فالامام الحسين (ع) كما يمتلك الاسم الاعظم كذلك كان (ع) مستجاب الدعوة و كان بامكانه ان يطلب من الله ان ينبع له الماء العذب من الارض ليستقي هو و اصحابه و لكنه لم يفعل لانه كان ملزما بالقيام بالمهمة الموكل بها من خلال الطرق الاعتيادية لا الاعجازية.

3- اذا كان الائمة الاطهار (ع) يعتمدون في حركتهم الدنيوية على العلم و القدرة الالهية و يأمنون ما يحتاجون اليه من خلال هذا الطريق حينها لاتكون حياتهم حياة الاسوة و القدوة في تحمل الصعاب و الصبر على مشاكل الحياة و التضحية و التمسك بالقيم و الفضائل.

4- ان قضية الامام الحسين (ع) و ثورته و رفضه للظلم هي نموذج من نماذج الثورة و الوقوف امام الانحرافات و التصدي للبدع التي من الممكن ان تقع في كل عصر و في كل مكان و ان جميع المسلمين مكلفون بالتصدي لتلك البدع، فاذا ما تصدى الامام لتلك البدع و قام بتكليفه من خلال القدرة الاعجازية و الولاية التكوينية حينئذ يفقد الامام (ع) مقام الاسوة و القدوة في المجتمع.

5- ورد في الروايات المعتبرة ان الامام (ع) أمر ليلة العاشر من المحرم ولده علياً الاكبر (ع) و مجموعة من الاصحاب لجلب الماء للمعسكر كما انه (ع) قام بنفسه بالذهاب الى المشرعة بعد استشهاد أخيه العباس (ع) لكنه لم يتمكن من شرب الماء.[ii] و في رواية انه طلب الماء لولده عبد الله الرضيع.[iii]

فاذا كان الامام يطلب الماء فكيف انه يرد من يعطيه الماء باختياره و ارادته؟!

6- ان معسكر الامام الحسين (ع) في يوم عاشوراء كان محاصرا من جميع الجهات من اجل الضغط على الامام للاستسلام و الخضوع لابن زياد، و من هنا نسال كيف تمكن هذا الشخص من الوصول للامام و عرض الماء عليه (ع)؟ و كيف استطاع ان يكسر هذا الطوق المضروب من الحصار ليصل الى الامام؟!

فالنتيجة ان مثل هذه الروايات - على فرض صدورها- تريد ان تنكراو تشكك في كون الامام (ع) و اهل بيته كانوا يعيشون ازمة انعدام الماء و انه بامكانهم توفير الماء لانفسهم، و هذا مايكذبه الواقع لان الروايات اكدت ان الامام كان يعيش حالة الحصار و ان هذه الجريمة التي ارتكبت بحق


[i] الكافي، ج 1، ص 230، الحديث 1.

[ii] محمود شریفی و اخرون، فرهنگ جامع سخنان امام حسین" معجم كلمات الامام الحسين"، ترجمة علي مؤیدي.

[iii] نفس المصدر،534.