بحث متقدم
الزيارة
7185
محدثة عن: 2008/07/29
خلاصة السؤال
ما هی مشکلة المذهب المالکی او الحنفی؟
السؤال
أنا احب التشیع و لکنی ارید أن أفهم ما هو الاشکال فی أن أکون مالکیاً او حنیفاً؟
الجواب الإجمالي

یجب ان یتضح هل ان حبک للتشیع هو مجرد حب و عاطفة أو أنه یستند إلی قاعدة استدلالیة قویة؟ فان کان حبک مستنداً للبرهان و الاستدلال، فانه سیتضح لک ضعف و نواقص المذاهب و الفرق الاخری تلقائیاً.

ان الاختلاف الاساسی للتشیع و فضیلته علی باقی المذاهب الاسلامیة؛ هو فی نوع النظرة و اعتقاد الشیعة بقضیة الامامة و ولایة أهل بیت النبی الاکرم (ص)، و ذلک ان الشیعة تری أن الامام المعصوم حائز علی جمیع شؤون النبی ما عدا مسألة الوحی و ان الامام مرجع دینی (مبین للدین و حافظ له و مفسر آیات القرآن) و هو مرجع سیاسی و أفضل قائد فی القضایا الاجتماعیة و له شأن القضاء و هو أعلم الناس و تعتقد بوجوب طاعته التامة. اما بقیة المذاهب الاسلامیة و منها المالکیة و الحنفیة فهم و للاسف لا یعتقدون بذلک، بل یکتفون بالحب و الاعتقاد بوثاقة أهل البیت و ائمتنا المعصومین. و الحال ان لزوم التبعیة الکاملة للامام و اهل البیت (ع) اضافة الی حبهم هو من التعالیم التی تقرها الروایات الواردة عن طریق إخواننا أهل السنة ایضاً. و یمکن لهذا أن یترک آثاراً عمیقة فی نوع تصرفاتنا الفردیة و الاجتماعیة.

الجواب التفصيلي

نحن نحترم حبکم للتشیع، لکن من الواضح ان اختیار الدین و المذهب لیس أمراً عاطفیاً ترجیحاً،‌ بل هو وظیفة و واجب عقلی. فیجب أن نری ما هو سبب حبک للتشیع؟ و هل هو مجرد عاطفة و محبة أو أنه یستند الی قاعدة استدلالیة قویة؟ فان کان حبک مستنداً إلی البرهان و الاستدلال، فان من المحتّم فی هذه الصورة ان تتضح لک تلقائیاً نقائص المذاهب و الفرق الاخری و ضعفها، و ذلک بسبب نقاط القوة التی وجدتها فی مذهب التشیع فقط.

ان الاختلاف الاساسی للتشیع و فضیلته علی باقی المذاهب الاسلامیة؛ هو فی نوع النظرة و اعتقاد الشیعة بقضیة الامامة و ولایة أهل بیت النبی الاکرام (ص). نشیر هنا الی بعض معتقدات الشیعة فی مسألة الامامة:

1- تعتبر الشیعة الائمة الاثنی عشر (ع) الذین صرح بأسمائهم فی أحادیث النبی (ص)،[1] معصومین من کل خطإ و نسیان و ذنب.

2- تعتقد الشیعة بان للامام المعصوم (ع) جمیع شؤون النبی الاکرم (ص) عدا مسألة الوحی.

3- تعتقد الشیعة بان الامام المعصوم (ع) مرجع دینی (مبین للدین و حافظ له و مفسر آیات القرآن).

4. تعتقد الشیعة بان الامام المعصوم (ع) مرجع سیاسی و أفضل قائد فی القضایا الاجتماعیة و له شأن القضاء و تعتقد بوجوب طاعته التامة علیها.

5- تعتقد الشیعة بان الامام المعصوم (ع) أعلم الناس بالمسائل العلمیة.

اما باقی المذاهب و منها المالکی و الحنفی فهم و للاسف لا یعتقدون بمثل ذلک، فهم یکتفون بحب أهل البیت و أئمتنا المعصومین و الاعتقاد بوثاقتهم فقط.

6- من خصائص التشیع الطاعة الکاملة لأمیر المؤمنین علی (ع) و اهل البیت (ع) و متابعتهم التی أولاها الاسلام أهمیة کبیرة، و قد ورد فی روایات متعددة نقلها أهل السنة ایضاً.[2]

و قال الرسول الأکرم (ص): "النظر الی وجه أمیر المؤمنین علی بن ابی طالب عبادة و ذکره عبادة".[3]

أما ما هو المراد من ولایة علی (ع)،‌ فیجب أن یتضح من موارد استعمالها فی آیات القرآن الکریم و فی شأن أمیر المؤمنین علی (ع)، یقول القرآن الکریم: "إنما ولیکم الله و رسوله و الذین آمنوا الذین یقیمون الصلاة و یؤتون الزکاة و هم راکعون".[4]

و لا شک فی ان کلمة (ولی) فی الآیة لیست بمعنی المحب او الناصر و المعین، لان الولایة بمعنی المحبة و النصرة لیست مختصة بالذین یقیمون الصلاة و یؤتون الزکاة فی حال الرکوع، بل هو حکم یشمل جمیع المسلمین، فیجب علی جمیع المسلمین أن یحب بعضهم بعضا و ینصره، حتی الذین لم تجب علیهم الزکاة و لا یملکون شیئاً حتی یجب علیهم دفع زکاته، فضلاً عن کونهم یعطون الزکاة فی حال الرکوع، فهؤلاء أیضاً یجب علیهم ان یحب بعضهم بعضاً‌ و أن یتناصروا.

و من هنا یتضح أن المراد من "الولی" فی الآیة المتقدمة هو الولایة بمعنی التصرف و القیادة المادیة و المعنویة، خصوصاً و ان هذه الولایة ذکرت إلی جنب ولایة النبی (ص) و ولایة الله، و عبر عن الجمیع بجملة واحدة.

و قد نقل فی الکثیر من الکتب الاسلامیة و مصادر أهل السنة روایات متعددة تذکر ان هذه الآیة نزلت فی شأن أمیر المؤمنین علی (ع). و فی بعضها وردت الاشارة إلی قضیة التصدق بالخاتم فی حال الرکوع و بعضها لم یشر لذلک بل اکتفی بالقول بنزول الآیة فی شأن أمیر المؤمنین علی (ع).[5]

فاذا نظر الشخص الی قضیة الامامة و القیادة کما ینظر لها الشیعة و کان اعتقاده بالامامة و القیادة اعتقاد الشیعة فسوف تتغیر مسیرة حیاته، انه سوف لن یأخذ حلول مسائله و أسئلته و مشکلاته الدینیة من أی شخص کان، و لا یعطی زمام اختیاره فی القضایا السیاسیة لکل من کان، بل یکون دائماً تابعاً و مطیعاً للامام المعصوم (ع) او من نصبه الائمة (ع) خلیفة عنهم و هم الفقهاء و المجتهدون.

و بالرغم من کون أتباع جمیع المذاهب الاسلامیة و منها الحنفیة و المالکیة یحبون أمیر المؤمنین علیاً (ع) و أولاده (الائمة المعصومین) و یوادونهم،‌ لکن الولایة بمعناها الکامل و الدقیق و هی التی یریدها القرآن و النبی (ص) غیر موجودة الا فی مذهب التشیع الجعفری الاثنی عشری فقط، و یجب علی کل مسلم أن یختار أقرب المذاهب إلی القرآن و سنة النبی (ص).



[1] بحار الانوار، ج 36، ص 362.

[2] المناقب للخوارزمی، ص 19، 252.

[3] المناقب للخوارزمی، ص 19 و 212؛ کفایة الطالب، الکنجی الشافعی، ص 214.

[4] المائدة، 55.

[5] تفسر الأمثل، 4، 424 و 425.

س ترجمات بلغات أخرى
التعليقات
عدد التعليقات 0
يرجى إدخال القيمة
مثال : Yourname@YourDomane.ext
يرجى إدخال القيمة
يرجى إدخال القيمة

أسئلة عشوائية

الأكثر مشاهدة

  • ما هي أحكام و شروط العقيقة و مستحباتها؟
    279435 العملیة 2012/08/13
    العقيقة هي الذبيحة التي تذبح عن المولود يوم أسبوعه، و الافضل ان تكون من الضأن، و يجزي البقر و الابل عنها. كذلك من الافضل تساوي جنس الحيوانات المذبوح مع المولود المعق عنه في الذكورة و الانوثة، و يجزي عدم المماثلة، و الافضل أيضاً أن تجتمع فيها شرائط ...
  • كيف تتم الإستخارة بالقرآن الكريم؟ و كيف ندرك مدلول الآيات أثناء الإستخارة؟
    257250 التفسیر 2015/05/04
    1. من أشهر الإستخارات الرائجة في الوسط المتشرعي الإستخارة بالقرآن الكريم، و التي تتم بطرق مختلفة، منها: الطريقة الأولى: إِذا أَردت أَنْ تَتَفَأَّلَ بكتاب اللَّه عزَّ و جلَّ فاقرأْ سورةَ الإِخلاص ثلاث مرَّاتٍ ثمَّ صلِّ على النَّبيِّ و آله ثلاثاً ثمَّ قل: "اللَّهُمَّ تفأَّلتُ بكتابكَ و توكّلتُ عليكَ ...
  • ماهي أسباب سوء الظن؟ و ما هي طرق علاجه؟
    128143 العملیة 2012/03/12
    يطلق في تعاليمنا الدينية علی الشخص الذي يظن بالآخرين سوءً، سيء الظن، و من هنا نحاول دراسة هذه الصفه بما جاء في النصوص الإسلامية. فسوء الظن و سوء التخيّل بمعنى الخيال و الفكر السيء نسبة لشخص ما. و بعبارة أخرى، سيء الظن، هو الإنسان الذي يتخيّل و ...
  • كم مرّة ورد إسم النبي (ص) في القرآن؟ و ما هو السبب؟
    113246 علوم القرآن 2012/03/12
    ورد إسم النبي محمد (ص) أربع مرّات في القرآن الکریم، و في السور الآتية: 1ـ آل عمران، الآية 144: "وَ مَا محُمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلىَ أَعْقَابِكُمْ وَ مَن يَنقَلِبْ عَلىَ‏ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضرُّ اللَّهَ ...
  • ما الحكمة من وجود العادة الشهرية عند النساء؟
    88997 التفسیر 2012/05/15
    إن منشأ دم الحيض مرتبط باحتقان عروق الرحم و تقشّر مخاطه ما يؤدي إلى نزيف الدم. إن نزيف دم الحيض و العادة النسوية مقتضى عمل أجهزة المرأة السالمة، و إن خروجه بالرغم من الألم و الأذى و المعاناة التي تعاني منها المرأة يمثل أحد ألطاف الله الرحيم ...
  • هل يستر الله ذنوب عباده عن أبصار الآخرين يوم القيامة كما يستر عيوب و معاصي عباده في الدنيا، فيما لو ندم المرء عن ذنبه و تاب عنه؟
    59838 الکلام القدیم 2012/09/20
    ما تؤكده علينا التعاليم الدينية دائماً أن الله "ستار العيوب"، أي يستر العيب و يخفيه عن أنظار الآخرين. و المراد من العيوب هنا الذنوب و الخطايا التي تصدر من العباد. روي عن النبي محمد (ص) أنه قال: " سألت الله أن يجعل حساب أمتي إليّ لئلا تفتضح ...
  • ما هو النسناس و أي موجود هو؟
    59551 الکلام القدیم 2012/11/17
    لقد عرف "النسناس" بتعاريف مختلفة و نظراً إلى ما في بعض الروايات، فهي موجودات كانت قبل خلقة آدم (ع). نعم، بناء على مجموعة أخرى من الروايات، هم مجموعة من البشر عدّوا من مصاديق النسناس بسبب كثرة ذنوبهم و تقوية الجانب الحيواني فيهم و إبتعادهم عن ...
  • لماذا يستجاب الدعاء أكثر عند نزول المطر؟
    56856 الفلسفة الاخلاق 2012/05/17
    وقت نزول الأمطار من الأزمنة التي يوصى عندها بالدعاء، أما الدليل العام على ذلك فهو كما جاء في الآيات و الروايات، حيث يمكن اعتبار المطر مظهراً من مظاهر الرحمة الإلهية فوقت نزوله يُعتبر من أوقات فتح أبواب الرحمة، فلذلك يزداد الأمل باستجابة الدعاء حینئذ. ...
  • ما هو الذنب الذي ارتكبه النبي يونس؟ أ ليس الانبياء مصونين عن الخطأ و المعصية؟
    49741 التفسیر 2012/11/17
    عاش يونس (ع) بين قومه سنين طويلة في منطقة يقال لها الموصل من ارض العراق، و لبث في قومه داعيا لهم الى الايمان بالله، الا أن مساعيه التبليغية و الارشادة واجهت عناداً و ردت فعل عنيفة من قبل قومه فلم يؤمن بدعوته الا رجلان من قومه طوال ...
  • ما هي آثار القناعة في الحياة و كيف نميز بينها و بين البخل في الحياة؟
    47165 العملیة 2012/09/13
    القناعة في اللغة بمعنى الاكتفاء بالمقدار القليل من اللوازم و الاحتياجات و رضا الإنسان بنصيبه. و في الروايات أحيانا جاء لفظ القناعة تعبيرا عن مطلق الرضا. أما بالنسبة إلى الفرق بين القناعة و البخل نقول: إن محل القناعة، في الأخلاق الفردية، و هي ترتبط بالاستخدام المقتَصَد لإمكانات ...