بحث متقدم
الزيارة
7595
محدثة عن: 2010/11/09
خلاصة السؤال
لو کانت المشاکل تعالَج بالدعاء فما هو دورنا فی الحیاة؟
السؤال
لو کانت المشاکل تعالَج بالدعاء فما هو دورنا فی الحیاة؟ أ لیس من الأفضل، أن یسعی الانسان و یثابر فی تنجیح ما یظنه صائباً، بدلاً من أن یعتمد الدعاء؟
الجواب الإجمالي

إن الاسلام، دین التوفیق بین الظاهر و الباطن، و بین الأمور المادیة و المعنویة، ففی نفس الوقت الذی یعتبر اللهَ مرسل الریاح و السحاب، و أنه عز وجل موجد القوانین الطبیعیة لنزول المطر، و لکنه أیضاً یجعل إیمان الناس و تقواهم السبب فی نزول المطر [1] .

فدبّر الله تعالى شؤون هذا الکون على أساس نظام و حکمة خاصة، و جعل لکل ظاهرة و واقعة، علة و سبباً، بحیث لا یمکن الحصول على أی غایة إلا عن طریق عللها و أسبابها.

فیجب بدایة على الإنسان أن ینطلق و یتحرّک و یسعى، ثم یطلب من الله أن یجعل حرکته و سعیه فی المسار الصحیح، حتى یصل إلى الحقیقة و المطلوب الواقعی. هذا هو معنى الطلب و الاستعانة بالله تعالى فی جمیع الأمور.

فاستجابة الدعاء متوقفة على سعی الانسان فی توفیر الاسباب و علل الغایة التی یطلبها، و استمداده من الله تعالى لمزید من النصرة و العون حتى یثمر جهده و سعیه فی ما یطلبه. فالذی یدعو الله فی أمر معین، علیه أن یوظّف کل إرادته و جهده من أجل تحقق ذلک الأمر، و بما أن تحقّق الأمور لا یقتصر على إرادتنا و عزمنا، بل هو نتیجة لمقدمات کثیرة أخرى، فنسأل من الله أن یوفر لنا المقدمات التی هی خارجة عن متناول یدنا من أجل تحقیق غایتنا.

 و قد وفّقت الروایات خیر توفیق بین عمل الانسان و إرادته و دعائه، و دعتنا أن نسأل الله فی تحقیق مقاصدنا من جهة و نسعى فی توفیر المقدمات من جهة أخرى.

یقول الإمام الصادق (ع): "أبى الله أن یجری الأشیاء إلا بأسباب" [2] ، و یعرّف الإمام فی روایات أخرى من لا یستجاب دعاؤه، و من جملتهم، الذین لا یهتمّون بجهدهم و سعیهم، و یتواکلون على الله فی کل شیء، یأتی شخص إلى الإمام و یسأله (ع) عن رجل قال: لاقعدن فی بیتی و لأصلین و لأصومن و لاعبدن ربی فأما رزقی فسیأتینی، فقال أبوعبدالله (ع): "ذا أحد الثلاثة الذین لا یستجاب لهم" [3] .

إذن؛ للدعاء دور هام فی حل مشاکلنا إلا أن ذلک لا یعنی ترک السعی و نفی إرادة الانسان فی سبیل تحقق مطالبه.

لمزید الاطلاع انظر الابحاث التالیة:

سؤال 896 (الموقع: 982)، شروط استجابة الدعاء.

2ـ سؤال 2145 (الموقع: 2269)، شروط و سُبُل استجابة الدعاء.

سؤال 2594 (الموقع: 2873)، علاقة الدعاء و السعی فی الزواج.



[1] الاعراف، 96.

[2] الکافی، ج1، ص183. اقتباس من السؤال 2900(الموقع:3109). طبعاً هذه الإباء غالبی، بمعنى أنه فی أغلب الأمور الله یأبى عن تحقق الاشیاء بغیر الاسباب، و لکن قد تحصل الأشیاء من دون أن تسیر على هذه الطبیعة کما فی خلقة عیسى (ع) من دون أب، و ذلک حتى لا تتمسک الناس فی تحقیق مطالبها، بالامور المادیة فقط و تنسى دور الله تعالى.

[3] الکافی، ج5، ص77.

س ترجمات بلغات أخرى
التعليقات
عدد التعليقات 0
يرجى إدخال القيمة
مثال : Yourname@YourDomane.ext
يرجى إدخال القيمة
يرجى إدخال القيمة

أسئلة عشوائية

الأكثر مشاهدة

  • ما هي أحكام و شروط العقيقة و مستحباتها؟
    279456 العملیة 2012/08/13
    العقيقة هي الذبيحة التي تذبح عن المولود يوم أسبوعه، و الافضل ان تكون من الضأن، و يجزي البقر و الابل عنها. كذلك من الافضل تساوي جنس الحيوانات المذبوح مع المولود المعق عنه في الذكورة و الانوثة، و يجزي عدم المماثلة، و الافضل أيضاً أن تجتمع فيها شرائط ...
  • كيف تتم الإستخارة بالقرآن الكريم؟ و كيف ندرك مدلول الآيات أثناء الإستخارة؟
    257312 التفسیر 2015/05/04
    1. من أشهر الإستخارات الرائجة في الوسط المتشرعي الإستخارة بالقرآن الكريم، و التي تتم بطرق مختلفة، منها: الطريقة الأولى: إِذا أَردت أَنْ تَتَفَأَّلَ بكتاب اللَّه عزَّ و جلَّ فاقرأْ سورةَ الإِخلاص ثلاث مرَّاتٍ ثمَّ صلِّ على النَّبيِّ و آله ثلاثاً ثمَّ قل: "اللَّهُمَّ تفأَّلتُ بكتابكَ و توكّلتُ عليكَ ...
  • ماهي أسباب سوء الظن؟ و ما هي طرق علاجه؟
    128181 العملیة 2012/03/12
    يطلق في تعاليمنا الدينية علی الشخص الذي يظن بالآخرين سوءً، سيء الظن، و من هنا نحاول دراسة هذه الصفه بما جاء في النصوص الإسلامية. فسوء الظن و سوء التخيّل بمعنى الخيال و الفكر السيء نسبة لشخص ما. و بعبارة أخرى، سيء الظن، هو الإنسان الذي يتخيّل و ...
  • كم مرّة ورد إسم النبي (ص) في القرآن؟ و ما هو السبب؟
    113291 علوم القرآن 2012/03/12
    ورد إسم النبي محمد (ص) أربع مرّات في القرآن الکریم، و في السور الآتية: 1ـ آل عمران، الآية 144: "وَ مَا محُمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلىَ أَعْقَابِكُمْ وَ مَن يَنقَلِبْ عَلىَ‏ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضرُّ اللَّهَ ...
  • ما الحكمة من وجود العادة الشهرية عند النساء؟
    89015 التفسیر 2012/05/15
    إن منشأ دم الحيض مرتبط باحتقان عروق الرحم و تقشّر مخاطه ما يؤدي إلى نزيف الدم. إن نزيف دم الحيض و العادة النسوية مقتضى عمل أجهزة المرأة السالمة، و إن خروجه بالرغم من الألم و الأذى و المعاناة التي تعاني منها المرأة يمثل أحد ألطاف الله الرحيم ...
  • هل يستر الله ذنوب عباده عن أبصار الآخرين يوم القيامة كما يستر عيوب و معاصي عباده في الدنيا، فيما لو ندم المرء عن ذنبه و تاب عنه؟
    59867 الکلام القدیم 2012/09/20
    ما تؤكده علينا التعاليم الدينية دائماً أن الله "ستار العيوب"، أي يستر العيب و يخفيه عن أنظار الآخرين. و المراد من العيوب هنا الذنوب و الخطايا التي تصدر من العباد. روي عن النبي محمد (ص) أنه قال: " سألت الله أن يجعل حساب أمتي إليّ لئلا تفتضح ...
  • ما هو النسناس و أي موجود هو؟
    59574 الکلام القدیم 2012/11/17
    لقد عرف "النسناس" بتعاريف مختلفة و نظراً إلى ما في بعض الروايات، فهي موجودات كانت قبل خلقة آدم (ع). نعم، بناء على مجموعة أخرى من الروايات، هم مجموعة من البشر عدّوا من مصاديق النسناس بسبب كثرة ذنوبهم و تقوية الجانب الحيواني فيهم و إبتعادهم عن ...
  • لماذا يستجاب الدعاء أكثر عند نزول المطر؟
    56875 الفلسفة الاخلاق 2012/05/17
    وقت نزول الأمطار من الأزمنة التي يوصى عندها بالدعاء، أما الدليل العام على ذلك فهو كما جاء في الآيات و الروايات، حيث يمكن اعتبار المطر مظهراً من مظاهر الرحمة الإلهية فوقت نزوله يُعتبر من أوقات فتح أبواب الرحمة، فلذلك يزداد الأمل باستجابة الدعاء حینئذ. ...
  • ما هو الذنب الذي ارتكبه النبي يونس؟ أ ليس الانبياء مصونين عن الخطأ و المعصية؟
    49802 التفسیر 2012/11/17
    عاش يونس (ع) بين قومه سنين طويلة في منطقة يقال لها الموصل من ارض العراق، و لبث في قومه داعيا لهم الى الايمان بالله، الا أن مساعيه التبليغية و الارشادة واجهت عناداً و ردت فعل عنيفة من قبل قومه فلم يؤمن بدعوته الا رجلان من قومه طوال ...
  • ما هي آثار القناعة في الحياة و كيف نميز بينها و بين البخل في الحياة؟
    47182 العملیة 2012/09/13
    القناعة في اللغة بمعنى الاكتفاء بالمقدار القليل من اللوازم و الاحتياجات و رضا الإنسان بنصيبه. و في الروايات أحيانا جاء لفظ القناعة تعبيرا عن مطلق الرضا. أما بالنسبة إلى الفرق بين القناعة و البخل نقول: إن محل القناعة، في الأخلاق الفردية، و هي ترتبط بالاستخدام المقتَصَد لإمكانات ...