بحث متقدم
الزيارة
5199
محدثة عن: 2010/11/09
خلاصة السؤال
هل یوجد دلیل على صحة قراءة حمزة بن حبیب الزیّات؟
السؤال
یقول الشهرورزی فی المجلد الأول من کتابه "المصباح الزاهر فی القراءات العشر البواهر" فی باب قراءة حمزة بن حبیب الزیات: لقد قرأ حمزة الزیات على الإمام جعفر الصادق و قرأ جعفر على أبی الأسود الدؤلی وقرأ أبو الأسود الدؤلی على أمیر المؤمنین علی (ع) و قرأ علی (ع) على النبی (ص). یقول حمزة بن حبیب الزیات: لقد قال الإمام الصادق (ع) لی: لم یقرأ علیّ أحد أحسن منک و لم أختلف معک فی شیء من قراءتک إلا فی عشرة أحرف و إنی لم أقرأها و إن صحت فی العربیة. فقلت له جعلت فداک فی أی أمر تختلف معی؟ فقال: أقرأ "و الأرحام" فی سورة النساء منصوبة... إلى آخر الروایة.
السؤال: 1ـ ما مدى صحة سند قراءة حمزة بن حبیب الزیات؟
2ـ ما مدى صحة هذا الحدیث و الحوار المنقول بین حمزة بن حبیب الزیات و الإمام الصادق (ع)؟
الجواب الإجمالي

حمزة بن حبیب الزیّات هو أحد القراء السبعة.

لم تعد قراءة حمزة الزیات - شانها شأن باقی القراءات- قراءة متواترة و قد أشکل علیها بإشکالات مثل عدم استنادها إلى النبی الأکرم (ص) و کونها ولیدة القرن الثالث و أنها قد غیّرت قراءة بعض الحروف القرآنیة إلى طریقة أخرى إلى غیر ذلک من الإشکالات.

و لم یرد الحدیث المذکور فی السؤال فی أی کتاب من الکتب الروائیة الشیعیة المعروفة الأولى بل لم یرد فی الکتب الروائیة غیر المعروفة.

الجواب التفصيلي

صحة سند قراءة حمزة بن حبیب الزیّات:

إن حمزة بن حبیب الزیات (المتوفى فی 156ق) هو مقرئ الکوفة و أحد القراء السبعة،[1] أصله من إیران و کان یظهر تشیعه.[2]

من الواضح أنه یمکن إثبات صحة القراءات السبعة ـ التی منها قراءة حمزة ـ ببعض الطرق. أحد هذه الطرق هو إثبات تواتر هذه القراءات. التواتر مصطلح فی فن معرفة الحدیث، و الحدیث المتواتر هو الحدیث الذی رواته فی جمیع الطبقات کثیرون بحدّ یمتنع احتمال اختلاق الحدیث و کونه مفترى، و یحصل الیقین بصحته.

و قد أشکل المحققون و الفقهاء و الباحثون فی علوم القرآن فی تواتر القراءات السبعة، بل لم یعتبروا هذا التواتر متصورا و معقولا، لأن النقل التواتر فی زمن کل واحد من هؤلاء القراء سوف ینتهی بنفس القارئ لا غیره و حینئذ ینقطع التواتر على فرض وجوده فی الطبقات الاخرى.

الطریق الآخر لإثبات صحة القراءات هو أن یقال: صحیح أن أخبار هذه القراءات أخبار آحاد، لکن القراءة التی لها حجیة، هی القراءة التی یعتمدها عموم المسلمین، و لم تخالف القواعد العربیة و لم تکن شاذة و نادرة و کانت متعارفة فی زمن أهل البیت (ع)[3]، حتى و إن لم یکن القارئ من القراء السبعة.[4]

فمن خلال ما ذکرناه آنفا نخرج بهذه النتیجة فی صحة سند قراءة حمزة بن حبیب الزیّات:

1ـ لقد حاول بعض کتاب کتب القراءات أن یحصلوا على سند القراءات السبعة ـ نحو قراءة حمزة الزیات ـ و ینسبوها إلى النبی الأکرم (ص). و ذکر أن رجال سند قراءة حمزة سبعة، لکن یعتقد البعض أن هذا العدد لا یوصل الروایة إلى درجة التواتر.

2ـ قد خدش فی رجال سند قراءة حمزة، إذ کان بعضهم یفقدون الصلاحیة الکافیة لهذا الغرض.

3ـ لم ینقل عن أحد من هؤلاء القراء بنقل صحیح أنهم ینسبون قراءتهم إلى النبی (ص) من خلال السماع أو النقل المتواتر، بل کل قارئ منفرد بنقل قراءته.[5] کالروایة المذکورة فی سؤالکم التی رواها حمزة نفسه.[6]

إذن لا یمکن أن نصحح قراءة حمزة من خلال التواتر، لکن یمکن أن نثبت صحتها من خلال الخبر الواحد و الشروط المذکورة آنفا.   

صحة الحدیث:

لم یرد هذا الحدیث فی أی کتاب من الکتب الروائیة الشیعیة المعروفة و غیر المعروفة الأولى، بل لم یرد فی کتاب "بحار الأنوار" للعلامة المجلسی الذی إذا لم نقل بأنه قد جمع کل الروایات المنقولة عن النبی (ص) و الأئمة المعصومین (ع) فقد احتوى على جلها.    



[1] . المعرفة، محمد هادی، علوم القرآن، ص 173، مؤسسة تمهید الثقافیة، طبعة یاران، قم، الطبعة الثامنة، 1386ش.

[2] . التمهید فی علوم القرآن، ج2، ص 231-226، مؤسسة تمهید الثقافیة ، الطبعة الأولى.

[3]. فیظهر جواز القراءة بکل منها کما علیه العامّة و إلّا لبیّنوه (علیهم السلام) و نقل إلینا بطریق التواتر، کیف و لم یرد منهم تعیین حتى بخبر واحد. (موسوعة الإمام الخوئی، ج‏14، ص: 443)

[4] . الخوئی، السید أبو القاسم الموسوی‏ ،موسوعة الامام الخوئی، ج14، ص 439-444، ذیل مسألة 50؛ علوم القرآن، ص 197؛ الاراکی، محمد علی، کتاب الصلاة، ج2، ص 126-141؛ الخویی، سید ابوالقاسم‏، البیان فی تفسیر القرآن، ص 167.

[5] . علوم القرآن، ص 178-179.

[6] . علوم القرآن، ص 181؛ دانی، ابوعمرو، التیسیر، ص 146، مطبعة الدولی، استانبول.

س ترجمات بلغات أخرى
التعليقات
عدد التعليقات 0
يرجى إدخال القيمة
مثال : Yourname@YourDomane.ext
يرجى إدخال القيمة
يرجى إدخال القيمة

أسئلة عشوائية

الأكثر مشاهدة

  • ما هي أحكام و شروط العقيقة و مستحباتها؟
    279432 العملیة 2012/08/13
    العقيقة هي الذبيحة التي تذبح عن المولود يوم أسبوعه، و الافضل ان تكون من الضأن، و يجزي البقر و الابل عنها. كذلك من الافضل تساوي جنس الحيوانات المذبوح مع المولود المعق عنه في الذكورة و الانوثة، و يجزي عدم المماثلة، و الافضل أيضاً أن تجتمع فيها شرائط ...
  • كيف تتم الإستخارة بالقرآن الكريم؟ و كيف ندرك مدلول الآيات أثناء الإستخارة؟
    257222 التفسیر 2015/05/04
    1. من أشهر الإستخارات الرائجة في الوسط المتشرعي الإستخارة بالقرآن الكريم، و التي تتم بطرق مختلفة، منها: الطريقة الأولى: إِذا أَردت أَنْ تَتَفَأَّلَ بكتاب اللَّه عزَّ و جلَّ فاقرأْ سورةَ الإِخلاص ثلاث مرَّاتٍ ثمَّ صلِّ على النَّبيِّ و آله ثلاثاً ثمَّ قل: "اللَّهُمَّ تفأَّلتُ بكتابكَ و توكّلتُ عليكَ ...
  • ماهي أسباب سوء الظن؟ و ما هي طرق علاجه؟
    128134 العملیة 2012/03/12
    يطلق في تعاليمنا الدينية علی الشخص الذي يظن بالآخرين سوءً، سيء الظن، و من هنا نحاول دراسة هذه الصفه بما جاء في النصوص الإسلامية. فسوء الظن و سوء التخيّل بمعنى الخيال و الفكر السيء نسبة لشخص ما. و بعبارة أخرى، سيء الظن، هو الإنسان الذي يتخيّل و ...
  • كم مرّة ورد إسم النبي (ص) في القرآن؟ و ما هو السبب؟
    113231 علوم القرآن 2012/03/12
    ورد إسم النبي محمد (ص) أربع مرّات في القرآن الکریم، و في السور الآتية: 1ـ آل عمران، الآية 144: "وَ مَا محُمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلىَ أَعْقَابِكُمْ وَ مَن يَنقَلِبْ عَلىَ‏ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضرُّ اللَّهَ ...
  • ما الحكمة من وجود العادة الشهرية عند النساء؟
    88988 التفسیر 2012/05/15
    إن منشأ دم الحيض مرتبط باحتقان عروق الرحم و تقشّر مخاطه ما يؤدي إلى نزيف الدم. إن نزيف دم الحيض و العادة النسوية مقتضى عمل أجهزة المرأة السالمة، و إن خروجه بالرغم من الألم و الأذى و المعاناة التي تعاني منها المرأة يمثل أحد ألطاف الله الرحيم ...
  • هل يستر الله ذنوب عباده عن أبصار الآخرين يوم القيامة كما يستر عيوب و معاصي عباده في الدنيا، فيما لو ندم المرء عن ذنبه و تاب عنه؟
    59830 الکلام القدیم 2012/09/20
    ما تؤكده علينا التعاليم الدينية دائماً أن الله "ستار العيوب"، أي يستر العيب و يخفيه عن أنظار الآخرين. و المراد من العيوب هنا الذنوب و الخطايا التي تصدر من العباد. روي عن النبي محمد (ص) أنه قال: " سألت الله أن يجعل حساب أمتي إليّ لئلا تفتضح ...
  • ما هو النسناس و أي موجود هو؟
    59545 الکلام القدیم 2012/11/17
    لقد عرف "النسناس" بتعاريف مختلفة و نظراً إلى ما في بعض الروايات، فهي موجودات كانت قبل خلقة آدم (ع). نعم، بناء على مجموعة أخرى من الروايات، هم مجموعة من البشر عدّوا من مصاديق النسناس بسبب كثرة ذنوبهم و تقوية الجانب الحيواني فيهم و إبتعادهم عن ...
  • لماذا يستجاب الدعاء أكثر عند نزول المطر؟
    56852 الفلسفة الاخلاق 2012/05/17
    وقت نزول الأمطار من الأزمنة التي يوصى عندها بالدعاء، أما الدليل العام على ذلك فهو كما جاء في الآيات و الروايات، حيث يمكن اعتبار المطر مظهراً من مظاهر الرحمة الإلهية فوقت نزوله يُعتبر من أوقات فتح أبواب الرحمة، فلذلك يزداد الأمل باستجابة الدعاء حینئذ. ...
  • ما هو الذنب الذي ارتكبه النبي يونس؟ أ ليس الانبياء مصونين عن الخطأ و المعصية؟
    49721 التفسیر 2012/11/17
    عاش يونس (ع) بين قومه سنين طويلة في منطقة يقال لها الموصل من ارض العراق، و لبث في قومه داعيا لهم الى الايمان بالله، الا أن مساعيه التبليغية و الارشادة واجهت عناداً و ردت فعل عنيفة من قبل قومه فلم يؤمن بدعوته الا رجلان من قومه طوال ...
  • ما هي آثار القناعة في الحياة و كيف نميز بينها و بين البخل في الحياة؟
    47161 العملیة 2012/09/13
    القناعة في اللغة بمعنى الاكتفاء بالمقدار القليل من اللوازم و الاحتياجات و رضا الإنسان بنصيبه. و في الروايات أحيانا جاء لفظ القناعة تعبيرا عن مطلق الرضا. أما بالنسبة إلى الفرق بين القناعة و البخل نقول: إن محل القناعة، في الأخلاق الفردية، و هي ترتبط بالاستخدام المقتَصَد لإمكانات ...