بحث متقدم
الزيارة
5143
محدثة عن: 2009/05/11
خلاصة السؤال
هل يحق للأب اشتراط زواج بنته من شخص معين كالمنتمي إلى الرسول الأكرم (السادة)؟
السؤال
تقدمت منذ سبع سنين لخطبة إحدى البنات من أرحامنا، إلا أنني جوبهت بممانعة من الأب حيث يصاب بحالة غير طبيعة عند سماع خطبة بناته – بسبب ما تعرض له من جراحات إثناء الحرب- و لما تعوزه الحيلة و المبرر المنطقي للإمتناع تراه يشترط كون المتقدم لخطبة بناته سيّداً وفاءّ لنذر كان قد نذره مسبقاً. من هنا أسأل: هل يحق للأب اشتراط زواج بنته من شخص معيّن كالمنتمي إلى الرسول الأكرم (السادة)؟ و هل الشرع يبيح له ذلك؟ و ما هو تكليفي في مثل هذه الحالة؟
الجواب الإجمالي
يتوفر الآباء عادة على تجربة جيدة حصلوا عليها من خلال  معترك الحياة التي تؤهلهم للتمييز بين الأمور حسنها و قبيحها، و أنّهم في الغالب ينطلقون في مواقفهم من مصلحة أبنائهم و السعي لتحقيق ما يؤدي إلى سعادتهم و صلاحهم، و تلك التجارب و الخبرات الاجتماعية يفتقدها الشباب و الشابات عادة و هم بحاجة إلى من يأخذ بأيديهم و يرشدهم لما يوفر لهم حياة مستقرة بعد الزواج. و لما كان المتضرر الأكبر عادة بسبب فشل الزواج هو المرأة، ذهب أكثر الفقهاء إلى إشتراط زواج البنت الباكرة بإذن وليّها المتمثل بالأب و الجد من جهة الأب تحرزاً من وقوعها في ما لا تحمد عقباه.
من هنا يحق للأب – حسب رأي الفقهاء- أن لا يأذن اذا رأى بأن من مصلحة عدم الزواج من فلان أو فلان.
نعم، إذا امتنع الأب من الإذن أمكن الرجوع الى الجد و استحصال الإذن منه و يكون العقد صحيحا حتى مع حياة الأب و امتناعه، فقد جاء في تحرير الوسيلة للإمام الخميني (ره): ولاية الجد ليست منوطة بحياة الأب و لا موته، فعند وجودهما استقل كلّ منهما بالولاية، و إذا مات أحدهما اختصت بالآخر.[1]
كذلك اشترط الفقهاء أن تكون الممانعة منطلقة من مبررات موضوعية و مصلحة البنت و مع عدمها يسقط شرط الاستئذان، قال الإمام رحمه الله: لا إشكال في سقوط اعتبار إذنهما – يعني الجد و الأب- إن منعاها من التزويج بمن هو كفؤ لها شرعا و عرفا مع ميلها.[2]
يضاف إلى ذلك أن الشارع  لما وضع شرط الاستذان من الولي الشرعي – الجد و الأب – فلا يعني ذلك أن لهما أكراه البنت على الزواج من شخص لا ترغب في الزواج منها، جاء في تحرير الوسيلة: يشترط في صحة العقد الاختيار أعني اختيار الزوجين، فلو أكرها أو أكره أحدهما على الزواج لم يصح، نعم لو لحقه الرضا صح على الأقوى.[3]
أما كون الأب قد نذر أن لا يزوج بنته من غير السيد فهذا لابد من الرجوع فيه الى رأي الفقهاء لنرى هل من حق الأب الاشتراط أو لا؟ و هل يصح هكذا نذر؟ و على فرض أن للاب حق النذر فهل الزواج من السيد راجح شرعا لينعقد النذر أم لا؟

[1]. تحرير الوسيلة، ج‏2، ص: 254، مسألة رقم 3.
[2]. نفس المصدر، المسألة رقم 2.
[3] نفس المصدر، المسألة رقم 25.
س ترجمات بلغات أخرى
التعليقات
عدد التعليقات 0
يرجى إدخال القيمة
مثال : Yourname@YourDomane.ext
يرجى إدخال القيمة
يرجى إدخال القيمة

أسئلة عشوائية

الأكثر مشاهدة

  • ما هي أحكام و شروط العقيقة و مستحباتها؟
    279458 العملیة 2012/08/13
    العقيقة هي الذبيحة التي تذبح عن المولود يوم أسبوعه، و الافضل ان تكون من الضأن، و يجزي البقر و الابل عنها. كذلك من الافضل تساوي جنس الحيوانات المذبوح مع المولود المعق عنه في الذكورة و الانوثة، و يجزي عدم المماثلة، و الافضل أيضاً أن تجتمع فيها شرائط ...
  • كيف تتم الإستخارة بالقرآن الكريم؟ و كيف ندرك مدلول الآيات أثناء الإستخارة؟
    257317 التفسیر 2015/05/04
    1. من أشهر الإستخارات الرائجة في الوسط المتشرعي الإستخارة بالقرآن الكريم، و التي تتم بطرق مختلفة، منها: الطريقة الأولى: إِذا أَردت أَنْ تَتَفَأَّلَ بكتاب اللَّه عزَّ و جلَّ فاقرأْ سورةَ الإِخلاص ثلاث مرَّاتٍ ثمَّ صلِّ على النَّبيِّ و آله ثلاثاً ثمَّ قل: "اللَّهُمَّ تفأَّلتُ بكتابكَ و توكّلتُ عليكَ ...
  • ماهي أسباب سوء الظن؟ و ما هي طرق علاجه؟
    128187 العملیة 2012/03/12
    يطلق في تعاليمنا الدينية علی الشخص الذي يظن بالآخرين سوءً، سيء الظن، و من هنا نحاول دراسة هذه الصفه بما جاء في النصوص الإسلامية. فسوء الظن و سوء التخيّل بمعنى الخيال و الفكر السيء نسبة لشخص ما. و بعبارة أخرى، سيء الظن، هو الإنسان الذي يتخيّل و ...
  • كم مرّة ورد إسم النبي (ص) في القرآن؟ و ما هو السبب؟
    113302 علوم القرآن 2012/03/12
    ورد إسم النبي محمد (ص) أربع مرّات في القرآن الکریم، و في السور الآتية: 1ـ آل عمران، الآية 144: "وَ مَا محُمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلىَ أَعْقَابِكُمْ وَ مَن يَنقَلِبْ عَلىَ‏ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضرُّ اللَّهَ ...
  • ما الحكمة من وجود العادة الشهرية عند النساء؟
    89018 التفسیر 2012/05/15
    إن منشأ دم الحيض مرتبط باحتقان عروق الرحم و تقشّر مخاطه ما يؤدي إلى نزيف الدم. إن نزيف دم الحيض و العادة النسوية مقتضى عمل أجهزة المرأة السالمة، و إن خروجه بالرغم من الألم و الأذى و المعاناة التي تعاني منها المرأة يمثل أحد ألطاف الله الرحيم ...
  • هل يستر الله ذنوب عباده عن أبصار الآخرين يوم القيامة كما يستر عيوب و معاصي عباده في الدنيا، فيما لو ندم المرء عن ذنبه و تاب عنه؟
    59870 الکلام القدیم 2012/09/20
    ما تؤكده علينا التعاليم الدينية دائماً أن الله "ستار العيوب"، أي يستر العيب و يخفيه عن أنظار الآخرين. و المراد من العيوب هنا الذنوب و الخطايا التي تصدر من العباد. روي عن النبي محمد (ص) أنه قال: " سألت الله أن يجعل حساب أمتي إليّ لئلا تفتضح ...
  • ما هو النسناس و أي موجود هو؟
    59578 الکلام القدیم 2012/11/17
    لقد عرف "النسناس" بتعاريف مختلفة و نظراً إلى ما في بعض الروايات، فهي موجودات كانت قبل خلقة آدم (ع). نعم، بناء على مجموعة أخرى من الروايات، هم مجموعة من البشر عدّوا من مصاديق النسناس بسبب كثرة ذنوبهم و تقوية الجانب الحيواني فيهم و إبتعادهم عن ...
  • لماذا يستجاب الدعاء أكثر عند نزول المطر؟
    56877 الفلسفة الاخلاق 2012/05/17
    وقت نزول الأمطار من الأزمنة التي يوصى عندها بالدعاء، أما الدليل العام على ذلك فهو كما جاء في الآيات و الروايات، حيث يمكن اعتبار المطر مظهراً من مظاهر الرحمة الإلهية فوقت نزوله يُعتبر من أوقات فتح أبواب الرحمة، فلذلك يزداد الأمل باستجابة الدعاء حینئذ. ...
  • ما هو الذنب الذي ارتكبه النبي يونس؟ أ ليس الانبياء مصونين عن الخطأ و المعصية؟
    49808 التفسیر 2012/11/17
    عاش يونس (ع) بين قومه سنين طويلة في منطقة يقال لها الموصل من ارض العراق، و لبث في قومه داعيا لهم الى الايمان بالله، الا أن مساعيه التبليغية و الارشادة واجهت عناداً و ردت فعل عنيفة من قبل قومه فلم يؤمن بدعوته الا رجلان من قومه طوال ...
  • ما هي آثار القناعة في الحياة و كيف نميز بينها و بين البخل في الحياة؟
    47184 العملیة 2012/09/13
    القناعة في اللغة بمعنى الاكتفاء بالمقدار القليل من اللوازم و الاحتياجات و رضا الإنسان بنصيبه. و في الروايات أحيانا جاء لفظ القناعة تعبيرا عن مطلق الرضا. أما بالنسبة إلى الفرق بين القناعة و البخل نقول: إن محل القناعة، في الأخلاق الفردية، و هي ترتبط بالاستخدام المقتَصَد لإمكانات ...