بحث متقدم
الزيارة
4430
محدثة عن: 2011/03/10
خلاصة السؤال
أین ورد دعاء "أمن یجیب المضطر"؟
السؤال
أین ورد دعاء "أمن یجیب المضطر"؟ فأحب أن أتعلمه کثیرا.
الجواب الإجمالي

لقد جاءت عبارة "أَمَّنْ یُجیبُ الْمُضْطَرَّ إِذا دَعاهُ وَ یَکْشِفُ السُّوء" فی القرآن فی سورة النمل، الآیة آیة 62.

و إن کان الله یجیب دعاء الجمیع إذا توفرت شروطه، و لکن تم الترکیز فی هذه الآیة على عنوان "المضطر"، إذ أحد شروط استجابة الدعاء هو أن یغض الإنسان طرفه عن عالم الأسباب بأسره و أن یلجأ إلى الله بکل قلبه و روحه و یعتقد أن کل ما فی الوجود فهو لله و حل أی مشکلة بید الله، و تأتی هذه الرؤیة فی حال الاضطرار. طبعا هناک من یتمتع بهذه الرؤیة حتى فی عیر حال الاضطرار و لکن أکثر الناس لیسوا کذلک. فإذا ارتقى الإنسان إلى هذه الدرجة فقد وفر أهم شروط استجابة الدعاء.

الجواب التفصيلي

لقد جاءت عبارة "أَمَّنْ یُجیبُ الْمُضْطَرَّ إِذا دَعاهُ وَ یَکْشِفُ السُّوء" فی القرآن فی سورة النمل، الآیة آیة 62.

و إن کان الله یجیب دعاء الجمیع إذا توفرت شروطه، و لکن تم الترکیز فی هذه الآیة على عنوان "المضطر"، إذ أحد شروط استجابة الدعاء هو أن یغض الإنسان طرفه عن عالم الأسباب بأسره و أن یلجأ إلى الله بکل قلبه و روحه و یعتقد أن کل ما فی الوجود فهو لله و حل أی مشکلة بید الله، و تأتی هذه الرؤیة فی حال الاضطرار. طبعا هناک من یتمتع بهذه الرؤیة حتى فی عیر حال الاضطرار و لکن أکثر الناس لیسوا کذلک.

صحیح أن العالم عالم الأسباب و یحاول الإنسان أن یبذل غایة جهده فی استخدامها و لکنه لن یضیع فی الأسباب أبدا، بل یرى کل الأسباب من برکات وجوده و یرى "ذات مسبب الأسباب" من وراء حجاب هذه الأسباب، فیطلب کل شیء منه لا من سواه.

نعم، إذا ارتقى الإنسان إلى هذه الدرجة فقد وفّر أهم شروط استجابة الدعاء.

وفی بعض الروایات فسرت هذه الآیة بقیام الإمام المهدی (ع).

لقد ورد فی روایة عن الإمام الباقر (ع) أنه قال: «و اللّه لکأنّی أنظر إلى القائم و قد أسند ظهره إلى الحجر ثمّ ینشد اللّه حقّه ... قال و اللّه هو المضطر فی کتاب اللّه فی قوله: أَمَّنْ یُجِیبُ الْمُضْطَرَّ إِذا دَعاهُ وَ یَکْشِفُ السُّوءَ وَ یَجْعَلُکُمْ خُلَفاءَ الْأَرْضِ"[1]

و جاء فی حدیث آخر عن الإمام الصادق (ع) فی تفسیر هذه الآیة: نَزَلَتْ فِی الْقَائِمِ (ع) هُوَ وَ اللَّهِ الْمُضْطَرُّ إِذَا صَلَّى فِی الْمَقَامِ رَکْعَتَیْنِ وَ دَعَا اللَّهَ فَأَجَابَهُ وَ یَکْشِفُ السُّوءَ وَ یَجْعَلُهُ خَلِیفَةً فِی الْأَرْضِ.[2]

 و لا شک أن هذا التّفسیر- کما رأینا نظائره الکثیرة- لا یحصر المراد من هذه الآیة بالمهدی (ع)، بل مفهوم الآیة واسع، و المهدی (ع) واحد من مصادیقها الجلیّة ... إذ الأبواب فی زمانه موصدة، و الفساد عمّ البسیطة، و البشریة فی طریق مسدود، و حالة الاضطرار ظاهرة فی جمیع العالم .. فعندئذ یظهر الإمام فی أقدس بقعة .. فیطلب کشف السوء، فیلبی اللّه دعوته، و یجعله بدایة «الظهور» المبارک فی العالم، و یستخلفه فی الأرض هو و أصحابه، فیکون مصداقا لقوله تعالى وَ یَجْعَلُکُمْ خُلَفاءَ الْأَرْضِ.[3]

و فی الختام نرى من الضرورة أن نشیر إلى قضیة:

بالرغم من تأکید بعض العلماء العظام على قراءة هذه الآیة عند حلول المشاکل و الأزمات و قد تلقاها عموم الناس على کونها بصیغة الدعاء، إلا أن التدقیق الأکثر یکشف أن صیغة هذه الآیة لیست صیغة الدعاء و لهذا کان أئمتنا یقرؤونها بهذا الشکل عند الدعاء: یَا مَنْ یُجیبُ الْمُضْطَرَّ إِذا دَعاهُ و  یَکْشِفُ السُّوء َ ارْحَمْنِی وَ اکْشِفْ مَا بِی مِنْ غَمٍّ وَ کَرْبٍ وَ وَجَعٍ وَ دَاء.[4]



[1] تفسیر نور الثقلین، ج4، ص94.

[2] المجلسی، محمد باقر، بحار الأنوار، ج 51، ص 48.

[3] الأمثل فی تفسیر کتاب الله المنزل، ج12، ص112ـ 113.

[4] المجلسی، محمد باقر، بحار الأنوار، ج92، ص103.

التعليقات
عدد التعليقات 0
يرجى إدخال القيمة
مثال : Yourname@YourDomane.ext
يرجى إدخال القيمة
يرجى إدخال القيمة

أسئلة عشوائية

  • هل ان والدة الامام المهدی(عج) معصومة؟
    9126 الکلام القدیم 2006/11/13
    لا یعتقد الشیعة بعصمة غیر الانبیاء و اوصیاء الانبیاء بالعصمة المصطلحة (و هی الاجتناب عن کل اشکال السهو و النسیان و العصیان طیلة العمر فی مراحل فهم و ابلاغ و تنفیذ أوامر الوحی و الدین الإلهی) و ان کان یمکن لغیر الأنبیاء و الأوصیاء أیضاً أن یرتقوا إلی مقام الانسانیة ...
  • ما هو الدلیل الشرعی على النیروز؟
    8424 درایة الحدیث 2009/04/13
    لایوجد جواب الجمالی لهذا السؤال، النقر الجواب التفصیلی ...
  • لماذا تهتم الشیعة بالائمة اکثر من اهتمامها بالرسول (ص) ؟
    6761 الکلام القدیم 2007/01/03
    ان الشیعة لم تهتم بالائمة اکثر من الرسول الاکرم(ص) بل الاهتمام بالرسول (ص) شمل جمیع النواحی التی تتعلق بحیاته(ص) و ما اهتمامنا بالائمة الا استجابة و طاعة لامره (ص) فی کثیر من الآیات و الروایات مثل الآیات التی تحث على اکرام و اطاعة ذی القربی و مثل حدیث ...
  • قررت عدم الزواج دائماً لأتزوج متعة بین حین و أخرى. ما هو رأیکم فی الحیاة مع عدة نساء؟
    4566 الحقوق والاحکام 2010/10/21
    لم تحدد الروایات عدداً معیناً للمتعة. فیستطیع الإنسان أن یباشر المتعة بأی عدد أراد.[1]لکن یجب الالتفات الى أنه لا یمکن الحصول على جمیع الآثار المترتبة على الزواج الدائم من خلال الزواج ...
  • ما هي المدة التي يجوز للأم أن ترضع طفلها من حليبها فيها؟
    6370 الحقوق والاحکام 2012/05/17
    نشير في الجواب إلى بعض آراء الفقهاء: المشهور عند الفقهاء هو أن الحد الأدنى لمدة الرضاعة هو 21 شهراً،[1] لكن استمرار الرضاعة إلى سنتين أجازها البعض و أعتبرها مستحبة، فلا يوجد إختلاف خاص في الفتاوى المشهورة، مثل: 1ـ يستحب مع الإمكان ...
  • كيف ننقد مدرسة النزعة السلطوية عند نيتشة في ضوء ملاك القرب الإلهي في الرؤية الإسلامية؟
    7623 النظریة 2012/09/20
    إن نظرية نيتشة الأخلاقية و بسبب ما تعطي لمفهوم السلطة من دور محوري و أساسي قد عرفت بإسم "النزعة السلطوية" و "إرادة القوة". يعتقد نيتشة بأن تشخيص الفضائل و الرذائل الأخلاقية يعتمد على الأعمال المؤثرة في تقوية حسّ النزعة السلطوية أو الأعمال المؤثرة في تضعيف ...
  • ما هو تقییمکم لکتاب "بل ضللت الراد على کتاب التیجانی" ثم اهتدیت؟
    6973 الشخصیات 2010/08/21
    الاشکالات التی وجهت للدکتور التیجانی دارت حول محورین:الاول انکار شخصیته، حیث انکروا وجوده و قالوا انه شخصیة اخترعتها الشیعة کذباً!، و لما ظهر على الفضائیات انکشفت الحقیقة للجمیع فازداد الاقبال على کتبه بشکل واسع جداً، فلم یبق الا المحور الثانی و هو اتهام الرجل بالکذب و انه ینقل عن ...
  • ما هو الشرک؟
    12207 الکلام القدیم 2008/02/18
    الشرک لغة بمعنی جعل النصیب "السهم"، و المراد من الشرک فی اصطلاح القرآن جعل الشریک و المثل لله تعالی و هو فی قبال "الحنیفیة"، فالحنیف؛ یعنی المیل الی الاستقامة و الاعتدال، فحیث ان اصحاب التوحید الخالص ابتعدوا عن الشرک و مالوا الی هذا الاصل الاساسی فیقال لهم حنفاء.و ...
  • ما هی شروط تمدید العقد الموقت؟
    7057 الحقوق والاحکام 2009/08/11
    طبقاً لرأی المراجع العظام فان الرجل و المرأة اللذان تزوّجا زواجاً مؤقتاً فأرادا بعد انتهاء مدة العقد أو اثنائها أن یتزوجا مجدّداً فانه یجب أن یجریا العقد مرة اخری و لکن یلزم أن تنتهی مدة العقد الأول أو أن یهبها المدة الباقیة ثم یعقد علیها جدیداً.
  • کیف تکونت العلمانیة‌ أو فکرة الفصل بین الدین و السیاسة؟
    7285 الکلام الجدید 2007/07/21
    أدرک المؤمنون النصاری فی عصر النهضة، انه لیس فی وسع هذه الشریعة ان تتولی تلبیة الحاجات الاجتماعیة والسیاسیة الجدیدة، و هکذا ولدت فکرة الفصل بین الدین و السیاسة.ان العلمانیة هی ابن شرعی للثقافة الغربیة، لأن شریعة تنحرف عن مسارها الإلهی النقی و تختلط بالأهواء و الآراء الأرضیة، لم تکن ...

الأكثر مشاهدة

  • ما هي أحكام و شروط العقيقة و مستحباتها؟
    279458 العملیة 2012/08/13
    العقيقة هي الذبيحة التي تذبح عن المولود يوم أسبوعه، و الافضل ان تكون من الضأن، و يجزي البقر و الابل عنها. كذلك من الافضل تساوي جنس الحيوانات المذبوح مع المولود المعق عنه في الذكورة و الانوثة، و يجزي عدم المماثلة، و الافضل أيضاً أن تجتمع فيها شرائط ...
  • كيف تتم الإستخارة بالقرآن الكريم؟ و كيف ندرك مدلول الآيات أثناء الإستخارة؟
    257315 التفسیر 2015/05/04
    1. من أشهر الإستخارات الرائجة في الوسط المتشرعي الإستخارة بالقرآن الكريم، و التي تتم بطرق مختلفة، منها: الطريقة الأولى: إِذا أَردت أَنْ تَتَفَأَّلَ بكتاب اللَّه عزَّ و جلَّ فاقرأْ سورةَ الإِخلاص ثلاث مرَّاتٍ ثمَّ صلِّ على النَّبيِّ و آله ثلاثاً ثمَّ قل: "اللَّهُمَّ تفأَّلتُ بكتابكَ و توكّلتُ عليكَ ...
  • ماهي أسباب سوء الظن؟ و ما هي طرق علاجه؟
    128184 العملیة 2012/03/12
    يطلق في تعاليمنا الدينية علی الشخص الذي يظن بالآخرين سوءً، سيء الظن، و من هنا نحاول دراسة هذه الصفه بما جاء في النصوص الإسلامية. فسوء الظن و سوء التخيّل بمعنى الخيال و الفكر السيء نسبة لشخص ما. و بعبارة أخرى، سيء الظن، هو الإنسان الذي يتخيّل و ...
  • كم مرّة ورد إسم النبي (ص) في القرآن؟ و ما هو السبب؟
    113298 علوم القرآن 2012/03/12
    ورد إسم النبي محمد (ص) أربع مرّات في القرآن الکریم، و في السور الآتية: 1ـ آل عمران، الآية 144: "وَ مَا محُمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلىَ أَعْقَابِكُمْ وَ مَن يَنقَلِبْ عَلىَ‏ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضرُّ اللَّهَ ...
  • ما الحكمة من وجود العادة الشهرية عند النساء؟
    89017 التفسیر 2012/05/15
    إن منشأ دم الحيض مرتبط باحتقان عروق الرحم و تقشّر مخاطه ما يؤدي إلى نزيف الدم. إن نزيف دم الحيض و العادة النسوية مقتضى عمل أجهزة المرأة السالمة، و إن خروجه بالرغم من الألم و الأذى و المعاناة التي تعاني منها المرأة يمثل أحد ألطاف الله الرحيم ...
  • هل يستر الله ذنوب عباده عن أبصار الآخرين يوم القيامة كما يستر عيوب و معاصي عباده في الدنيا، فيما لو ندم المرء عن ذنبه و تاب عنه؟
    59869 الکلام القدیم 2012/09/20
    ما تؤكده علينا التعاليم الدينية دائماً أن الله "ستار العيوب"، أي يستر العيب و يخفيه عن أنظار الآخرين. و المراد من العيوب هنا الذنوب و الخطايا التي تصدر من العباد. روي عن النبي محمد (ص) أنه قال: " سألت الله أن يجعل حساب أمتي إليّ لئلا تفتضح ...
  • ما هو النسناس و أي موجود هو؟
    59577 الکلام القدیم 2012/11/17
    لقد عرف "النسناس" بتعاريف مختلفة و نظراً إلى ما في بعض الروايات، فهي موجودات كانت قبل خلقة آدم (ع). نعم، بناء على مجموعة أخرى من الروايات، هم مجموعة من البشر عدّوا من مصاديق النسناس بسبب كثرة ذنوبهم و تقوية الجانب الحيواني فيهم و إبتعادهم عن ...
  • لماذا يستجاب الدعاء أكثر عند نزول المطر؟
    56877 الفلسفة الاخلاق 2012/05/17
    وقت نزول الأمطار من الأزمنة التي يوصى عندها بالدعاء، أما الدليل العام على ذلك فهو كما جاء في الآيات و الروايات، حيث يمكن اعتبار المطر مظهراً من مظاهر الرحمة الإلهية فوقت نزوله يُعتبر من أوقات فتح أبواب الرحمة، فلذلك يزداد الأمل باستجابة الدعاء حینئذ. ...
  • ما هو الذنب الذي ارتكبه النبي يونس؟ أ ليس الانبياء مصونين عن الخطأ و المعصية؟
    49807 التفسیر 2012/11/17
    عاش يونس (ع) بين قومه سنين طويلة في منطقة يقال لها الموصل من ارض العراق، و لبث في قومه داعيا لهم الى الايمان بالله، الا أن مساعيه التبليغية و الارشادة واجهت عناداً و ردت فعل عنيفة من قبل قومه فلم يؤمن بدعوته الا رجلان من قومه طوال ...
  • ما هي آثار القناعة في الحياة و كيف نميز بينها و بين البخل في الحياة؟
    47183 العملیة 2012/09/13
    القناعة في اللغة بمعنى الاكتفاء بالمقدار القليل من اللوازم و الاحتياجات و رضا الإنسان بنصيبه. و في الروايات أحيانا جاء لفظ القناعة تعبيرا عن مطلق الرضا. أما بالنسبة إلى الفرق بين القناعة و البخل نقول: إن محل القناعة، في الأخلاق الفردية، و هي ترتبط بالاستخدام المقتَصَد لإمكانات ...