بحث متقدم
الزيارة
7523
محدثة عن: 2012/01/12
خلاصة السؤال
هل هناک روایات حول طلب الرزق؟ و ما هی سبل تحصیل الرزق الحلال؟
السؤال
هل هناک روایات حول طلب الرزق؟ و ما هی سبل تحصیل الرزق الحلال؟
و أی دعاء یساعد فی تحصیل ذلک؟
الجواب الإجمالي

انّ الرزق – و خلافا للتصور العام – لا ینحصر فی الامور المادیة، بل مفردة الرزق فی المصادر الدینیة جاءت بشکل شامل یعم الرزق المادی و المعنوی و الروحی؛ من هنا عدت الصحة و سلامة البدن و... رزقا.

و هناک الکثیر من الروایات التی تشیر الى العوامل المساعدة فی کسب الرزق المادی منتشرة فی الکتب الروائیة اشرنا الى بعضها فی الجواب التفصیلی.

الجواب التفصيلي

قبل الشروع فی الاجابة عن السؤال المطروح نرى من الضروری التذکیر بقضیة مهمة و هی: ان الرزق – و خلافا للتصور العام – لا ینحصر فی الامور المادیة، بل مفردة الرزق فی المصادر الدینیة جاءت بشکل شامل یعم الرزق المادی و المعنوی و الروحی؛ من هنا عدت الصحة و سلامة البدن رزقا، و کذلک الاستقرار و الاطمئنان و النجاح فی الحیاة و اقامة الواجبات کالحج بل حتى الصدیق الجید یعد رزقا فی حد ذاته و... کل ذلک یعد من مصادیق الرزق الالهی.

نعم، هناک الکثیر من الروایات التی تشیر الى العوامل المساعدة فی بسط الرزق المادی منتشرة فی الکتب الروائیة، و لا یمکن استقراء کل تلک الروایات هنا، و من هنا نکتفی ببعضها:

1. السعی لتحصیل الرزق: روی عن الامام الصادق (ع) أنه قال: مَنْ طلب قلیلَ الرِّزق کان ذلک داعیهُ إِلى اجتلاب کثیر من الرِّزْقِ [و من ترک قلیلا من الرِّزْق کان ذلک داعیهُ إِلى ذهاب کثیر من الرِّزْقِ‏]. [1]

2. الصلاة من أجل طلب الرزق: افرد صاحب کتاب الکافی بابا تحت هذا العنوان [2] ، ذکر فیه مجموعة من الادعیة لطلب الرزق، منها ما روی عن زید الشَّحَّام عن أَبی جعفر (ع) قال: ادعُ فی طلب الرِّزْق فی المکتُوبة و أَنت ساجدٌ یا خیرَ المسئُولین و یا خیر المعطین ارزقنی و ارزق عیالی من فضلک الواسع فإِنَّک ذُو الفضل العظیم. [3]

و روی أن رجلا من أَصحاب النبیِّ (ص) أَبْطَأَ عنهُ ثمَّ أَتاهُ فقال لهُ رسول اللَّه (ص): ما أَبطأَ بک عنَّا؟ فقال: السُّقْمُ و الْفَقْرُ. فقال لهُ أَ فلا أُعلِّمک دعاءً یذهبُ اللَّهُ عنکَ بالسُّقم و الفقر؟ قال: بَلى یا رسول اللَّه. فقال: قل لا حول و لا قوَّةَ إِلا باللَّهِ العلیِّ العظیم توکلتُ على الحیِّ الذی لا یموت و الحمد للَّهِ الَّذی لم یتخذ صاحبةً و لا ولداً و لم یکن له شریک فی الملک و لم یکن لهُ ولیُّ من الذُّلِّ و کبِّرهُ تکبیراً. فما لبِث أَن عاد إِلى النَّبِیِّ (ص) فقال: یا رسول اللَّهِ قد أَذهب اللَّهُ عنِّی السُّقْمَ و الفقرَ. [4]

3. عدم النوم بین الطلوعین (اذان الصبح و طلوع الشمس): عن محمَّد بن مسلم، عن أَحدهما (ع) قال: سأَلتهُ عن النَّوم بعد الغداة؟ فقال: إِنَّ الرِّزْقَ یبسط تلک السَّاعة فأَنا أَکرهُ أَن ینام الرَّجل تلک السَّاعةَ. و قال الصَّادق (ع): نومةُ الغداة مشومةٌ تطرد الرِّزق و تُصَفِّرُ اللَّونَ و تُقَبِّحُهُ و تغیِّرُهُ، و هو نومُ کلِّ میشوم. إِنَّ اللَّهَ تعالى یقسمُ الأَرزاق ما بین طلوع الفجر إِلى طلوعِ الشَّمْسِ. [5]

4. صلاة اللیل: جاء رجلٌ إِلى أَبی عبد اللَّه (ع) فشکا إِلیه الحاجةَ فأَفرط فی الشِّکایة حتى کاد أَن یشکو الجوع! فقال له أَبو عبد اللَّه (ع): یا هذا أَ تصلِّی باللَّیل؟ فقال الرَّجل: نعمْ. فالتفت أَبو عبد اللَّه (ع) إِلى أَصحابه فقال: کذب من زعم أَنهُ یصلِّی باللَّْیل و یجوعُ باِلنَّهَار، إِنَّ اللَّهَ تبارک و تعالى ضمَّن صلاةَ اللَّیْلِ قوت النهار. [6]

و هناک اعمال کثیرة اخرى تساعد فی زیادة الرزق نکتفی بهذا المقدار منها.

و فی الوقت الذی توجد فیه عوامل تساعد فی بسط الرزق هناک عوامل أخرى تعطی مردودا معاکسا حیث تؤدی الى قلة الرزق، نشیر الى بعضها:

1. النیّة: و بطبعیة الحال للنیّة دور فی زیادة الرزق و تقلیله، فعن أمیر المؤمنین (ع) أنه قال: " رزق المرء على قدر نیته". [7] و مرداه علیه السلام ان الانسان کلما صلحت نیته ساعد ذلک فی بسط رزقه کمن ینوی التوسع على العیال و مساعدة المحتاجین و أما اذا کانت نیته التضییق علیهم فان الله تعالى یضیق علیه ایضا.

2. هناک بعض الاعمال و السلوکیات تؤثر سلبا على الرزق، من قبیل ما روی عن أمیر المؤمنین (ع) أنه قال: "   ترک نسج العنکبوت فی البیت یورث الفقر و البول فی الحمام یورث الفقر و الأکل على الجنابة یورث الفقر و التخلل بالطرفاء یورث الفقر و التمشط من قیام یورث الفقر و ترک القمامة فی البیت یورث الفقر و الیمین الفاجرة تورث الفقر و الزناء یورث الفقر، و إظهار الحرص یورث الفقر و النوم بین العشاءین یورث الفقر و النوم قبل طلوع الشمس یورث الفقر و اعتیاد الکذب یورث الفقر و کثرة الاستماع إلى الغناء تورث الفقر و رد السائل الذاکر باللیل یورث الفقر و ترک التقدیر فی المعیشة یورث الفقر و قطیعة الرحم تورث الفقر". [8]

و عن رسول الله (ص) أنه قال: عشرون خصلة تورث الفقر أوله القیام من الفراش للبول عریانا و الأکل جنبا و ترک غسل الیدین عند الأکل و إهانة الکسرة من الخبز و إحراق الثوم و البصل و القعود على أسکفة البیت و کنس البیت باللیل و بالثوب و غسل الأعضاء فی موضع الاستنجاء و مسح الأعضاء المغسولة بالمندیل و الکم و وضع القصاع و الأوانی غیر مغسولة و وضع أوانی الماء غیر مغطاة الرءوس و ترک بیوت العنکبوت فی المنزل و استخفاف الصلاة و تعجیل الخروج من المسجد و البکور إلى السوق و تأخیر الرجوع عنه إلى العشاء و شراء الخبز من الفقراء و اللعن على الأولاد و الکذب و خیاطة الثوب على البدن و إطفاء السراج بالنفس و فی خبر آخر و البول فی الحمام و الأکل على الجثا و التخلل بالطرفاء و النوم بین العشاءین و النوم قبل طلوع الشمس و رد السائل الذکر باللیل و کثرة الاستماع إلى الغناء و اعتیاد الکذب و ترک التقدیر فی المعیشة و التمشط من قیام و الیمین الفاجرة و قطیعة الرحم‏‏. [9]

و بطبیعة الحال لیس کل من وسع علیه رزقه المادی و البدنی کشف ذلک عن حبّ الله تعالى له و رضاه عنه، بل قد یکون ذلک من قبیل الاستدراج و التمادی فی الاثم، و هذا ما اشار الیه القرآن الکریم فی الآیة 178 من سورة آل عمران "وَ لا یَحْسَبَنَّ الَّذینَ کَفَرُوا أَنَّما نُمْلی‏ لَهُمْ خَیْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ إِنَّما نُمْلی‏ لَهُمْ لِیَزْدادُوا إِثْماً وَ لَهُمْ عَذابٌ مُهینٌ".

لمزید الاطلاع انظر: سؤال 8868 (الموقع: 8825) ، تقدیر الارزاق، و سؤال 2626 (الموقع: 4801) الدعاء لکسب و تحصیل الثروة.



[1] الکلینی، محمد بن یعقوب، الکافی، ج 5، ص 311، ح 29، دار الکتب الإسلامیة، طهران، 1365ش.

[2] الکافی، ج 2، ص 550، بَابُ الدُّعَاءِ لِلرِّزْقِ.

[3] المصدر، ص551، الحدیث4.

[4] نفس المصدر. ح3.

[5] الطوسی، محمد بن حسن، الاستبصار، ج 1، ص 350، ح 2، دار الکتب الإسلامیة، طهران، 1390ق.

[6] الصدوق، محمد بن علی، من لا یحضره الفقیه، ج 1، ص 474، ح 1371، انتشارات جماعه المدرسین، قم، 1413 ق.

[7] الآمدی، عبد الواحد، غرر الحکم، ص 399، نشر مکتب التبلیغ و الارشاد الاسلامی، قم، 1366ش.

[8] الطبرسی، علی بن حسن، مشکاة الأنوار، ج1، ص 128، المکتبة الحیدریة، النجف، 1385ق.

[9] المجلسی، محمد باقر، بحار الأنوار، ج 73، ص 314 ح1، مؤسسة الوفاء، بیروت، 1404 ق.

س ترجمات بلغات أخرى
التعليقات
عدد التعليقات 0
يرجى إدخال القيمة
مثال : Yourname@YourDomane.ext
يرجى إدخال القيمة
يرجى إدخال القيمة

أسئلة عشوائية

الأكثر مشاهدة

  • ما هي أحكام و شروط العقيقة و مستحباتها؟
    279435 العملیة 2012/08/13
    العقيقة هي الذبيحة التي تذبح عن المولود يوم أسبوعه، و الافضل ان تكون من الضأن، و يجزي البقر و الابل عنها. كذلك من الافضل تساوي جنس الحيوانات المذبوح مع المولود المعق عنه في الذكورة و الانوثة، و يجزي عدم المماثلة، و الافضل أيضاً أن تجتمع فيها شرائط ...
  • كيف تتم الإستخارة بالقرآن الكريم؟ و كيف ندرك مدلول الآيات أثناء الإستخارة؟
    257246 التفسیر 2015/05/04
    1. من أشهر الإستخارات الرائجة في الوسط المتشرعي الإستخارة بالقرآن الكريم، و التي تتم بطرق مختلفة، منها: الطريقة الأولى: إِذا أَردت أَنْ تَتَفَأَّلَ بكتاب اللَّه عزَّ و جلَّ فاقرأْ سورةَ الإِخلاص ثلاث مرَّاتٍ ثمَّ صلِّ على النَّبيِّ و آله ثلاثاً ثمَّ قل: "اللَّهُمَّ تفأَّلتُ بكتابكَ و توكّلتُ عليكَ ...
  • ماهي أسباب سوء الظن؟ و ما هي طرق علاجه؟
    128142 العملیة 2012/03/12
    يطلق في تعاليمنا الدينية علی الشخص الذي يظن بالآخرين سوءً، سيء الظن، و من هنا نحاول دراسة هذه الصفه بما جاء في النصوص الإسلامية. فسوء الظن و سوء التخيّل بمعنى الخيال و الفكر السيء نسبة لشخص ما. و بعبارة أخرى، سيء الظن، هو الإنسان الذي يتخيّل و ...
  • كم مرّة ورد إسم النبي (ص) في القرآن؟ و ما هو السبب؟
    113244 علوم القرآن 2012/03/12
    ورد إسم النبي محمد (ص) أربع مرّات في القرآن الکریم، و في السور الآتية: 1ـ آل عمران، الآية 144: "وَ مَا محُمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلىَ أَعْقَابِكُمْ وَ مَن يَنقَلِبْ عَلىَ‏ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضرُّ اللَّهَ ...
  • ما الحكمة من وجود العادة الشهرية عند النساء؟
    88997 التفسیر 2012/05/15
    إن منشأ دم الحيض مرتبط باحتقان عروق الرحم و تقشّر مخاطه ما يؤدي إلى نزيف الدم. إن نزيف دم الحيض و العادة النسوية مقتضى عمل أجهزة المرأة السالمة، و إن خروجه بالرغم من الألم و الأذى و المعاناة التي تعاني منها المرأة يمثل أحد ألطاف الله الرحيم ...
  • هل يستر الله ذنوب عباده عن أبصار الآخرين يوم القيامة كما يستر عيوب و معاصي عباده في الدنيا، فيما لو ندم المرء عن ذنبه و تاب عنه؟
    59835 الکلام القدیم 2012/09/20
    ما تؤكده علينا التعاليم الدينية دائماً أن الله "ستار العيوب"، أي يستر العيب و يخفيه عن أنظار الآخرين. و المراد من العيوب هنا الذنوب و الخطايا التي تصدر من العباد. روي عن النبي محمد (ص) أنه قال: " سألت الله أن يجعل حساب أمتي إليّ لئلا تفتضح ...
  • ما هو النسناس و أي موجود هو؟
    59551 الکلام القدیم 2012/11/17
    لقد عرف "النسناس" بتعاريف مختلفة و نظراً إلى ما في بعض الروايات، فهي موجودات كانت قبل خلقة آدم (ع). نعم، بناء على مجموعة أخرى من الروايات، هم مجموعة من البشر عدّوا من مصاديق النسناس بسبب كثرة ذنوبهم و تقوية الجانب الحيواني فيهم و إبتعادهم عن ...
  • لماذا يستجاب الدعاء أكثر عند نزول المطر؟
    56855 الفلسفة الاخلاق 2012/05/17
    وقت نزول الأمطار من الأزمنة التي يوصى عندها بالدعاء، أما الدليل العام على ذلك فهو كما جاء في الآيات و الروايات، حيث يمكن اعتبار المطر مظهراً من مظاهر الرحمة الإلهية فوقت نزوله يُعتبر من أوقات فتح أبواب الرحمة، فلذلك يزداد الأمل باستجابة الدعاء حینئذ. ...
  • ما هو الذنب الذي ارتكبه النبي يونس؟ أ ليس الانبياء مصونين عن الخطأ و المعصية؟
    49735 التفسیر 2012/11/17
    عاش يونس (ع) بين قومه سنين طويلة في منطقة يقال لها الموصل من ارض العراق، و لبث في قومه داعيا لهم الى الايمان بالله، الا أن مساعيه التبليغية و الارشادة واجهت عناداً و ردت فعل عنيفة من قبل قومه فلم يؤمن بدعوته الا رجلان من قومه طوال ...
  • ما هي آثار القناعة في الحياة و كيف نميز بينها و بين البخل في الحياة؟
    47165 العملیة 2012/09/13
    القناعة في اللغة بمعنى الاكتفاء بالمقدار القليل من اللوازم و الاحتياجات و رضا الإنسان بنصيبه. و في الروايات أحيانا جاء لفظ القناعة تعبيرا عن مطلق الرضا. أما بالنسبة إلى الفرق بين القناعة و البخل نقول: إن محل القناعة، في الأخلاق الفردية، و هي ترتبط بالاستخدام المقتَصَد لإمكانات ...