بحث متقدم
الزيارة
40352
محدثة عن: 2012/09/20
خلاصة السؤال
ما معنى الحديث القائل "الحسود لا يسود"؟ هل هو بمعنى أن الحسود لا ينتفع بحسده؟ أم هو بمعنى أن الحسود لا يسود أبداً؟!
السؤال
ما معنى الحديث القائل "الحسود لا يسود"؟ هل هو بمعنى أن الحسود لا ينتفع بحسده؟ أم هو بمعنى أن الحسود لا يسود أبداً؟!
الجواب الإجمالي

حديث "الحسود لا يسود"[1] روي عن الإمام علي (ع)، و كذلك مروي ضمن حديث عن رسول الله (ص). فقد حذّر الرسول الأكرم (ص) الناس من ثلاث خصال فقال: "إياكم و ثلاث خصال فإنّهنّ رأس كلّ خطيئة إيّاكم و الكبر فإنّ إبليس حمله الكبر على ترك السّجود لآدم فلعنه الله و أبعده، و إيّاكم و الحرص فإنّ آدم حمله الحرص على أن أكل من الشّجرة، و إيّاكم و الحسد فإنّ قابيل حمله الحسد على قتل أخيه هابيل. و الحاسد جاحدٌ لأنّه لم يرض بقضاء الله و أعلم أنّ الحسود لا يسود".[2]

على كل حال فالمعنى الصحيح لهذه العبارة "الحسود لا يسود" هكذا: الحسود لا يصل إلى السيادة و لا يفوق الآخرين، أي أنه لا يصل عن طريق الحسد للآخرين إلى العظمة و السيادة و المقام الرفيع، إذ إن "لا يسود" من أصل "س، و ، د" و هي بمعنى عظم و مجد و شرف، كما يقول أرباب اللغة.[3] لا بمعنى النفع و الفائدة أو الراحة و السكينة، كما قال البعض و كما راج في العرف الفارسي.

ما يجدر قوله هنا أن فلسفة كون الحسود لا يصل إلى السيادة و الأفضلية، إما من جهة أن الحسد له هذا الأثر بشكل طبيعي، أو أن الله سبحانه يعلم أن الحسود لو وصل إلى مقام سامٍ يسعى للقضاء على نعم من تحت يده، لذلك لا يدعه الله تبارك و تعالى لأن يفوق الآخرين و يصبح ذا مقام رفيع، أو باعتبار أنه قد يعمل عملاً في طريق حرصه للقضاء على نعم الآخرين يجعله حقيراً في أعينهم و يسقطه عن العظمة و الأفضلية و السيادة.[4]

 


[1]   التميمي، الآمدي، عبد الواحد، غرر الحكم و درر الكلم، ص 299، مكتبة التبليغ الإسلامي، قم، 1366 ش.

[2]   الديلمي، حسن بن محمد، إرشاد القلوب إلى الصواب (للديلمي)، ج 1، ص 129، الشريف الرضي، قم، الطبعة الأولى، 1412 ق.

[3]   الواسطي، الزبيدي، محب الدين، تاج العروس، ج 5، ص 32، دار الفكر، بيروت، الطبعة الأولى، 1414 ق.

[4]   الخوانساري، جمال الدين محمد، شرح غرر الحكم و درر الكلم، ج 1، ص 255، جامعة طهران، طهران، الطبعة الرابعة، 1366 ش.

 

س ترجمات بلغات أخرى
التعليقات
عدد التعليقات 0
يرجى إدخال القيمة
مثال : Yourname@YourDomane.ext
يرجى إدخال القيمة
يرجى إدخال القيمة

أسئلة عشوائية

الأكثر مشاهدة

  • ما هي أحكام و شروط العقيقة و مستحباتها؟
    279467 العملیة 2012/08/13
    العقيقة هي الذبيحة التي تذبح عن المولود يوم أسبوعه، و الافضل ان تكون من الضأن، و يجزي البقر و الابل عنها. كذلك من الافضل تساوي جنس الحيوانات المذبوح مع المولود المعق عنه في الذكورة و الانوثة، و يجزي عدم المماثلة، و الافضل أيضاً أن تجتمع فيها شرائط ...
  • كيف تتم الإستخارة بالقرآن الكريم؟ و كيف ندرك مدلول الآيات أثناء الإستخارة؟
    257331 التفسیر 2015/05/04
    1. من أشهر الإستخارات الرائجة في الوسط المتشرعي الإستخارة بالقرآن الكريم، و التي تتم بطرق مختلفة، منها: الطريقة الأولى: إِذا أَردت أَنْ تَتَفَأَّلَ بكتاب اللَّه عزَّ و جلَّ فاقرأْ سورةَ الإِخلاص ثلاث مرَّاتٍ ثمَّ صلِّ على النَّبيِّ و آله ثلاثاً ثمَّ قل: "اللَّهُمَّ تفأَّلتُ بكتابكَ و توكّلتُ عليكَ ...
  • ماهي أسباب سوء الظن؟ و ما هي طرق علاجه؟
    128195 العملیة 2012/03/12
    يطلق في تعاليمنا الدينية علی الشخص الذي يظن بالآخرين سوءً، سيء الظن، و من هنا نحاول دراسة هذه الصفه بما جاء في النصوص الإسلامية. فسوء الظن و سوء التخيّل بمعنى الخيال و الفكر السيء نسبة لشخص ما. و بعبارة أخرى، سيء الظن، هو الإنسان الذي يتخيّل و ...
  • كم مرّة ورد إسم النبي (ص) في القرآن؟ و ما هو السبب؟
    113311 علوم القرآن 2012/03/12
    ورد إسم النبي محمد (ص) أربع مرّات في القرآن الکریم، و في السور الآتية: 1ـ آل عمران، الآية 144: "وَ مَا محُمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلىَ أَعْقَابِكُمْ وَ مَن يَنقَلِبْ عَلىَ‏ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضرُّ اللَّهَ ...
  • ما الحكمة من وجود العادة الشهرية عند النساء؟
    89023 التفسیر 2012/05/15
    إن منشأ دم الحيض مرتبط باحتقان عروق الرحم و تقشّر مخاطه ما يؤدي إلى نزيف الدم. إن نزيف دم الحيض و العادة النسوية مقتضى عمل أجهزة المرأة السالمة، و إن خروجه بالرغم من الألم و الأذى و المعاناة التي تعاني منها المرأة يمثل أحد ألطاف الله الرحيم ...
  • هل يستر الله ذنوب عباده عن أبصار الآخرين يوم القيامة كما يستر عيوب و معاصي عباده في الدنيا، فيما لو ندم المرء عن ذنبه و تاب عنه؟
    59877 الکلام القدیم 2012/09/20
    ما تؤكده علينا التعاليم الدينية دائماً أن الله "ستار العيوب"، أي يستر العيب و يخفيه عن أنظار الآخرين. و المراد من العيوب هنا الذنوب و الخطايا التي تصدر من العباد. روي عن النبي محمد (ص) أنه قال: " سألت الله أن يجعل حساب أمتي إليّ لئلا تفتضح ...
  • ما هو النسناس و أي موجود هو؟
    59589 الکلام القدیم 2012/11/17
    لقد عرف "النسناس" بتعاريف مختلفة و نظراً إلى ما في بعض الروايات، فهي موجودات كانت قبل خلقة آدم (ع). نعم، بناء على مجموعة أخرى من الروايات، هم مجموعة من البشر عدّوا من مصاديق النسناس بسبب كثرة ذنوبهم و تقوية الجانب الحيواني فيهم و إبتعادهم عن ...
  • لماذا يستجاب الدعاء أكثر عند نزول المطر؟
    56881 الفلسفة الاخلاق 2012/05/17
    وقت نزول الأمطار من الأزمنة التي يوصى عندها بالدعاء، أما الدليل العام على ذلك فهو كما جاء في الآيات و الروايات، حيث يمكن اعتبار المطر مظهراً من مظاهر الرحمة الإلهية فوقت نزوله يُعتبر من أوقات فتح أبواب الرحمة، فلذلك يزداد الأمل باستجابة الدعاء حینئذ. ...
  • ما هو الذنب الذي ارتكبه النبي يونس؟ أ ليس الانبياء مصونين عن الخطأ و المعصية؟
    49820 التفسیر 2012/11/17
    عاش يونس (ع) بين قومه سنين طويلة في منطقة يقال لها الموصل من ارض العراق، و لبث في قومه داعيا لهم الى الايمان بالله، الا أن مساعيه التبليغية و الارشادة واجهت عناداً و ردت فعل عنيفة من قبل قومه فلم يؤمن بدعوته الا رجلان من قومه طوال ...
  • ما هي آثار القناعة في الحياة و كيف نميز بينها و بين البخل في الحياة؟
    47189 العملیة 2012/09/13
    القناعة في اللغة بمعنى الاكتفاء بالمقدار القليل من اللوازم و الاحتياجات و رضا الإنسان بنصيبه. و في الروايات أحيانا جاء لفظ القناعة تعبيرا عن مطلق الرضا. أما بالنسبة إلى الفرق بين القناعة و البخل نقول: إن محل القناعة، في الأخلاق الفردية، و هي ترتبط بالاستخدام المقتَصَد لإمكانات ...