لاریب أن العباس بن علی (ع) جعل من نفسه وقفاً فی خدمة الاسلام و فی خدمة أخیه الحسین (ع) و تشهد مواقفه العظیمة یوم عاشوراء على مدى الاخلاص الذی کان یتحلى به تجاه أخیه الحسین (ع)، الأمر الذی جعل له منزلة خاصة حتى بین الشهداء و کما شهد بذلک الامام زین العابدین (ع) عندما قال: "رحم الله العباس فلقد آثر و أبلى و فدى أخاه بنفسه... و إن للعباس عند الله تبارک و تعالى لمنزلة یغبطه بها جمیع الشهداء یوم القیام".[1]
أما بالنسبة الى عبارة "أنت ذخر للحسین" فلم ترد فی الکتب التاریخیة و المقاتل المعتبرة، و لعلها موجودة فی بعض کتب المقاتل غیر المعتبرة.
و یحتمل أن العبارة المذکورة استنتاجیة و لیست من کلام أمیر المؤمنین (ع)، فقد روى السید الداودی فی العمدة: أن أمیر المؤمنین (ع) قال لأخیه عقیل و کان نسابة عالما باخبار العرب و أنسابها، ابغنی امرأة قد ولدتها الفحولة من العرب لا تزوجها فتلد لی غلاما فارسا. فقال له عقیل: أین أنت
عن فاطمة بنت حزام بن خالد الکلابیة، فانه لیس فی العرب أشجع من آبائها ولا أفرس.[2] و لاریب ان هذا الفارس هو العباس بن علی (ع) و الذی لم تتجلى فروسیته و شجاعته التی کان الامام أمیر المؤمنین (ع) یطلبها الا فی یوم عاشوراء. من هنا نعتقد أن بعض المتحدثین استنتجد منها أن الامیر (ع) کان بصدد تهیة العون و السند لولده الحسین (ع). و الله العالم.