بحث متقدم
الزيارة
6199
محدثة عن: 2014/02/25
خلاصة السؤال
السلام علیکم، قال الله تعالی فی سورة هود: "وَ لَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نجَّیْنَا هُودًا وَ الَّذِینَ ءَامَنُواْ مَعَهُ" لماذا ذُکرت کلمة معه مع أن واو العطف تکفی؟
السؤال
السلام علیکم، قال الله تعالی فی سورة هود: "وَ لَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نجَّیْنَا هُودًا وَ الَّذِینَ ءَامَنُواْ مَعَهُ" لماذا ذُکرت کلمة معه مع أن واو العطف تکفی؟
الجواب الإجمالي
لقد وردت قصة النبی هود (ع) و قومه فی عدة سور من القرآن الکریم. و قد وردت القصة فی إحدی بنحو حوار بینهم أشبه ما یکون بالمباهلة و طلب العذاب للطرف الآخر.[1] و فی هذه الآیات یشیر الله تبارک و تعالی إلی نزول العذاب الإلهی: "وَ لَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نجَّیْنَا هُودًا وَ الَّذِینَ ءَامَنُواْ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِّنَّا وَ نجَّیْنَاهُم مِّنْ عَذَابٍ غَلِیظ". [2]
تبیّن هذه الآیة الشریفة، أن العذاب الإلهی لم یصب هوداً و المؤمنین معه، بل إن الله سبحانه نجّاهم منه. و الطریف هنا أن الآیات قبل أن تذکر عقاب الظلمة و الکافرین و مجازاتهم، بیّنت نجاة المؤمنین و خلاصهم لئلا یتصوّر أنّ العذاب الإلهی إذا نزل یحرق الأخضر و الیابس معاً حیث یقول تعالی: "وَ تِلْکَ عَادٌ  جَحَدُواْ بِایَاتِ رَبهِّمْ وَ عَصَوْاْ رُسُلَهُ وَ اتَّبَعُواْ أَمْرَ کلُ‏ِّ جَبَّارٍ عَنِید". [3]
أما عن تکرار کلمة "نجّینا" فیما یخص هود (ع) و المؤمنین معه، فقد وردت آراء مختلفة فی التفاسیر؛ منها: إن کلمة "نجینا" فی المرحلة الأولی إشارة إلی خلاصهم و نجاتهم من العذاب الدنیوی و فی المرحلة الثانیة نجاتهم من العذاب الأخروی. [4] و هناک تفاسیر أخری. [5] أما عن المعیة التی فی الجار و المجرور «معه» فلابد من القول بان: الظاهر أنه لبیان؛ أن المؤمنین الذین أنجیناهم من العذاب کانوا مع النبی هود (ع)؛ لأن الناس إذا آمنوا بشخص و اتبعوه سیکونون معه، سواء فی العذاب أو فی النجاة من العذاب و الوصول للسعادة الدنیویة و الأخرویة.
نعم، لو أخذنا بنظر الاعتبار کون الظرف "معه" أنه ظرف مکان للمصاحبة ومتعلق بـ " آمنوا" یمکن القول بان معه هنا ترید الاشارة الى أن المؤمنین المقصودین بالنجاة هم من صاحب النبی هودا فی معاناته ومواجهته للظالمین لا کل من آمن بالله ولو عن غیر طریق النبی هود وفی مکان آخر من الدنیا، والله العالم.  
 

[1] راجعوا: هود، 53-57.
[2] هود، 58.
[3] هود، 59.
[4] الفیض الکاشانی، ملا محسن، تفسیر الصافی، تحقیق: الأعلمی، حسین، ج 2، ص 456، نشر الصدر، طهران، الطبعة الثانیة، 1415 ق؛ المغنیة، محمد جواد، تفسیر الکاشف، ج 4، ص 242، دار الکتب الإسلامیة،طهران، الطبعة الأولی، 1424 ق.
[5] راجعوا: المکارم الشیرازی، ناصر، تفسیر الأمثل، ج 6، ص 569، مدرسة الإمام علی بن أبی طالب (ع)، قم، 1421 ق.
س ترجمات بلغات أخرى
التعليقات
عدد التعليقات 0
يرجى إدخال القيمة
مثال : Yourname@YourDomane.ext
يرجى إدخال القيمة
يرجى إدخال القيمة

أسئلة عشوائية

الأكثر مشاهدة

  • ما هي أحكام و شروط العقيقة و مستحباتها؟
    279422 العملیة 2012/08/13
    العقيقة هي الذبيحة التي تذبح عن المولود يوم أسبوعه، و الافضل ان تكون من الضأن، و يجزي البقر و الابل عنها. كذلك من الافضل تساوي جنس الحيوانات المذبوح مع المولود المعق عنه في الذكورة و الانوثة، و يجزي عدم المماثلة، و الافضل أيضاً أن تجتمع فيها شرائط ...
  • كيف تتم الإستخارة بالقرآن الكريم؟ و كيف ندرك مدلول الآيات أثناء الإستخارة؟
    257176 التفسیر 2015/05/04
    1. من أشهر الإستخارات الرائجة في الوسط المتشرعي الإستخارة بالقرآن الكريم، و التي تتم بطرق مختلفة، منها: الطريقة الأولى: إِذا أَردت أَنْ تَتَفَأَّلَ بكتاب اللَّه عزَّ و جلَّ فاقرأْ سورةَ الإِخلاص ثلاث مرَّاتٍ ثمَّ صلِّ على النَّبيِّ و آله ثلاثاً ثمَّ قل: "اللَّهُمَّ تفأَّلتُ بكتابكَ و توكّلتُ عليكَ ...
  • ماهي أسباب سوء الظن؟ و ما هي طرق علاجه؟
    128119 العملیة 2012/03/12
    يطلق في تعاليمنا الدينية علی الشخص الذي يظن بالآخرين سوءً، سيء الظن، و من هنا نحاول دراسة هذه الصفه بما جاء في النصوص الإسلامية. فسوء الظن و سوء التخيّل بمعنى الخيال و الفكر السيء نسبة لشخص ما. و بعبارة أخرى، سيء الظن، هو الإنسان الذي يتخيّل و ...
  • كم مرّة ورد إسم النبي (ص) في القرآن؟ و ما هو السبب؟
    113187 علوم القرآن 2012/03/12
    ورد إسم النبي محمد (ص) أربع مرّات في القرآن الکریم، و في السور الآتية: 1ـ آل عمران، الآية 144: "وَ مَا محُمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلىَ أَعْقَابِكُمْ وَ مَن يَنقَلِبْ عَلىَ‏ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضرُّ اللَّهَ ...
  • ما الحكمة من وجود العادة الشهرية عند النساء؟
    88978 التفسیر 2012/05/15
    إن منشأ دم الحيض مرتبط باحتقان عروق الرحم و تقشّر مخاطه ما يؤدي إلى نزيف الدم. إن نزيف دم الحيض و العادة النسوية مقتضى عمل أجهزة المرأة السالمة، و إن خروجه بالرغم من الألم و الأذى و المعاناة التي تعاني منها المرأة يمثل أحد ألطاف الله الرحيم ...
  • هل يستر الله ذنوب عباده عن أبصار الآخرين يوم القيامة كما يستر عيوب و معاصي عباده في الدنيا، فيما لو ندم المرء عن ذنبه و تاب عنه؟
    59799 الکلام القدیم 2012/09/20
    ما تؤكده علينا التعاليم الدينية دائماً أن الله "ستار العيوب"، أي يستر العيب و يخفيه عن أنظار الآخرين. و المراد من العيوب هنا الذنوب و الخطايا التي تصدر من العباد. روي عن النبي محمد (ص) أنه قال: " سألت الله أن يجعل حساب أمتي إليّ لئلا تفتضح ...
  • ما هو النسناس و أي موجود هو؟
    59519 الکلام القدیم 2012/11/17
    لقد عرف "النسناس" بتعاريف مختلفة و نظراً إلى ما في بعض الروايات، فهي موجودات كانت قبل خلقة آدم (ع). نعم، بناء على مجموعة أخرى من الروايات، هم مجموعة من البشر عدّوا من مصاديق النسناس بسبب كثرة ذنوبهم و تقوية الجانب الحيواني فيهم و إبتعادهم عن ...
  • لماذا يستجاب الدعاء أكثر عند نزول المطر؟
    56845 الفلسفة الاخلاق 2012/05/17
    وقت نزول الأمطار من الأزمنة التي يوصى عندها بالدعاء، أما الدليل العام على ذلك فهو كما جاء في الآيات و الروايات، حيث يمكن اعتبار المطر مظهراً من مظاهر الرحمة الإلهية فوقت نزوله يُعتبر من أوقات فتح أبواب الرحمة، فلذلك يزداد الأمل باستجابة الدعاء حینئذ. ...
  • ما هو الذنب الذي ارتكبه النبي يونس؟ أ ليس الانبياء مصونين عن الخطأ و المعصية؟
    49698 التفسیر 2012/11/17
    عاش يونس (ع) بين قومه سنين طويلة في منطقة يقال لها الموصل من ارض العراق، و لبث في قومه داعيا لهم الى الايمان بالله، الا أن مساعيه التبليغية و الارشادة واجهت عناداً و ردت فعل عنيفة من قبل قومه فلم يؤمن بدعوته الا رجلان من قومه طوال ...
  • ما هي آثار القناعة في الحياة و كيف نميز بينها و بين البخل في الحياة؟
    47148 العملیة 2012/09/13
    القناعة في اللغة بمعنى الاكتفاء بالمقدار القليل من اللوازم و الاحتياجات و رضا الإنسان بنصيبه. و في الروايات أحيانا جاء لفظ القناعة تعبيرا عن مطلق الرضا. أما بالنسبة إلى الفرق بين القناعة و البخل نقول: إن محل القناعة، في الأخلاق الفردية، و هي ترتبط بالاستخدام المقتَصَد لإمكانات ...