بحث متقدم
الزيارة
5340
محدثة عن: 2010/09/28
خلاصة السؤال
کیف یمکن إثبات صفة الغنى لله تعالى عقلاً؟
السؤال
کیف یمکن اثبات صفة الغنى لله تعالى عقلاً؟
الجواب الإجمالي
لایوجد جواب الجمالی لهذا السؤال، النقر الجواب التفصیلی.
الجواب التفصيلي

قال تعالى فی کتاب الکریم: " یا أَیُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَراءُ إِلَى اللَّهِ وَ اللَّهُ هُوَ الْغَنِیُّ الْحَمید".[1]

صفة الغنى و عدم الحاجة من جملة الصفات الثبوتیة لله تعالى. و إن إثبات صفات الله انما یتم عادة بعد اثبات وجوده تعالى. فصفة الغنى بمعنى عدم الحاجة هی الاخرى تتم بعد إثبات وجوده تعالى و إثبات کونه واحداً مستغنیاً عن العلة. ونحن هنا نکتفی ببرهان الوجوب والامکان الذی یعود نوعاً ما الى الغنى و عدم الحاجة فی الله تعالى، فنقول:

اذا کان الغنى بمعنى عدم الحاجة فی أصل الوجود و بهذا المعنى نرید إثبات وجود الله تعالى، فیمکن تقریر برهان الوجوب والامکان بالنحو التالی:

برهان الوجوب و الامکان (الفقر والغنى)

إنّ جمیع الموجودات التی نراها فی هذا العالم کانت کلّها ذات یوم «عدما»، ثمّ اکتست بلباس الوجود، أو بتعبیر أدقّ: کان یوم لم تکن شیئا فیه، ثمّ صارت وجوداً، و هذا بحدّ ذاته دلیل على أنّها معلولة فی وجودها لوجود آخر، و لیس لها وجود من ذاتها.

و نعلم بأنّ أی وجود معلول، مرتبط و قائم بعلّته و کلّه احتیاج، و إذا کانت تلک (العلّة) أیضا معلولة لعلّة أخرى فإنّها بدورها ستکون محتاجة، و لو تسلسل هذا الأمر إلى ما لا نهایة فسوف تکون الحصیلة مجموعة من الموجودات المحتاجة الفقیرة، و بدیهی أنّ مجموعة کهذه لن یکون لها وجود أبداً، لأنّ منتهى الاحتیاج إحتیاج، و منتهى الفقر فقر، و ما لا نهایة له من الأصفار لا یمکن أن یحصل منه أی عدد، کما أنّه ممّا لا نهایة له من المرتبطات بغیرها لا تنتج أی حالة استقلال.

من هنا نستنتج أنّنا فی النهایة یجب أن نصل إلى وجود قائم بذاته، و مستقل من جمیع النواحی، و هو علّة لا معلول، و هو واجب الوجود.[2]

وقد بین العلامة الطباطبائی هذا الغنى و احتیاج الغیر الیه بالنحو التالی: أنه تعالى مبدئ کل خلق و معطی کل کمال فهو واجد لکل ما یحتاج إلیه الأشیاء فهو غنی على الإطلاق إذ لو لم یکن غنیاً من جهة من الجهات لم یکن مبدئا له معطیاً لکماله، هذا خلف.[3]



[1] فاطر،15.

[2] الشیخ ناصر مکارم الشیرازی، الأمثل فی تفسیر کتاب الله المنزل، ج‏14، ص55، نشر مدرسة الامام علی بن ابی طالب(ع)، 1421 هـ، الطبعة الاولى، قم.

[3] العلامة الطباطبائی، محمد حسین، المیزان فی تفسیر القرآن، ج‏16، ص 23، دفتر النشر الاسلامی التابع لجامعة مدرسی الحوزة العلمیة فی قم المقدسة، سنة 1417 ق، الطبعة الخامسة.

س ترجمات بلغات أخرى
التعليقات
عدد التعليقات 0
يرجى إدخال القيمة
مثال : Yourname@YourDomane.ext
يرجى إدخال القيمة
يرجى إدخال القيمة

أسئلة عشوائية

الأكثر مشاهدة

  • ما هي أحكام و شروط العقيقة و مستحباتها؟
    279458 العملیة 2012/08/13
    العقيقة هي الذبيحة التي تذبح عن المولود يوم أسبوعه، و الافضل ان تكون من الضأن، و يجزي البقر و الابل عنها. كذلك من الافضل تساوي جنس الحيوانات المذبوح مع المولود المعق عنه في الذكورة و الانوثة، و يجزي عدم المماثلة، و الافضل أيضاً أن تجتمع فيها شرائط ...
  • كيف تتم الإستخارة بالقرآن الكريم؟ و كيف ندرك مدلول الآيات أثناء الإستخارة؟
    257317 التفسیر 2015/05/04
    1. من أشهر الإستخارات الرائجة في الوسط المتشرعي الإستخارة بالقرآن الكريم، و التي تتم بطرق مختلفة، منها: الطريقة الأولى: إِذا أَردت أَنْ تَتَفَأَّلَ بكتاب اللَّه عزَّ و جلَّ فاقرأْ سورةَ الإِخلاص ثلاث مرَّاتٍ ثمَّ صلِّ على النَّبيِّ و آله ثلاثاً ثمَّ قل: "اللَّهُمَّ تفأَّلتُ بكتابكَ و توكّلتُ عليكَ ...
  • ماهي أسباب سوء الظن؟ و ما هي طرق علاجه؟
    128187 العملیة 2012/03/12
    يطلق في تعاليمنا الدينية علی الشخص الذي يظن بالآخرين سوءً، سيء الظن، و من هنا نحاول دراسة هذه الصفه بما جاء في النصوص الإسلامية. فسوء الظن و سوء التخيّل بمعنى الخيال و الفكر السيء نسبة لشخص ما. و بعبارة أخرى، سيء الظن، هو الإنسان الذي يتخيّل و ...
  • كم مرّة ورد إسم النبي (ص) في القرآن؟ و ما هو السبب؟
    113302 علوم القرآن 2012/03/12
    ورد إسم النبي محمد (ص) أربع مرّات في القرآن الکریم، و في السور الآتية: 1ـ آل عمران، الآية 144: "وَ مَا محُمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلىَ أَعْقَابِكُمْ وَ مَن يَنقَلِبْ عَلىَ‏ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضرُّ اللَّهَ ...
  • ما الحكمة من وجود العادة الشهرية عند النساء؟
    89018 التفسیر 2012/05/15
    إن منشأ دم الحيض مرتبط باحتقان عروق الرحم و تقشّر مخاطه ما يؤدي إلى نزيف الدم. إن نزيف دم الحيض و العادة النسوية مقتضى عمل أجهزة المرأة السالمة، و إن خروجه بالرغم من الألم و الأذى و المعاناة التي تعاني منها المرأة يمثل أحد ألطاف الله الرحيم ...
  • هل يستر الله ذنوب عباده عن أبصار الآخرين يوم القيامة كما يستر عيوب و معاصي عباده في الدنيا، فيما لو ندم المرء عن ذنبه و تاب عنه؟
    59870 الکلام القدیم 2012/09/20
    ما تؤكده علينا التعاليم الدينية دائماً أن الله "ستار العيوب"، أي يستر العيب و يخفيه عن أنظار الآخرين. و المراد من العيوب هنا الذنوب و الخطايا التي تصدر من العباد. روي عن النبي محمد (ص) أنه قال: " سألت الله أن يجعل حساب أمتي إليّ لئلا تفتضح ...
  • ما هو النسناس و أي موجود هو؟
    59578 الکلام القدیم 2012/11/17
    لقد عرف "النسناس" بتعاريف مختلفة و نظراً إلى ما في بعض الروايات، فهي موجودات كانت قبل خلقة آدم (ع). نعم، بناء على مجموعة أخرى من الروايات، هم مجموعة من البشر عدّوا من مصاديق النسناس بسبب كثرة ذنوبهم و تقوية الجانب الحيواني فيهم و إبتعادهم عن ...
  • لماذا يستجاب الدعاء أكثر عند نزول المطر؟
    56877 الفلسفة الاخلاق 2012/05/17
    وقت نزول الأمطار من الأزمنة التي يوصى عندها بالدعاء، أما الدليل العام على ذلك فهو كما جاء في الآيات و الروايات، حيث يمكن اعتبار المطر مظهراً من مظاهر الرحمة الإلهية فوقت نزوله يُعتبر من أوقات فتح أبواب الرحمة، فلذلك يزداد الأمل باستجابة الدعاء حینئذ. ...
  • ما هو الذنب الذي ارتكبه النبي يونس؟ أ ليس الانبياء مصونين عن الخطأ و المعصية؟
    49809 التفسیر 2012/11/17
    عاش يونس (ع) بين قومه سنين طويلة في منطقة يقال لها الموصل من ارض العراق، و لبث في قومه داعيا لهم الى الايمان بالله، الا أن مساعيه التبليغية و الارشادة واجهت عناداً و ردت فعل عنيفة من قبل قومه فلم يؤمن بدعوته الا رجلان من قومه طوال ...
  • ما هي آثار القناعة في الحياة و كيف نميز بينها و بين البخل في الحياة؟
    47184 العملیة 2012/09/13
    القناعة في اللغة بمعنى الاكتفاء بالمقدار القليل من اللوازم و الاحتياجات و رضا الإنسان بنصيبه. و في الروايات أحيانا جاء لفظ القناعة تعبيرا عن مطلق الرضا. أما بالنسبة إلى الفرق بين القناعة و البخل نقول: إن محل القناعة، في الأخلاق الفردية، و هي ترتبط بالاستخدام المقتَصَد لإمكانات ...