بحث متقدم
الزيارة
5662
محدثة عن: 2008/06/18
خلاصة السؤال
هل یوجد هنالک اختلاف فی رأی الفلاسفة و أهل المنطق بین الجوهر و العرض؟
السؤال
هل یوجد هنالک اختلاف فی رأی الفلاسفة و أهل المنطق بین الجوهر و العرض ) حتى لو کان هذا الاختلاف بسیطاً) أو لا یوجد هنالک اختلاف؟
الجواب الإجمالي

لایوجد جواب الجمالی لهذا السؤال، النقر الجواب التفصیلی

الجواب التفصيلي

الجوهر: یطلق على الموجود القائم بنفسه.

و العرض: هو بمعنى الشیء القائم بغیره، العارض، حدوث عارض و...[1].

قال الفلاسفة فی تعریف الجوهر: الجوهر ماهیة إذا وجدت فی الخارج وجدت لا فی موضوع مستغن عنها.[2]

و قالوا فی تعریف العرض: إن العرض ماهیة إذا اوجدت فی الأعیان و جدت فی موضوع مستغن عنه.[3]

و قد عرف الجوهر و العرض فی القوامیس الفلسفیة بالشکل التالی:

عند متابعة الأشیاء و الموجودات الخارجیة، نرى أن البعض منها هی موجودات مستقلة و البعض الآخر غیر مستقلة بذاتها و قائمة بغیرها، و إن البعض منها لها وجود استقلالی و البعض الآخر لها وجود تبعی، و على کل حال، فان بعض الموجودات وجودها انتزاعی کالمفاهیم و الاضافات، و بعضها محتاجة الى المحل و البعض الآخر غنیة عنه. فالموجودات المستقلة و الغنیة عن المحل فی تقرر وجودها هی الجواهر، و هی الموجودة لا فی موضوع، اما الموجودات التبعیة و الموجودة فی موضوع و محل فیه العرض.[4]

و بتعبیر آخر، إن العرض هو شیء موجود فی شیء و هذا الشیء غیر متقوم بهذا العرض، کالسواد و البیاض حیث یکون وجودهما فی نفسه هو عین وجود معروضهما و لا یقومان بدون معروضهما و ان تحققهما خارجا لابد ان یکون فی موضوع من الموضوعات.

مثلا: إن العقل هو جوهر لا یحتاج إلى موضوع لکی یوجد و لکن الألوان و القیام و القعود و أمثال ذلک تحتاج إلى الجسم لکی تتحقق و بالرغم من أن الجسم یکون موضوعاً لها، و لکن لا یکون مرتبطاً بأی من هذه الإعراض لکی یتحقق.

المشترکات و الفرو قات:

إن الأمور التی یکون فیها الجوهر و العرض مشترکین هی: ألف. الإمکان، ب. امتلاک الاثنین للماهیة.

اما ما یفترقان فیه: 1- إن العرض یکون مرتبطا بموضوع لتحققه، و هذا یعنی لکی یتحقق فی کل مرة فی الخارج، یجب ان یوجد فی موضوع و لا یکون قائماً بذاته و لا یکون مستقلاً بذاته على خلاف الجوهر الذی یکون فی وجوده مستقلاً بذاته و لا یحتاج إلى غیره.

2- إن العرض فی حد ذاته هو عرض، و لا یمکن أن یصبح جوهراً، لان العرض هو موجود خارج ذات الشیء، و ان الشیء الخارجی لا یمکن أن یکون ذاتیا لشیء آخر.

3- بالرغم من أن الجوهر و العرض مفاهیم انتزاعیة من نحو الوجود، لکن الجوهر هو الأعلى مرتبة فی سلسلة الوجود، بالشکل الذی إذا کانت جمیع الموجودات الممکنة عرضیة، فتستوجب هذه الحالة أن تکون الموجودات الممکنة و المحدودة غیر محدودة بالرغم من انه من البدیهیات أن الممکنات هی محدودة، إذن فان الجوهر یوجب تحدید سلسلة الموجودات على خلاف العرض.



1- المنجد: مصطلح (الجوهر).

2- شرح نهایة الحکمة، ج 1،ص 412.

3- نفس المصدر، ص 477.

4- سجادی، سید جعفر، قاموس العلوم الفلسفیة و الکلامیة، ص 249.

س ترجمات بلغات أخرى
التعليقات
عدد التعليقات 0
يرجى إدخال القيمة
مثال : Yourname@YourDomane.ext
يرجى إدخال القيمة
يرجى إدخال القيمة

أسئلة عشوائية

الأكثر مشاهدة

  • ما هي أحكام و شروط العقيقة و مستحباتها؟
    279429 العملیة 2012/08/13
    العقيقة هي الذبيحة التي تذبح عن المولود يوم أسبوعه، و الافضل ان تكون من الضأن، و يجزي البقر و الابل عنها. كذلك من الافضل تساوي جنس الحيوانات المذبوح مع المولود المعق عنه في الذكورة و الانوثة، و يجزي عدم المماثلة، و الافضل أيضاً أن تجتمع فيها شرائط ...
  • كيف تتم الإستخارة بالقرآن الكريم؟ و كيف ندرك مدلول الآيات أثناء الإستخارة؟
    257214 التفسیر 2015/05/04
    1. من أشهر الإستخارات الرائجة في الوسط المتشرعي الإستخارة بالقرآن الكريم، و التي تتم بطرق مختلفة، منها: الطريقة الأولى: إِذا أَردت أَنْ تَتَفَأَّلَ بكتاب اللَّه عزَّ و جلَّ فاقرأْ سورةَ الإِخلاص ثلاث مرَّاتٍ ثمَّ صلِّ على النَّبيِّ و آله ثلاثاً ثمَّ قل: "اللَّهُمَّ تفأَّلتُ بكتابكَ و توكّلتُ عليكَ ...
  • ماهي أسباب سوء الظن؟ و ما هي طرق علاجه؟
    128130 العملیة 2012/03/12
    يطلق في تعاليمنا الدينية علی الشخص الذي يظن بالآخرين سوءً، سيء الظن، و من هنا نحاول دراسة هذه الصفه بما جاء في النصوص الإسلامية. فسوء الظن و سوء التخيّل بمعنى الخيال و الفكر السيء نسبة لشخص ما. و بعبارة أخرى، سيء الظن، هو الإنسان الذي يتخيّل و ...
  • كم مرّة ورد إسم النبي (ص) في القرآن؟ و ما هو السبب؟
    113226 علوم القرآن 2012/03/12
    ورد إسم النبي محمد (ص) أربع مرّات في القرآن الکریم، و في السور الآتية: 1ـ آل عمران، الآية 144: "وَ مَا محُمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلىَ أَعْقَابِكُمْ وَ مَن يَنقَلِبْ عَلىَ‏ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضرُّ اللَّهَ ...
  • ما الحكمة من وجود العادة الشهرية عند النساء؟
    88984 التفسیر 2012/05/15
    إن منشأ دم الحيض مرتبط باحتقان عروق الرحم و تقشّر مخاطه ما يؤدي إلى نزيف الدم. إن نزيف دم الحيض و العادة النسوية مقتضى عمل أجهزة المرأة السالمة، و إن خروجه بالرغم من الألم و الأذى و المعاناة التي تعاني منها المرأة يمثل أحد ألطاف الله الرحيم ...
  • هل يستر الله ذنوب عباده عن أبصار الآخرين يوم القيامة كما يستر عيوب و معاصي عباده في الدنيا، فيما لو ندم المرء عن ذنبه و تاب عنه؟
    59826 الکلام القدیم 2012/09/20
    ما تؤكده علينا التعاليم الدينية دائماً أن الله "ستار العيوب"، أي يستر العيب و يخفيه عن أنظار الآخرين. و المراد من العيوب هنا الذنوب و الخطايا التي تصدر من العباد. روي عن النبي محمد (ص) أنه قال: " سألت الله أن يجعل حساب أمتي إليّ لئلا تفتضح ...
  • ما هو النسناس و أي موجود هو؟
    59541 الکلام القدیم 2012/11/17
    لقد عرف "النسناس" بتعاريف مختلفة و نظراً إلى ما في بعض الروايات، فهي موجودات كانت قبل خلقة آدم (ع). نعم، بناء على مجموعة أخرى من الروايات، هم مجموعة من البشر عدّوا من مصاديق النسناس بسبب كثرة ذنوبهم و تقوية الجانب الحيواني فيهم و إبتعادهم عن ...
  • لماذا يستجاب الدعاء أكثر عند نزول المطر؟
    56849 الفلسفة الاخلاق 2012/05/17
    وقت نزول الأمطار من الأزمنة التي يوصى عندها بالدعاء، أما الدليل العام على ذلك فهو كما جاء في الآيات و الروايات، حيث يمكن اعتبار المطر مظهراً من مظاهر الرحمة الإلهية فوقت نزوله يُعتبر من أوقات فتح أبواب الرحمة، فلذلك يزداد الأمل باستجابة الدعاء حینئذ. ...
  • ما هو الذنب الذي ارتكبه النبي يونس؟ أ ليس الانبياء مصونين عن الخطأ و المعصية؟
    49718 التفسیر 2012/11/17
    عاش يونس (ع) بين قومه سنين طويلة في منطقة يقال لها الموصل من ارض العراق، و لبث في قومه داعيا لهم الى الايمان بالله، الا أن مساعيه التبليغية و الارشادة واجهت عناداً و ردت فعل عنيفة من قبل قومه فلم يؤمن بدعوته الا رجلان من قومه طوال ...
  • ما هي آثار القناعة في الحياة و كيف نميز بينها و بين البخل في الحياة؟
    47158 العملیة 2012/09/13
    القناعة في اللغة بمعنى الاكتفاء بالمقدار القليل من اللوازم و الاحتياجات و رضا الإنسان بنصيبه. و في الروايات أحيانا جاء لفظ القناعة تعبيرا عن مطلق الرضا. أما بالنسبة إلى الفرق بين القناعة و البخل نقول: إن محل القناعة، في الأخلاق الفردية، و هي ترتبط بالاستخدام المقتَصَد لإمكانات ...