بحث متقدم
الزيارة
5756
محدثة عن: 2013/12/03
خلاصة السؤال
لماذا قدّمت صفة الثیبات علی الأبکار فی الآیة 5 من سورة التحریم؟
السؤال
لماذا قدّمت صفة الثیبات علی الأبکار فی الآیة 5 من سورة التحریم؟
الجواب الإجمالي
قال الله تعالی فی الآیة المسؤول عنها: «عَسىَ‏ رَبُّهُ إِن طَلَّقَکُنَّ أَن یُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَیرْا مِّنکُنَّ مُسْلِمَاتٍ مُّؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَئبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَئحَاتٍ ثَیِّبَاتٍ وَ أَبْکاَرًا». [1]
قال بعض المفسّرین فی تقدیم "الثیبات" علی "الأبکار"، تقدیم "الثیبات" لمناسبتها و أولویتها بمقام النبی (ص) و لکونها متصفة فی الأغلب بصفات مسلمات مؤمنات قانتات تائبات عابدات بخلاف الأبکار. [2]
و یمکن القول: هذه الصفات إنما ذکرت فی معرض المدح للصنفین الثیبات و الابکار، الا إن الثیب أکثر میلا و تودداً للزوج (البعل) و أکثر تجربة و عقلاً، و البکارة إنما مدحت من وجه أخرى فإنها أطهر و أطیب و أکثر مراغبة و مداعبة. [3]
و یحتمل ان یکون ذلک من باب الاهتمام بفاصلة الآیة و الکلمة التی تنتهی علیه  من حیث انتهاء الکلمة اقوى موسیقیة من کلمة ثیبات لوجود الف الاطلاق فیها.
ثم ان القرآن الکریم یشیر الى عدّة صفات للمرأة الصالحة التی یمکنها أن تکون نموذجاً یقتدی به فی انتخاب الزوجة اللائقة:
1- "الاسلام".
2- "الإیمان" أی الاعتقاد الذی ینفذ و یترسّخ فی أعماق قلب الإنسان.
3- ثم حالة "القنوت" أی التواضع و طاعة الزوج.
4- بعد ذلک "التوبة" و یقصد أن الزوجة إذا ما ارتکبت ذنباً بحق زوجها فإنها سرعان ما تتوب و تعتذر عن ذلک.
5- تأتی بعد ذلک "العبادة" التی جعلها الله سبحانه لیطهّر بها قلب الإنسان و روحه و یجدد صناعتها.
6- "إطاعة أوامر الله" و الورع عن محارمه. [4]
و من الجدیر بالذکر أن القرآن لم یجعل المعیار الاساسی البکارة أو عدمها، فإنه عندما ذکر الصفات المعنویة للزوجة الصالحة ذکر هذه المسألة بصورة عابرة و دون أی ترکیز. [5] و بعبارة أخری، عدم وجود جمیع الأوصاف المذکورة فی الآیة، یعتبر نوع عیب و نقصاً یؤثّر علی قیمة المرأة، أما البکارة و غیرها فلم تکن أیّ منها عیباً أو نقصاً حتی یؤثر فقدانه فی قیمة المرأة.
 

[1] التحریم، 5.
[2] المصطفوی، حسن، التحقیق فی کلمات القرآن الکریم، ج 2، ص 40، بنگاه ترجمه و نشر کتاب، تهران، 1360.
[3] الرازی (المتوفی 666 ق)، محمد بن أبی بکر، أسئلة القرآن المجید و أجوبتها، ص 331، المکتبة العصریة، بیروت، الطبعة الأولی، 1423 ق.
[4] المکارم الشیرازی، ناصر، تفسیر الأمثل، ج 18، ص 445، مدرسة الامام علی بن أبی طالب (ع)، قم، 1421 ق.
[5] نفس المصدر، ص 280.
س ترجمات بلغات أخرى
التعليقات
عدد التعليقات 0
يرجى إدخال القيمة
مثال : Yourname@YourDomane.ext
يرجى إدخال القيمة
يرجى إدخال القيمة

أسئلة عشوائية

الأكثر مشاهدة

  • ما هي أحكام و شروط العقيقة و مستحباتها؟
    279435 العملیة 2012/08/13
    العقيقة هي الذبيحة التي تذبح عن المولود يوم أسبوعه، و الافضل ان تكون من الضأن، و يجزي البقر و الابل عنها. كذلك من الافضل تساوي جنس الحيوانات المذبوح مع المولود المعق عنه في الذكورة و الانوثة، و يجزي عدم المماثلة، و الافضل أيضاً أن تجتمع فيها شرائط ...
  • كيف تتم الإستخارة بالقرآن الكريم؟ و كيف ندرك مدلول الآيات أثناء الإستخارة؟
    257244 التفسیر 2015/05/04
    1. من أشهر الإستخارات الرائجة في الوسط المتشرعي الإستخارة بالقرآن الكريم، و التي تتم بطرق مختلفة، منها: الطريقة الأولى: إِذا أَردت أَنْ تَتَفَأَّلَ بكتاب اللَّه عزَّ و جلَّ فاقرأْ سورةَ الإِخلاص ثلاث مرَّاتٍ ثمَّ صلِّ على النَّبيِّ و آله ثلاثاً ثمَّ قل: "اللَّهُمَّ تفأَّلتُ بكتابكَ و توكّلتُ عليكَ ...
  • ماهي أسباب سوء الظن؟ و ما هي طرق علاجه؟
    128141 العملیة 2012/03/12
    يطلق في تعاليمنا الدينية علی الشخص الذي يظن بالآخرين سوءً، سيء الظن، و من هنا نحاول دراسة هذه الصفه بما جاء في النصوص الإسلامية. فسوء الظن و سوء التخيّل بمعنى الخيال و الفكر السيء نسبة لشخص ما. و بعبارة أخرى، سيء الظن، هو الإنسان الذي يتخيّل و ...
  • كم مرّة ورد إسم النبي (ص) في القرآن؟ و ما هو السبب؟
    113244 علوم القرآن 2012/03/12
    ورد إسم النبي محمد (ص) أربع مرّات في القرآن الکریم، و في السور الآتية: 1ـ آل عمران، الآية 144: "وَ مَا محُمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلىَ أَعْقَابِكُمْ وَ مَن يَنقَلِبْ عَلىَ‏ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضرُّ اللَّهَ ...
  • ما الحكمة من وجود العادة الشهرية عند النساء؟
    88996 التفسیر 2012/05/15
    إن منشأ دم الحيض مرتبط باحتقان عروق الرحم و تقشّر مخاطه ما يؤدي إلى نزيف الدم. إن نزيف دم الحيض و العادة النسوية مقتضى عمل أجهزة المرأة السالمة، و إن خروجه بالرغم من الألم و الأذى و المعاناة التي تعاني منها المرأة يمثل أحد ألطاف الله الرحيم ...
  • هل يستر الله ذنوب عباده عن أبصار الآخرين يوم القيامة كما يستر عيوب و معاصي عباده في الدنيا، فيما لو ندم المرء عن ذنبه و تاب عنه؟
    59835 الکلام القدیم 2012/09/20
    ما تؤكده علينا التعاليم الدينية دائماً أن الله "ستار العيوب"، أي يستر العيب و يخفيه عن أنظار الآخرين. و المراد من العيوب هنا الذنوب و الخطايا التي تصدر من العباد. روي عن النبي محمد (ص) أنه قال: " سألت الله أن يجعل حساب أمتي إليّ لئلا تفتضح ...
  • ما هو النسناس و أي موجود هو؟
    59551 الکلام القدیم 2012/11/17
    لقد عرف "النسناس" بتعاريف مختلفة و نظراً إلى ما في بعض الروايات، فهي موجودات كانت قبل خلقة آدم (ع). نعم، بناء على مجموعة أخرى من الروايات، هم مجموعة من البشر عدّوا من مصاديق النسناس بسبب كثرة ذنوبهم و تقوية الجانب الحيواني فيهم و إبتعادهم عن ...
  • لماذا يستجاب الدعاء أكثر عند نزول المطر؟
    56855 الفلسفة الاخلاق 2012/05/17
    وقت نزول الأمطار من الأزمنة التي يوصى عندها بالدعاء، أما الدليل العام على ذلك فهو كما جاء في الآيات و الروايات، حيث يمكن اعتبار المطر مظهراً من مظاهر الرحمة الإلهية فوقت نزوله يُعتبر من أوقات فتح أبواب الرحمة، فلذلك يزداد الأمل باستجابة الدعاء حینئذ. ...
  • ما هو الذنب الذي ارتكبه النبي يونس؟ أ ليس الانبياء مصونين عن الخطأ و المعصية؟
    49733 التفسیر 2012/11/17
    عاش يونس (ع) بين قومه سنين طويلة في منطقة يقال لها الموصل من ارض العراق، و لبث في قومه داعيا لهم الى الايمان بالله، الا أن مساعيه التبليغية و الارشادة واجهت عناداً و ردت فعل عنيفة من قبل قومه فلم يؤمن بدعوته الا رجلان من قومه طوال ...
  • ما هي آثار القناعة في الحياة و كيف نميز بينها و بين البخل في الحياة؟
    47164 العملیة 2012/09/13
    القناعة في اللغة بمعنى الاكتفاء بالمقدار القليل من اللوازم و الاحتياجات و رضا الإنسان بنصيبه. و في الروايات أحيانا جاء لفظ القناعة تعبيرا عن مطلق الرضا. أما بالنسبة إلى الفرق بين القناعة و البخل نقول: إن محل القناعة، في الأخلاق الفردية، و هي ترتبط بالاستخدام المقتَصَد لإمكانات ...