بحث متقدم
الزيارة
5884
محدثة عن: 2012/01/05
خلاصة السؤال
من هو ثوبان؟ و ما هو موقف أهل البیت (ع) من روایاته؟
السؤال
ما موقف مدرسة أهل البیت(ع)من الروایات المرویة عن: ثوبان مولى رسول الله(ص)و ما معنى مولى؟
الجواب الإجمالي
ثوبان من اصحاب رسول الله (ص)، و ما یتوفر لدینا معلومات قلیلة جداً عنه، یکشف عن ارتباطه الوثیق بالرسول الاکرم (ص) و أهل بیته (ع). ترجم له الشیخ الطوسی فی رجاله و العسقلانی فی الاصابة قائلا: المشهور انه من اصحاب الرسول (ص) المعروفین اشتراه النبی (ص) ثم أعتقه، فلم یزل یخدمه إلى أن مات‏.و لا یوجد لثوبان روایات کثیرة فی المصادر الشیعیة، فمن هنا لا یمکن معرفة موقف أهل البیت (ع) من روایاته.
الجواب التفصيلي

ثوبان اسم لعدد من اصحاب النبی الاکرم (ص)، و لکن ثوبان الموصوف بکونه مولى[1] لرسول الله، فهو شخص واحد.[2]

و من هنا فان ثوبان من اصحاب رسول الله (ص)، و من المؤسف اننا لانملک الکثیر عن هذه الشخصیة و لکن ما یتوفر لدینا معلومات قلیلة جداً یکشف عن ارتباطه الوثیق بالرسول الاکرم (ص) و أهل بیته (ع).

ترجم له الشیخ الطوسی فی رجاله واصفا إیاه بانه من اصحاب الرسول (ص) یکنى ابا عبد الله.[3] و قال العسقلانی فی الاصابة: المشهور انه من اصحاب الرسول (ص) المعروفین اشتراه النبی (ص) ثم أعتقه، فلم یزل یخدمه إلى أن مات‏.[4]

و الجدیر بالذکر ان مصادرنا المعتبرة کالکتب الاربعة لم تنقل عنه شیئا، نعم ورد فی الکتب الحدیثیة الاخرى له بعض الروایات، من قبیل الروایة التی تکشف عن مدى علاقته بالرسول الاکرم (ص) و أهل بیته (ع)، و هی: قام ثَوْبَانُ مولى رسول اللَّهِ (ص) قال: بأَبی أَنت و أُمِّی یا رسولَ اللَّه متى قیام السَّاعة؟ فقال رسول اللَّه (ص) ما أَعددتَ لها إِذ تسأَلُ عنها؟ قال: یا رسول اللَّهِ ما أَعْدَدْتُ لها کثیر عمل إِلَّا أَنِّی أُحبُّ اللَّهَ و رسوله! فقال رسول اللَّهِ (ص): و إِلَى مَا ذَا بَلَغَ حُبُّکَ لِرَسُولِ اللَّهِ (ص)؟ قال: و الَّذِی بَعَثَکَ بِالْحَقِّ نَبِیّاً إِنَّ فِی قَلْبِی مِنْ مَحَبَّتِکَ مَا لَوْ قُطِّعْتُ بِالسُّیُوفِ وَ نُشِرْتُ بِالْمَنَاشِیرِ وَ قُرِضْتُ بِالْمَقَارِیضِ وَ أُحْرِقْتُ بِالنِّیرَانِ وَ طُحِنْتُ بِإِرْحَاءِ الْحِجَارَةِ کَانَ أَحَبَّ إِلَیَّ وَ أَسْهَلَ عَلَیَّ مِنْ أَنْ أَجِدَ لَکَ فِی قَلْبِی غِشّاً أَوْ غِلًّا أَوْ بُغْضاً لِأَحَدٍ مِنْ أَهْلِ بَیْتِک...[5]

و روى الطبرسی فی تفسیر مجمع البیان فی ذیل قوله تعالى " وَ مَنْ یُطِعِ اللَّهَ وَ الرَّسُولَ فَأُولئِکَ مَعَ الَّذینَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَیْهِمْ مِنَ النَّبِیِّینَ وَ الصِّدِّیقینَ وَ الشُّهَداءِ وَ الصَّالِحینَ وَ حَسُنَ أُولئِکَ رَفیقاً"[6] انها نزلت فی ثوبان مولى رسول الله (ص) و کان شدید الحب لرسول الله (ص) قلیل الصبر عنه، فأتاه ذات یوم و قد تغیر لونه و نحل جسمه، فقال (ص): یا ثوبان ما غیر لونک؟ فقال: یا رسول الله ما بی من مرض و لا وجع غیر أنی إذا لم أرک اشتقت إلیک حتى ألقاک ثم ذکرت الآخر فأخاف أنی لا أراک هناک لأنی عرفت أنک ترفع مع النبیین و إنی إن أدخلت الجنة کنت فی منزلة أدنى من منزلتک و إن لم أدخل الجنة فذاک حتى لا أراک أبدا. فنزلت الآیة، ثم قال (ص): و الذی نفسی بیده لا یؤمنن عبد حتى أکون أحب إلیه من نفسه و أبویه و أهله و ولده و الناس أجمعین.[7] 

إذن، یمکن القول انطلاقا من هذه الروایات و المواقف الاخرى أن الرجل کان من المخلصین للرسول (ص) و کان شدید الحب له و لأهل بیته (ع).

و یظهر من القرائن ان وصف ثوبان بالمولى یعنی المعتق من قبل الرسول (ص) او بمعنى عبد رسول الله، و لما کان الرسول الاکرم (ص) قد اعتق ثوبان من أول الامر فمن هنا یکون الاقرب ان المراد من المولى المعنى الاول.

و فی الختام نقول: انه لا یوجد لثوبان روایات کثیرة فی المصادر الشیعیة، فمن هنا لا یمکن معرفة موقف أهل البیت (ع) من روایاته.



[1]  صیغة (الولایة) و (المولى) من مادة (ولی) و قد ذکر لها أهل اللغة معانی کثیرة: المالک، العبد، المعتق و المعتق، الصاحب، القریب ، الجار، الحلیف، ابن العم، الرب، الناصر، المنعم، النزیل، ابن الأخت، المحب، التابع، الصهر، الأولى بالتصرف.

[2] العسقلانی، ابن حجر، الاصابة، ج1، ص 528، دار الکتب العلمیة، بیروت، 1415ق.

[3] الطوسی، محمد بن حسن، رجال الطوسی، ص 31، المکتبة الحیدریة، النجف، 1381 ق.

[4]الاصابة، ج 1، ص 528.

[5]تفسیر الامام الحسن العسکری (ع)، ص 370، مدرسه الامام المهدی (عج)، قم، 1409ق؛ المجلسی، محمد باقر، بحار الانوار، ج 27، ص 100، دار إحیاء التراث العربی، بیروت، الطبعة الثانیة، 1403 ق.

[6]. النساء، 69.

[7] الطبرسی، فضل بن حسن، مجمع البیان، ج 3، ص 110، انتشارات ناصر خسرو، طهران، 1372ش.

س ترجمات بلغات أخرى
التعليقات
عدد التعليقات 0
يرجى إدخال القيمة
مثال : Yourname@YourDomane.ext
يرجى إدخال القيمة
يرجى إدخال القيمة

أسئلة عشوائية

الأكثر مشاهدة

  • ما هي أحكام و شروط العقيقة و مستحباتها؟
    279421 العملیة 2012/08/13
    العقيقة هي الذبيحة التي تذبح عن المولود يوم أسبوعه، و الافضل ان تكون من الضأن، و يجزي البقر و الابل عنها. كذلك من الافضل تساوي جنس الحيوانات المذبوح مع المولود المعق عنه في الذكورة و الانوثة، و يجزي عدم المماثلة، و الافضل أيضاً أن تجتمع فيها شرائط ...
  • كيف تتم الإستخارة بالقرآن الكريم؟ و كيف ندرك مدلول الآيات أثناء الإستخارة؟
    257170 التفسیر 2015/05/04
    1. من أشهر الإستخارات الرائجة في الوسط المتشرعي الإستخارة بالقرآن الكريم، و التي تتم بطرق مختلفة، منها: الطريقة الأولى: إِذا أَردت أَنْ تَتَفَأَّلَ بكتاب اللَّه عزَّ و جلَّ فاقرأْ سورةَ الإِخلاص ثلاث مرَّاتٍ ثمَّ صلِّ على النَّبيِّ و آله ثلاثاً ثمَّ قل: "اللَّهُمَّ تفأَّلتُ بكتابكَ و توكّلتُ عليكَ ...
  • ماهي أسباب سوء الظن؟ و ما هي طرق علاجه؟
    128118 العملیة 2012/03/12
    يطلق في تعاليمنا الدينية علی الشخص الذي يظن بالآخرين سوءً، سيء الظن، و من هنا نحاول دراسة هذه الصفه بما جاء في النصوص الإسلامية. فسوء الظن و سوء التخيّل بمعنى الخيال و الفكر السيء نسبة لشخص ما. و بعبارة أخرى، سيء الظن، هو الإنسان الذي يتخيّل و ...
  • كم مرّة ورد إسم النبي (ص) في القرآن؟ و ما هو السبب؟
    113185 علوم القرآن 2012/03/12
    ورد إسم النبي محمد (ص) أربع مرّات في القرآن الکریم، و في السور الآتية: 1ـ آل عمران، الآية 144: "وَ مَا محُمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلىَ أَعْقَابِكُمْ وَ مَن يَنقَلِبْ عَلىَ‏ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضرُّ اللَّهَ ...
  • ما الحكمة من وجود العادة الشهرية عند النساء؟
    88976 التفسیر 2012/05/15
    إن منشأ دم الحيض مرتبط باحتقان عروق الرحم و تقشّر مخاطه ما يؤدي إلى نزيف الدم. إن نزيف دم الحيض و العادة النسوية مقتضى عمل أجهزة المرأة السالمة، و إن خروجه بالرغم من الألم و الأذى و المعاناة التي تعاني منها المرأة يمثل أحد ألطاف الله الرحيم ...
  • هل يستر الله ذنوب عباده عن أبصار الآخرين يوم القيامة كما يستر عيوب و معاصي عباده في الدنيا، فيما لو ندم المرء عن ذنبه و تاب عنه؟
    59796 الکلام القدیم 2012/09/20
    ما تؤكده علينا التعاليم الدينية دائماً أن الله "ستار العيوب"، أي يستر العيب و يخفيه عن أنظار الآخرين. و المراد من العيوب هنا الذنوب و الخطايا التي تصدر من العباد. روي عن النبي محمد (ص) أنه قال: " سألت الله أن يجعل حساب أمتي إليّ لئلا تفتضح ...
  • ما هو النسناس و أي موجود هو؟
    59519 الکلام القدیم 2012/11/17
    لقد عرف "النسناس" بتعاريف مختلفة و نظراً إلى ما في بعض الروايات، فهي موجودات كانت قبل خلقة آدم (ع). نعم، بناء على مجموعة أخرى من الروايات، هم مجموعة من البشر عدّوا من مصاديق النسناس بسبب كثرة ذنوبهم و تقوية الجانب الحيواني فيهم و إبتعادهم عن ...
  • لماذا يستجاب الدعاء أكثر عند نزول المطر؟
    56843 الفلسفة الاخلاق 2012/05/17
    وقت نزول الأمطار من الأزمنة التي يوصى عندها بالدعاء، أما الدليل العام على ذلك فهو كما جاء في الآيات و الروايات، حيث يمكن اعتبار المطر مظهراً من مظاهر الرحمة الإلهية فوقت نزوله يُعتبر من أوقات فتح أبواب الرحمة، فلذلك يزداد الأمل باستجابة الدعاء حینئذ. ...
  • ما هو الذنب الذي ارتكبه النبي يونس؟ أ ليس الانبياء مصونين عن الخطأ و المعصية؟
    49697 التفسیر 2012/11/17
    عاش يونس (ع) بين قومه سنين طويلة في منطقة يقال لها الموصل من ارض العراق، و لبث في قومه داعيا لهم الى الايمان بالله، الا أن مساعيه التبليغية و الارشادة واجهت عناداً و ردت فعل عنيفة من قبل قومه فلم يؤمن بدعوته الا رجلان من قومه طوال ...
  • ما هي آثار القناعة في الحياة و كيف نميز بينها و بين البخل في الحياة؟
    47148 العملیة 2012/09/13
    القناعة في اللغة بمعنى الاكتفاء بالمقدار القليل من اللوازم و الاحتياجات و رضا الإنسان بنصيبه. و في الروايات أحيانا جاء لفظ القناعة تعبيرا عن مطلق الرضا. أما بالنسبة إلى الفرق بين القناعة و البخل نقول: إن محل القناعة، في الأخلاق الفردية، و هي ترتبط بالاستخدام المقتَصَد لإمكانات ...