ترجمات بلغات أخرى
التعليقات
عدد التعليقات 0
يرجى إدخال القيمة
مثال : Yourname@YourDomane.ext
يرجى إدخال القيمة
يرجى إدخال القيمة

أسئلة عشوائية

الأكثر مشاهدة

  • ما هي أحكام و شروط العقيقة و مستحباتها؟
    279435 العملیة 2012/08/13
    العقيقة هي الذبيحة التي تذبح عن المولود يوم أسبوعه، و الافضل ان تكون من الضأن، و يجزي البقر و الابل عنها. كذلك من الافضل تساوي جنس الحيوانات المذبوح مع المولود المعق عنه في الذكورة و الانوثة، و يجزي عدم المماثلة، و الافضل أيضاً أن تجتمع فيها شرائط ...
  • كيف تتم الإستخارة بالقرآن الكريم؟ و كيف ندرك مدلول الآيات أثناء الإستخارة؟
    257239 التفسیر 2015/05/04
    1. من أشهر الإستخارات الرائجة في الوسط المتشرعي الإستخارة بالقرآن الكريم، و التي تتم بطرق مختلفة، منها: الطريقة الأولى: إِذا أَردت أَنْ تَتَفَأَّلَ بكتاب اللَّه عزَّ و جلَّ فاقرأْ سورةَ الإِخلاص ثلاث مرَّاتٍ ثمَّ صلِّ على النَّبيِّ و آله ثلاثاً ثمَّ قل: "اللَّهُمَّ تفأَّلتُ بكتابكَ و توكّلتُ عليكَ ...
  • ماهي أسباب سوء الظن؟ و ما هي طرق علاجه؟
    128140 العملیة 2012/03/12
    يطلق في تعاليمنا الدينية علی الشخص الذي يظن بالآخرين سوءً، سيء الظن، و من هنا نحاول دراسة هذه الصفه بما جاء في النصوص الإسلامية. فسوء الظن و سوء التخيّل بمعنى الخيال و الفكر السيء نسبة لشخص ما. و بعبارة أخرى، سيء الظن، هو الإنسان الذي يتخيّل و ...
  • كم مرّة ورد إسم النبي (ص) في القرآن؟ و ما هو السبب؟
    113244 علوم القرآن 2012/03/12
    ورد إسم النبي محمد (ص) أربع مرّات في القرآن الکریم، و في السور الآتية: 1ـ آل عمران، الآية 144: "وَ مَا محُمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلىَ أَعْقَابِكُمْ وَ مَن يَنقَلِبْ عَلىَ‏ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضرُّ اللَّهَ ...
  • ما الحكمة من وجود العادة الشهرية عند النساء؟
    88996 التفسیر 2012/05/15
    إن منشأ دم الحيض مرتبط باحتقان عروق الرحم و تقشّر مخاطه ما يؤدي إلى نزيف الدم. إن نزيف دم الحيض و العادة النسوية مقتضى عمل أجهزة المرأة السالمة، و إن خروجه بالرغم من الألم و الأذى و المعاناة التي تعاني منها المرأة يمثل أحد ألطاف الله الرحيم ...
  • هل يستر الله ذنوب عباده عن أبصار الآخرين يوم القيامة كما يستر عيوب و معاصي عباده في الدنيا، فيما لو ندم المرء عن ذنبه و تاب عنه؟
    59835 الکلام القدیم 2012/09/20
    ما تؤكده علينا التعاليم الدينية دائماً أن الله "ستار العيوب"، أي يستر العيب و يخفيه عن أنظار الآخرين. و المراد من العيوب هنا الذنوب و الخطايا التي تصدر من العباد. روي عن النبي محمد (ص) أنه قال: " سألت الله أن يجعل حساب أمتي إليّ لئلا تفتضح ...
  • ما هو النسناس و أي موجود هو؟
    59550 الکلام القدیم 2012/11/17
    لقد عرف "النسناس" بتعاريف مختلفة و نظراً إلى ما في بعض الروايات، فهي موجودات كانت قبل خلقة آدم (ع). نعم، بناء على مجموعة أخرى من الروايات، هم مجموعة من البشر عدّوا من مصاديق النسناس بسبب كثرة ذنوبهم و تقوية الجانب الحيواني فيهم و إبتعادهم عن ...
  • لماذا يستجاب الدعاء أكثر عند نزول المطر؟
    56854 الفلسفة الاخلاق 2012/05/17
    وقت نزول الأمطار من الأزمنة التي يوصى عندها بالدعاء، أما الدليل العام على ذلك فهو كما جاء في الآيات و الروايات، حيث يمكن اعتبار المطر مظهراً من مظاهر الرحمة الإلهية فوقت نزوله يُعتبر من أوقات فتح أبواب الرحمة، فلذلك يزداد الأمل باستجابة الدعاء حینئذ. ...
  • ما هو الذنب الذي ارتكبه النبي يونس؟ أ ليس الانبياء مصونين عن الخطأ و المعصية؟
    49732 التفسیر 2012/11/17
    عاش يونس (ع) بين قومه سنين طويلة في منطقة يقال لها الموصل من ارض العراق، و لبث في قومه داعيا لهم الى الايمان بالله، الا أن مساعيه التبليغية و الارشادة واجهت عناداً و ردت فعل عنيفة من قبل قومه فلم يؤمن بدعوته الا رجلان من قومه طوال ...
  • ما هي آثار القناعة في الحياة و كيف نميز بينها و بين البخل في الحياة؟
    47164 العملیة 2012/09/13
    القناعة في اللغة بمعنى الاكتفاء بالمقدار القليل من اللوازم و الاحتياجات و رضا الإنسان بنصيبه. و في الروايات أحيانا جاء لفظ القناعة تعبيرا عن مطلق الرضا. أما بالنسبة إلى الفرق بين القناعة و البخل نقول: إن محل القناعة، في الأخلاق الفردية، و هي ترتبط بالاستخدام المقتَصَد لإمكانات ...