بحث متقدم
الزيارة
6224
محدثة عن: 2011/09/06
خلاصة السؤال
هل یوجد ذکر لجمال الوجه؟
السؤال
هل یوجد ذکر لجمال الوجه؟
الجواب الإجمالي

یقسم الجمال فی الإسلام الی قسمین، الجمال المادی و الجمال المعنوی، و جمال الوجه المعنوی یأتی من الامور المعنویة، کالصلاة، أما جمال الوجه المادی و الظاهری، یأتی بصورة طبیعیة من الامور المادیة. و الجمال المعنوی فی مفهوم الروایات: یأتی أثر أعمال و أذکار متعددة، مثل الروایة المرویة عن الإمام الصادق (ع) "صلاة اللیل تحسّن الوجه" فنورانیة الوجه من الامور المعنویة التی تأتی من الشیء المعنوی مثل صلاة اللیل.

أما الحسن المادی: ففی مفهوم الروایات، هناک عدة عوامل مؤثرة فی الحسن الظاهری مثل: قص شعر الأنف، أکل السفرجل، عدم البطنة و کثرة الأکل و... إذن، فالسؤال المطروح عن الذکر، یتعلّق بالامور المعنویة، و لیس کما یتصوّر البعض أن هناک ذکرا معیّناً یُمکنه أن یحسن وجه الإنسان و یُغیّره، بل أن الحسن الظاهری له أسباب و آلات ظاهریة و مادیة کذلک.

الجواب التفصيلي

یقسم الجمال فی الإسلام الی قسمین، الجمال المادی و الجمال المعنوی، و قد ورد التأکید علی تحصیل الجمال المعنوی، و إن کان الترغیب علی تحصیل الجمال المادی أیضاً موجود. لکن النکتة التی یجب الالتفات إلیها هی إن جمال الوجه المعنوی لا یأتی إلّا من الامور المعنویة کالصلاة مثلا. و الجمال المادی و الظاهری أیضاً یأتی من الامور المادیة بطبیعة الحال.

و علی هذا الأساس یُمکن اراءة الجواب عن هذا السؤال فی عدة أقسام:

مفهوم الجمال: لقد جاء فی القرآن الکریم مفهوم «الحسن» و «الجمال و الجمیل» و الحسن یعنی: الجمال و الحسنة یُعبّر عنها عن کل ما یسر من نعمة تنال الإنسان فی نفسه و بدنه و أحواله. [1] و الحُسن و الجمال بمعنی واحد،[2] أما الجمال فهو شدة الحسن،[3] و قد وردت هذه الکلمة فی القرآن بصور مختلفة فجاءت احیانا بصیغة المصدر و اخری بصیغة الإسم. و الحسن أیضاً جاء فی القرآن فی مورد المدح و التمجید مثل: "وَ قُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْنًا"[4] و "إِن تمَسَسْکُمْ حَسَنَة" [5] "فِیهِنَّ خَیرْاتٌ حِسَان"[6] "فَاصْبرِ صَبرْا جَمِیلا" [7] و یُراد بالصبر الجمیل هو ما لیس فیه شائبة الجزع و التأوه و الشکوی و فی غیر هذا الحال لا یکون جمیلا".[8]

الخلاصة: أن هذه الکلمات قد وردت فی القرآن الکریم بمعانٍ حسنة و جیدة و مسرّة و ظریفة لعباد الله سبحانه و تعالی.

وبعد أن إتضح لنا معنى الحسن و الجمال المادی و المعنوی علی نحو الاجمال، ننتقل الی جواب السؤال المطروح و التحقیق فیه من زاویتین:

الجمال المعنوی: قبل الکلام عن الجمال الظاهری و المادی لابد من الکلام فی الجمال المعنوی و الباطنی و کیفیة إمکان تحصیله فی رأی النبی (ص) و الائمة المعصومین (ع)، فلذلک نشیر الی عدة روایات فی الجمال:

1- عن الإمام علی (ع): "جمال الرجل حلمه" [9] و ذلک لأن الحلم یعطی السکینة و الطمأنینة لروح الإنسان بحیث تجعل أخلاقه حسنة و طیبة فی مقابل المشاکل و البلایا.

2- و عنه (ع): "جمال المؤمن ورعه".[10]

3- عن الإمام الحسن العسکری (ع): "حسن العقل جمال باطن".[11]

4- عن النبی محمد (ص): "من صلی باللیل حسن وجهه بالنهار".[12]

5- عن الإمام علی (ع): "الصلاة، تحسن الوجه".[13]

6- عن الإمام الصادق (ع): "صلاة اللیل تحسن الوجه".[14]

و روایات آخر عدیدة وردت فی الأعمال التی توجب الحسن و الجمال المعنوی للإنسان و الأحادیث نجدها تهتم بالجمال و الحسن الظاهری –اضافة الی الحُسن الباطنی- و الذی یُمکن تحصیله من الطُرق المادیة. ففی رأی الروایات هناک عدة عوامل مؤثرة فی جمال الوجه المادی. و التی تشیر الی الجمال الظاهری و المادی و کذلک الی الامور التی تقبح وجه الإنسان، منها:

1- عن الإمام الصادق (ع): "أخذ الشعر من الأنف یحسن الوجه".[15]

2- عن الإمام علی (ع): قال النبی محمد (ص): "مر اُخی عیسی (ع) بمدینة و فیها رجل و امرأة یتصایحان، فقال: ما شأنکما؟ قال: یا نبی الله هذه امرأتی و لیس بها بأس صالحة و لکنی أحب فراقها، قال: فاخبرنی علی کل حال ما شأنها؟ قال: هی خلقة الوجه من غیر کبر، قال یا امرأة، أتحبین أن یعود ماء وجهک طریّاً، قالت: نعم، قال لها: إذا أکلت فإیاک أن تشبعین لأن الطعام إذا تکاثر علی الصدر فزاد فی القدر ذهب ماء الوجه، ففعلت ذلک فعاد وجهها طریاً".[16]

3- عن الإمام الصادق (ع): "الحناء یذهب بالسهک و یزید فی ماء الوجه و یطیب النکهة و یحسن الولد".[17]

4- عن الإمام موسی الکاظم (ع): "ایاک أن تغسل رأسک بالطین فإنه یسجم الوجه".[18]

5-عن الإمام الصاق (ع): "السفرجل یحسن الوجه". [19]

6- فی روایة عن الإمام الصادق (ع): "علیک بالهندباء فإنه یزید الماء و یحسن الوجه".[20]

الی غیر ذلک من الروایات التی وردت فی جمال الوجه المادی والظاهری.

لذلک السؤال المطروح عن الذکر متعلّق بالامور المعنویة، و لیس کما تذهب الیه من أن الذکر یمکن أن یغیر وجه الإنسان و یحوله من القبح الی الجمال. نعم هناک امور مادیة کثیرة تفید فی الجمال الظاهری قد بیّنا بعضها.



[1]  داور بناه، ابو الفضل، أنوار العرفان فی تفسیر القرآن، ج6، ص412-413، منشورات الصدر، طهران، الطبعة الاولی، 1375 ش؛ القرشی، السید علی أکبر، قاموس القرآن، ج2، ص134، دار الکتب الإسلامیة، طهران، الطبعة السادسة، 1371 ش؛ الراغب الأصفهانی، حسین بن محمد، المفردات فی غریب القرآن، ص235، دار العلم الدار الشامیة، دمشق، بیروت، الطبعة الاولی، 1412 ق.

[2]  التحقیق فی کلمات القرآن الکریم، ج2، ص109؛ المفردات فی غریب القرآن، ص302.

[3]  قاموس القرآن، ج2، ص52؛ المفردات فی غریب القرآن، ص202.

[4]  البقرة، 83.

[5]  آل عمران، 120.

[6]  الرحمن، 70.

[7]  المعارج، 5.

[8] الشیخ المکارم الشیرازی، ناصر، تفسیر الأمثل، ج19، ص16، الطبعة الاولی، مطبعة أمیر المؤمنین (ع)، قم 1379 هـ.ش.

[9]  التمیمی الامدی، عبد الواحد بن محمد، غرر الحکم، ص285، ح6392، انتشارات دفتر تبلیغات قم، 1366 ش.

[10]  غرر الحکم، ص269، ح8562.

[11]  المجلسی، محمد باقر، بحار الأنوار، ج1، ص95، ح37، مؤسسة الوفاء، بیروت، لبنان.

[12]  الطوسی، ابوجعفر محمد بن حسن، تهذیب الأحکام، ج2، ص119، ح217، دار الکتب الإسلامیة، طهران، الطبعة الرابعة، 1407 ق.

[13]  الشعیری، تاج الدین، جامع الأخبار، ص72، انتشارات الرضی، قم، 1363 ش.

[14]  الحر العاملی، محمد بن حسن، وسائل الشیعة، ج8، ص151-152، ح10278، مؤسسة آل البیت، قم، الطبعة الاولی، 1409 ق.

[15]  الکلینی، محمد بن یعقوب، الکافی، ج6، ص488، دار الکتب الإسلامیة، طهران، 1365 ش.

[16]  الشیخ الصدوق، علل الشرائع، ج2، ص497، منشورات المکتبة الحیدریة، النجف الأشرف، 1385 هـ.ش.

[17]  الکافی، ج6، ص484.

[18]  الشیخ الصدوق، علل الشرائع، ج1، ص292

[19]  بحار الأنوار، ج63، ص170.

[20]  بحار الأنوار، ج63، ص208.

س ترجمات بلغات أخرى
التعليقات
عدد التعليقات 0
يرجى إدخال القيمة
مثال : Yourname@YourDomane.ext
يرجى إدخال القيمة
يرجى إدخال القيمة

أسئلة عشوائية

الأكثر مشاهدة

  • ما هي أحكام و شروط العقيقة و مستحباتها؟
    279435 العملیة 2012/08/13
    العقيقة هي الذبيحة التي تذبح عن المولود يوم أسبوعه، و الافضل ان تكون من الضأن، و يجزي البقر و الابل عنها. كذلك من الافضل تساوي جنس الحيوانات المذبوح مع المولود المعق عنه في الذكورة و الانوثة، و يجزي عدم المماثلة، و الافضل أيضاً أن تجتمع فيها شرائط ...
  • كيف تتم الإستخارة بالقرآن الكريم؟ و كيف ندرك مدلول الآيات أثناء الإستخارة؟
    257244 التفسیر 2015/05/04
    1. من أشهر الإستخارات الرائجة في الوسط المتشرعي الإستخارة بالقرآن الكريم، و التي تتم بطرق مختلفة، منها: الطريقة الأولى: إِذا أَردت أَنْ تَتَفَأَّلَ بكتاب اللَّه عزَّ و جلَّ فاقرأْ سورةَ الإِخلاص ثلاث مرَّاتٍ ثمَّ صلِّ على النَّبيِّ و آله ثلاثاً ثمَّ قل: "اللَّهُمَّ تفأَّلتُ بكتابكَ و توكّلتُ عليكَ ...
  • ماهي أسباب سوء الظن؟ و ما هي طرق علاجه؟
    128140 العملیة 2012/03/12
    يطلق في تعاليمنا الدينية علی الشخص الذي يظن بالآخرين سوءً، سيء الظن، و من هنا نحاول دراسة هذه الصفه بما جاء في النصوص الإسلامية. فسوء الظن و سوء التخيّل بمعنى الخيال و الفكر السيء نسبة لشخص ما. و بعبارة أخرى، سيء الظن، هو الإنسان الذي يتخيّل و ...
  • كم مرّة ورد إسم النبي (ص) في القرآن؟ و ما هو السبب؟
    113244 علوم القرآن 2012/03/12
    ورد إسم النبي محمد (ص) أربع مرّات في القرآن الکریم، و في السور الآتية: 1ـ آل عمران، الآية 144: "وَ مَا محُمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلىَ أَعْقَابِكُمْ وَ مَن يَنقَلِبْ عَلىَ‏ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضرُّ اللَّهَ ...
  • ما الحكمة من وجود العادة الشهرية عند النساء؟
    88996 التفسیر 2012/05/15
    إن منشأ دم الحيض مرتبط باحتقان عروق الرحم و تقشّر مخاطه ما يؤدي إلى نزيف الدم. إن نزيف دم الحيض و العادة النسوية مقتضى عمل أجهزة المرأة السالمة، و إن خروجه بالرغم من الألم و الأذى و المعاناة التي تعاني منها المرأة يمثل أحد ألطاف الله الرحيم ...
  • هل يستر الله ذنوب عباده عن أبصار الآخرين يوم القيامة كما يستر عيوب و معاصي عباده في الدنيا، فيما لو ندم المرء عن ذنبه و تاب عنه؟
    59835 الکلام القدیم 2012/09/20
    ما تؤكده علينا التعاليم الدينية دائماً أن الله "ستار العيوب"، أي يستر العيب و يخفيه عن أنظار الآخرين. و المراد من العيوب هنا الذنوب و الخطايا التي تصدر من العباد. روي عن النبي محمد (ص) أنه قال: " سألت الله أن يجعل حساب أمتي إليّ لئلا تفتضح ...
  • ما هو النسناس و أي موجود هو؟
    59551 الکلام القدیم 2012/11/17
    لقد عرف "النسناس" بتعاريف مختلفة و نظراً إلى ما في بعض الروايات، فهي موجودات كانت قبل خلقة آدم (ع). نعم، بناء على مجموعة أخرى من الروايات، هم مجموعة من البشر عدّوا من مصاديق النسناس بسبب كثرة ذنوبهم و تقوية الجانب الحيواني فيهم و إبتعادهم عن ...
  • لماذا يستجاب الدعاء أكثر عند نزول المطر؟
    56854 الفلسفة الاخلاق 2012/05/17
    وقت نزول الأمطار من الأزمنة التي يوصى عندها بالدعاء، أما الدليل العام على ذلك فهو كما جاء في الآيات و الروايات، حيث يمكن اعتبار المطر مظهراً من مظاهر الرحمة الإلهية فوقت نزوله يُعتبر من أوقات فتح أبواب الرحمة، فلذلك يزداد الأمل باستجابة الدعاء حینئذ. ...
  • ما هو الذنب الذي ارتكبه النبي يونس؟ أ ليس الانبياء مصونين عن الخطأ و المعصية؟
    49732 التفسیر 2012/11/17
    عاش يونس (ع) بين قومه سنين طويلة في منطقة يقال لها الموصل من ارض العراق، و لبث في قومه داعيا لهم الى الايمان بالله، الا أن مساعيه التبليغية و الارشادة واجهت عناداً و ردت فعل عنيفة من قبل قومه فلم يؤمن بدعوته الا رجلان من قومه طوال ...
  • ما هي آثار القناعة في الحياة و كيف نميز بينها و بين البخل في الحياة؟
    47164 العملیة 2012/09/13
    القناعة في اللغة بمعنى الاكتفاء بالمقدار القليل من اللوازم و الاحتياجات و رضا الإنسان بنصيبه. و في الروايات أحيانا جاء لفظ القناعة تعبيرا عن مطلق الرضا. أما بالنسبة إلى الفرق بين القناعة و البخل نقول: إن محل القناعة، في الأخلاق الفردية، و هي ترتبط بالاستخدام المقتَصَد لإمكانات ...