بحث متقدم
الزيارة
7521
محدثة عن: 2009/10/28
خلاصة السؤال
هل أن النبی عیسی بشّر بمجیء النبی محمد (ص)، و هل انه قال کل من آمن بی دخل الجنة أو ان الانجیل محرف؟
السؤال
ورد فی سورة الصف الآیة 6 أن النبی عیسی (ع) برسول اسمه أحمد و له کتاب مقدّس. و سؤالی هو انه لماذا لا یعتقد المسیحیون بذلک؟ و لماذا قال النبی عیسی (ع) فی الانجیل: آمنوا بی فقط فکل من آمن بی دخل الجنة؟ فهل ان الانجیل محرف؟
الجواب الإجمالي

صرّح القرآن الکریم أن النبی عیسی(ع) بشّر بمجیء نبی من بعده اسمه أحمد. و لکن هل أن هذه البشارة کانت موجودة فی نفس کتاب الانجیل أو فی موضع آخر، ففیه بحث.

و لاحظ فی هذا المجال موضوع: بشارة مجیء النبی محمد(ص) فی الانجیل، السؤال 2924 (الموقع 3129) و اما الذین کانوا قد آمنوا حقاً فی ذلک الزمان بالنبی عیسی (ع) و عملوا بجمیع تعالیمه فإنهم یدخلون الجنة یقیناً، و بالطبع فإنه یجب الالتفات الی أن الایمان الکامل و الحقیقی بالنبی عیسی (ع) معناه الایمان بجمیع تعالیمه و أوامره التی أبلغها للناس أداءً لرسالته و منها البشارة بمجیء نبی اسمه "أحمد" الذی هو نبی الإسلام.

و حول الانجیل ینبغی أن نعلم أولاً: أن ما هو موجود الیوم باسم الانجیل لیس هو انجیل عصر النبی عیسی (ع) الذی هو وحی الهی. بل هو مؤلف من الکتب التی دونها أنصاره أو ممن جاء بعدهم. و ثانیاً: وقعت تحریفات واضحة جداً لا یمکن انکارها فی نفس هذا الانجیل الموجود.

الجواب التفصيلي

یقول القرآن الکریم "و اذ قال عیسی بن مریم یا بنی اسرائیل إنی رسول الله الیکم مصدّقاً لما بین یدی من التوراة و مبشّراً برسول یأتی من بعدی اسمه أحمد فلما جاءهم بالبیّنات قالوا هذا سحر مبین". [1]

و بناء علی هذا فلم یکن عیسی (ع) هو آخر نبی بل کان واسطة بین نبیّین، و انه ربط نبوة النبی موسی (ع) و کتابه بنبوّة نبی الإسلام و کتابه، و لیس هناک تناقض بین الرسالات و القیادات الإلهیة بل أن أحدهما یکمّل الآخر. [2]

کما أن النبی عیسی المسیح (ع) أیضاً لم یکن یدّعی سوی الرسالة الإلهیة فی تلک المرحلة الخاصة من الزمان.

و اما ان بشارة النبی عیسی (ع) بمجیء رسول الإسلام الأکرم (ص) کانت موجودة فی نفس کتاب الانجیل الحالی أو فی انجیل عصره أو فی موضع آخر، فإنه یجب أن یبحث ذلک فی محلّه.

و لاحظ فی هذا المجال موضوع: البشارة بمجیء النبی محمد (ص) فی الانجیل، السؤال 2924 (الموقع: ) و لا شک فی أن الکتاب المتداول الیوم فی أیدی المسیحیّین باسم الانجیل، لیس هو من قبیل الکتب المنزلة علی أنبیاء الله العظام فمطالعة اجمالیة للأناجیل الموجودة توضح أن هذا الکتاب عبارة عن مجموعة من الامور التی جمعت و اُلفت من قبل أنصاره أو الذین جاءوا من بعدهم و قد نقلت جزء من تعالیم النبی عیسی (ع) و قسم من مضامین الکتب السماویة من خلال أقوال اتباعهم الی هذه الکتب.

و ینطبق نفس هذا الکلام فی مورد التوراة أیضاً.

و لهذا السبب لا یمکن قبول جمیع ما ورد فی العهد القدیم (التوراة و الکتب التابعة لها) و العهد الجدید (الانجیل و الکتب التابعة له) و لا یمکن انکار جمیعها، بل هی خلیط من تعالیم هذین النبییّن العظیمین، مع افکار و آراء آخرین.

و بناء علی هذا فإذا لم یوجد فی کتب الانجیل الحالیة بشارة بظهور نبی الإسلام(ص)، فلیس هذا دلیلاً علی عدم وجودها فی الانجیل الأول و فی تعالیم النبی عیسی(ع)، و اضافة الی ذلک فقد ورد فی نفس هذه الأناجیل الموجودة أیضاً عبارات کثیرة تبشر بظهور عظیم لا تنطبق أوصافه الا علی الإسلام و علی نبی الإسلام.

و لکن و کما یعترف المطّلعون علی المسیحیة فإن تمییز و مضامین إنجیل عیسی(ع) أو أقواله عن غیرها مما أضافه الآخرون، لا یمکن علی أساس المصادر المسیحیة، و لا وسیلة لذلک الّا الرجوع الی القرآن (المهیمن) علی الکتب الإلهیة. [3]

و اما هذه العبارة و هی أن عیسی (ع) قال فی الانجیل: آمنوا بی فقط لکی تدخلوا الجنة، فینبغی الالتفات الی ان کل نبی مأمور بدعوة أهل عصره الی الدین الذی جاء به من قبل الله لهدایة أهل عصره، و لذلک یجب أن یضمن أجرهم و ثوابهم المعنوی.

و إضافة الی ذلک فإن معنی مثل هذا الکلام هو أن الذین کانوا قد آمنوا فی زمن النبی عیسی (ع) به ایماناً حقیقیّاً و عملوا بجمیع تعالیمه، فإنهم یدخلون الجنة، و لا شک فی أن الایمان الکامل و الحقیقی بالنبی عیسی (ع) معناه الایمان بجمیع تعالیمه و أوامره التی أبلغها للناس أداء لرسالته، و منها البشارة بمجیء نبی إسمه "أحمد" و هو نبی الإسلام (ص).

و بناء علی هذا فالذین یؤمنون بجمیع أقوال النبی عیسی و خصوصاً بشارته بمجیء نبی إسمه أحمد و معجزته القرآن (و هو القرآن المصون من التحریف)، فإنه یجب علیهم فی هذا الزمان أن یؤمنوا بتعالیم الإسلام و یطیعوها.

و للإطلاع أکثر یراجع:

1. موضوع: انجیل عصر النبی، السؤال رقم 5223 (الموقع: 5621) .

2. موضوع: عدم تحریف القرآن، السؤال رقم 1575 (الموقع: 2591) .



[1] الصف، 6.

[2] تفسیر الهدایة، ج 15، ص 379.

[3] اقتباس من السؤال رقم 5223 (الموقع: 5621) موضوع: انجیل عصر النبی.

س ترجمات بلغات أخرى
التعليقات
عدد التعليقات 0
يرجى إدخال القيمة
مثال : Yourname@YourDomane.ext
يرجى إدخال القيمة
يرجى إدخال القيمة

أسئلة عشوائية

الأكثر مشاهدة

  • ما هي أحكام و شروط العقيقة و مستحباتها؟
    279435 العملیة 2012/08/13
    العقيقة هي الذبيحة التي تذبح عن المولود يوم أسبوعه، و الافضل ان تكون من الضأن، و يجزي البقر و الابل عنها. كذلك من الافضل تساوي جنس الحيوانات المذبوح مع المولود المعق عنه في الذكورة و الانوثة، و يجزي عدم المماثلة، و الافضل أيضاً أن تجتمع فيها شرائط ...
  • كيف تتم الإستخارة بالقرآن الكريم؟ و كيف ندرك مدلول الآيات أثناء الإستخارة؟
    257239 التفسیر 2015/05/04
    1. من أشهر الإستخارات الرائجة في الوسط المتشرعي الإستخارة بالقرآن الكريم، و التي تتم بطرق مختلفة، منها: الطريقة الأولى: إِذا أَردت أَنْ تَتَفَأَّلَ بكتاب اللَّه عزَّ و جلَّ فاقرأْ سورةَ الإِخلاص ثلاث مرَّاتٍ ثمَّ صلِّ على النَّبيِّ و آله ثلاثاً ثمَّ قل: "اللَّهُمَّ تفأَّلتُ بكتابكَ و توكّلتُ عليكَ ...
  • ماهي أسباب سوء الظن؟ و ما هي طرق علاجه؟
    128140 العملیة 2012/03/12
    يطلق في تعاليمنا الدينية علی الشخص الذي يظن بالآخرين سوءً، سيء الظن، و من هنا نحاول دراسة هذه الصفه بما جاء في النصوص الإسلامية. فسوء الظن و سوء التخيّل بمعنى الخيال و الفكر السيء نسبة لشخص ما. و بعبارة أخرى، سيء الظن، هو الإنسان الذي يتخيّل و ...
  • كم مرّة ورد إسم النبي (ص) في القرآن؟ و ما هو السبب؟
    113243 علوم القرآن 2012/03/12
    ورد إسم النبي محمد (ص) أربع مرّات في القرآن الکریم، و في السور الآتية: 1ـ آل عمران، الآية 144: "وَ مَا محُمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلىَ أَعْقَابِكُمْ وَ مَن يَنقَلِبْ عَلىَ‏ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضرُّ اللَّهَ ...
  • ما الحكمة من وجود العادة الشهرية عند النساء؟
    88996 التفسیر 2012/05/15
    إن منشأ دم الحيض مرتبط باحتقان عروق الرحم و تقشّر مخاطه ما يؤدي إلى نزيف الدم. إن نزيف دم الحيض و العادة النسوية مقتضى عمل أجهزة المرأة السالمة، و إن خروجه بالرغم من الألم و الأذى و المعاناة التي تعاني منها المرأة يمثل أحد ألطاف الله الرحيم ...
  • هل يستر الله ذنوب عباده عن أبصار الآخرين يوم القيامة كما يستر عيوب و معاصي عباده في الدنيا، فيما لو ندم المرء عن ذنبه و تاب عنه؟
    59835 الکلام القدیم 2012/09/20
    ما تؤكده علينا التعاليم الدينية دائماً أن الله "ستار العيوب"، أي يستر العيب و يخفيه عن أنظار الآخرين. و المراد من العيوب هنا الذنوب و الخطايا التي تصدر من العباد. روي عن النبي محمد (ص) أنه قال: " سألت الله أن يجعل حساب أمتي إليّ لئلا تفتضح ...
  • ما هو النسناس و أي موجود هو؟
    59550 الکلام القدیم 2012/11/17
    لقد عرف "النسناس" بتعاريف مختلفة و نظراً إلى ما في بعض الروايات، فهي موجودات كانت قبل خلقة آدم (ع). نعم، بناء على مجموعة أخرى من الروايات، هم مجموعة من البشر عدّوا من مصاديق النسناس بسبب كثرة ذنوبهم و تقوية الجانب الحيواني فيهم و إبتعادهم عن ...
  • لماذا يستجاب الدعاء أكثر عند نزول المطر؟
    56854 الفلسفة الاخلاق 2012/05/17
    وقت نزول الأمطار من الأزمنة التي يوصى عندها بالدعاء، أما الدليل العام على ذلك فهو كما جاء في الآيات و الروايات، حيث يمكن اعتبار المطر مظهراً من مظاهر الرحمة الإلهية فوقت نزوله يُعتبر من أوقات فتح أبواب الرحمة، فلذلك يزداد الأمل باستجابة الدعاء حینئذ. ...
  • ما هو الذنب الذي ارتكبه النبي يونس؟ أ ليس الانبياء مصونين عن الخطأ و المعصية؟
    49729 التفسیر 2012/11/17
    عاش يونس (ع) بين قومه سنين طويلة في منطقة يقال لها الموصل من ارض العراق، و لبث في قومه داعيا لهم الى الايمان بالله، الا أن مساعيه التبليغية و الارشادة واجهت عناداً و ردت فعل عنيفة من قبل قومه فلم يؤمن بدعوته الا رجلان من قومه طوال ...
  • ما هي آثار القناعة في الحياة و كيف نميز بينها و بين البخل في الحياة؟
    47164 العملیة 2012/09/13
    القناعة في اللغة بمعنى الاكتفاء بالمقدار القليل من اللوازم و الاحتياجات و رضا الإنسان بنصيبه. و في الروايات أحيانا جاء لفظ القناعة تعبيرا عن مطلق الرضا. أما بالنسبة إلى الفرق بين القناعة و البخل نقول: إن محل القناعة، في الأخلاق الفردية، و هي ترتبط بالاستخدام المقتَصَد لإمكانات ...