بحث متقدم
الزيارة
10440
محدثة عن: 2012/05/17
خلاصة السؤال
قتلت حمامة في حالة غضب من غير عمد، فما حكمه؟
السؤال
قتلت حمامة وانا في حالة غضب من غير عمد، و أنا الآن متألم جداً و أشعر بتأنيب ضمير. فما حكمه؟ و ما العمل للخلاص من تأنيب الضمير؟
الجواب الإجمالي

نهی الإسلام عن إیذاء الحيوانات و قتلها بلا سبب یبیح ذلک (خصوصاً الأليفة منها و غير المؤذية)، و هذا العمل يعتبر من أقذر الذنوب حسب تعبیر الروایة.

لذلك نوصيك بالتوبة و طلب المغفرة من الله سبحانه. أما هل يحتاج هذا العمل إلى كفاره أم لا؟

يجب القول، بأن الكفاره هنا غير واجبة، و لكن من الأفضل دفع مقدار من الصدقة عن قتل الحمامة.

الجواب التفصيلي

نهی الإسلام عن أذية الحيوانات و قتلها بلا سبب یبیح ذلک (خصوصاً الأليفة منها و غير المؤذية). و قد عدّ هذا الفعل في رواية للإمام الصادق (ع) من أقذر الذنوب.[1]

و قد أجاب آية الله الشيخ مهدي هادوي الطهراني (دامت بركاته) عن سؤال مشابه بقوله:

لا يجوز أذى الحيوانات التي لا يضرّ وجودها بالإنسان، أما الحيوانات المؤذية و المضرة، فحرمة أذيتها لا يخلو من وجه و إن جاز قتلها.[2]

على كل حال، فندمك على هذا العمل دليل صفاء الروح. و من الطبيعي يجب عليك التوبة و طلب المغفرة من الله تعالى، أما ما يتعلق بوجوب الكفّاره على هذا العمل أو عدم وجوبها، فنجلب انتباهك إلى حديث في هذا المجال: عن أَبِي حمزةَ قال: كان لابن ابنتي حماماتٌ فذبحتهُنَّ غضباً ثمَّ خرجتُ إِلى مكَّةَ فدخلتُ على أَبِي جعفرٍ (ع) فأَخبرتهُ و حدَّثْتُهُ أَنِّي ذبحتُهُنَّ. فقال: بِئْسَ ما صنعتَ... فتصَدَّقْ عن كلِّ واحدةٍ منهُنَّ ديناراً فإِنَّكَ قتلتهُنَّ غضباً.[3]

و قد حمل العلماء كالمرحوم المجلسي و صاحب وسائل الشيعة الأمر بدفع الصدقة في هذا الحديث على الإستحباب.[4] فحتى مع عدم وجوب الكفارة هنا، الا انه من الأفضل دفع مقدار من الصدقة عن قتل الحمّام.

أخيراً نجلب انتباهكم لإستفتاءين في نفس هذا الموضوع:

س: قتل الحيوانات الأهلية كالهرة، و بشكل بشع بحيث تحبس في غرفة و تضرب ضرباً مبرحّا حتى الموت أو قتل طير كالحمام أو الكبك الأهلي بفصل رأسه عن جسده في حالة الغضب، هل يستوجبان دفع الصدقة أو الدية مثلاً أم لا؟

ج: لا دية عليها، لكن مثل هذا الأذى بالحيوان، ظلم و جزاؤه العذاب الأخروي.[5]

س: كيف يمكن تلافي بعض الذنوب و جبرانها، كأذية الحيوانات أو قتلها؟ فهل تغتفر بالتوبة أم لا؟

ج: إذا تاب الشخص عن ذنوبه يُغفر له، لكن إذا ضيّع أموال الآخرين يجب إرضاء صاحب المال و إرجاع حقه إليه و طلب إبراء الذمة منه، و الله لعالم.[6]

 


[1]  الشيخ الحر العاملي، وسائل الشيعة، ج 12، ص 5، ح 15494، مؤسسة آل البيت، قم، 1409 ه ق.

[2]  مقتبس من جواب السؤال 6826 (الموقع: 7146).

[3]  الشيخ الحر العاملي، وسائل الشيعة، ج 11، ص 521، ح 15431، مؤسسة آل البيت، قم، 1409 ه ق.

[4]  نفس المصدر، المجلسي، محمد باقر، بحار الأنوار، ج 62، ص 15، مؤسسة الوفاء بيروت، 1404 ه ق.

[5]  الگلپايگاني، سيد محمد رضا الموسوي، مجمع المسائل، ج 3، ص 278، دار القرآن الكريم، قم ـ ايران، ثاني، 1409 ه ق.

[6]  التبريزي، جواد، الإستفتاءات الجديدة، ج 2، ص 227، قم ـ ايران، الأول، ه ق.

 

 

س ترجمات بلغات أخرى
التعليقات
عدد التعليقات 0
يرجى إدخال القيمة
مثال : Yourname@YourDomane.ext
يرجى إدخال القيمة
يرجى إدخال القيمة

أسئلة عشوائية

الأكثر مشاهدة

  • ما هي أحكام و شروط العقيقة و مستحباتها؟
    279433 العملیة 2012/08/13
    العقيقة هي الذبيحة التي تذبح عن المولود يوم أسبوعه، و الافضل ان تكون من الضأن، و يجزي البقر و الابل عنها. كذلك من الافضل تساوي جنس الحيوانات المذبوح مع المولود المعق عنه في الذكورة و الانوثة، و يجزي عدم المماثلة، و الافضل أيضاً أن تجتمع فيها شرائط ...
  • كيف تتم الإستخارة بالقرآن الكريم؟ و كيف ندرك مدلول الآيات أثناء الإستخارة؟
    257223 التفسیر 2015/05/04
    1. من أشهر الإستخارات الرائجة في الوسط المتشرعي الإستخارة بالقرآن الكريم، و التي تتم بطرق مختلفة، منها: الطريقة الأولى: إِذا أَردت أَنْ تَتَفَأَّلَ بكتاب اللَّه عزَّ و جلَّ فاقرأْ سورةَ الإِخلاص ثلاث مرَّاتٍ ثمَّ صلِّ على النَّبيِّ و آله ثلاثاً ثمَّ قل: "اللَّهُمَّ تفأَّلتُ بكتابكَ و توكّلتُ عليكَ ...
  • ماهي أسباب سوء الظن؟ و ما هي طرق علاجه؟
    128134 العملیة 2012/03/12
    يطلق في تعاليمنا الدينية علی الشخص الذي يظن بالآخرين سوءً، سيء الظن، و من هنا نحاول دراسة هذه الصفه بما جاء في النصوص الإسلامية. فسوء الظن و سوء التخيّل بمعنى الخيال و الفكر السيء نسبة لشخص ما. و بعبارة أخرى، سيء الظن، هو الإنسان الذي يتخيّل و ...
  • كم مرّة ورد إسم النبي (ص) في القرآن؟ و ما هو السبب؟
    113233 علوم القرآن 2012/03/12
    ورد إسم النبي محمد (ص) أربع مرّات في القرآن الکریم، و في السور الآتية: 1ـ آل عمران، الآية 144: "وَ مَا محُمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلىَ أَعْقَابِكُمْ وَ مَن يَنقَلِبْ عَلىَ‏ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضرُّ اللَّهَ ...
  • ما الحكمة من وجود العادة الشهرية عند النساء؟
    88989 التفسیر 2012/05/15
    إن منشأ دم الحيض مرتبط باحتقان عروق الرحم و تقشّر مخاطه ما يؤدي إلى نزيف الدم. إن نزيف دم الحيض و العادة النسوية مقتضى عمل أجهزة المرأة السالمة، و إن خروجه بالرغم من الألم و الأذى و المعاناة التي تعاني منها المرأة يمثل أحد ألطاف الله الرحيم ...
  • هل يستر الله ذنوب عباده عن أبصار الآخرين يوم القيامة كما يستر عيوب و معاصي عباده في الدنيا، فيما لو ندم المرء عن ذنبه و تاب عنه؟
    59831 الکلام القدیم 2012/09/20
    ما تؤكده علينا التعاليم الدينية دائماً أن الله "ستار العيوب"، أي يستر العيب و يخفيه عن أنظار الآخرين. و المراد من العيوب هنا الذنوب و الخطايا التي تصدر من العباد. روي عن النبي محمد (ص) أنه قال: " سألت الله أن يجعل حساب أمتي إليّ لئلا تفتضح ...
  • ما هو النسناس و أي موجود هو؟
    59545 الکلام القدیم 2012/11/17
    لقد عرف "النسناس" بتعاريف مختلفة و نظراً إلى ما في بعض الروايات، فهي موجودات كانت قبل خلقة آدم (ع). نعم، بناء على مجموعة أخرى من الروايات، هم مجموعة من البشر عدّوا من مصاديق النسناس بسبب كثرة ذنوبهم و تقوية الجانب الحيواني فيهم و إبتعادهم عن ...
  • لماذا يستجاب الدعاء أكثر عند نزول المطر؟
    56852 الفلسفة الاخلاق 2012/05/17
    وقت نزول الأمطار من الأزمنة التي يوصى عندها بالدعاء، أما الدليل العام على ذلك فهو كما جاء في الآيات و الروايات، حيث يمكن اعتبار المطر مظهراً من مظاهر الرحمة الإلهية فوقت نزوله يُعتبر من أوقات فتح أبواب الرحمة، فلذلك يزداد الأمل باستجابة الدعاء حینئذ. ...
  • ما هو الذنب الذي ارتكبه النبي يونس؟ أ ليس الانبياء مصونين عن الخطأ و المعصية؟
    49722 التفسیر 2012/11/17
    عاش يونس (ع) بين قومه سنين طويلة في منطقة يقال لها الموصل من ارض العراق، و لبث في قومه داعيا لهم الى الايمان بالله، الا أن مساعيه التبليغية و الارشادة واجهت عناداً و ردت فعل عنيفة من قبل قومه فلم يؤمن بدعوته الا رجلان من قومه طوال ...
  • ما هي آثار القناعة في الحياة و كيف نميز بينها و بين البخل في الحياة؟
    47161 العملیة 2012/09/13
    القناعة في اللغة بمعنى الاكتفاء بالمقدار القليل من اللوازم و الاحتياجات و رضا الإنسان بنصيبه. و في الروايات أحيانا جاء لفظ القناعة تعبيرا عن مطلق الرضا. أما بالنسبة إلى الفرق بين القناعة و البخل نقول: إن محل القناعة، في الأخلاق الفردية، و هي ترتبط بالاستخدام المقتَصَد لإمكانات ...