لیست حقیقة التقلید بأن أعیّن شخصاً معیناً بعنوانه مرجعاً فی التقلید و أشتری رسالته و أحتفظ بها فی بیتی و أقول إن فلاناً مرجعی فی التقلید! بل إن حقیقته هو أن یعمل الإنسان طبق فتاوی هذا المرجع و کلما و اجهتنا مشکلة و استجد فعل أو عمل و کان للدین و الشریعة رأی فیه سواءً أکان هذا الرأی الوجوب (أو عدم الوجوب) أو کان نهیاً، نسأل عن رأی هذا العالم فی القضیة و هذا السؤال یُصطلح علیه بالاستفتاء، أی طلب الفتوی من المرجع، ثم نحاول العمل علی أساسها و لا نتعداها.
لیست حقیقة التقلید بأن أعیّن شخصاً معیناً بعنوانه مرجعاً فی التقلید و أشتری رسالته و أحتفظ بها فی بیتی و أقول إن فلاناً مرجعی فی التقلید! بل إن حقیقته هو أن یعمل الإنسان طبقاً لفتاوی هذا المرجع، و کلما و اجهتنا مشکلة و استجد فعل أو عمل و کان للدین و الشریعة رأی فیه سواءً أکان هذا الرأی الوجوب (أو عدم الوجوب) أو کان نهیاً، نسأل عن رأی هذا العالم فی القضیة و نبحث عن فتواه فیها، و هذا السؤال یُصطلح علیه بالاستفتاء، أی طلب الفتوی من المرجع، ثم نحاول العمل علی أساسها و لا نتعداها.
و هذه المسألة یمکن بیانها ضمن بیان هذا المثال، إذا ذهب المریض إلی الطبیب لا یعتبر مقلّداً، و إذا أعطاه الطبیب وصفة الدواء و أخذها منه أیضاً لا یعتبر مقلّداً، و إذا أخذ الوصفة إلی الصیدلیةکذلک! لکن عندما یعمل طبق أوامر الطبیب و یستعمل الدواء و الوصایا کما قال من دون أی تغییر، عندها یمکن القول بأنه عمل برأی الطبیب.
و هذه المسألة قد تبدو برأی الکثیر بسیطة و هی أن یراجع المریض الطبیب و یقوم الثانی بفحصه ثم یعین له مجموعة من الأدویة، لکن نفس هذا الأمر الذی یعتبر بسیطاً و سهلاً، قد صرف علیه هذا الطبیب أکثر من 10 أو 15 سنة من عمره قضاها بالدرس و البحث و کسب علی أثرها کثیراً من التجارب و حصل له الکثیر من المعلومات و الأدوات اللازمة حتی تمکن من هذا الأمر. و نفس هذا الأمر یجری فی مسائل الفقه، فقد یتصوّر البعض بأنه یمکنه أبداء الرأی بأن العمل الفلانی جائز أو غیر جائز کما أن مرجع التقلید أیضاً یمکنه ذلک.
فی الوقت الذی نجد الفرق بیننا و بینه کالفرق بیننا و بین الطبیب المعالج، فمن یعطی رأیه فی جواز مسألة أو عدم جوازها، هذا الرأی قد سبقه 10-15 سنة من الدرس و البحث و حوالی ثلاثین سنة من التدریس.و التَعِب و السعی و الجد و الاجتهاد حتی أمکنه الوصول إلی هذه المرحلة. و بتعبیر السید القائد حیث یقول احترموا المراجع لأن المرجعیة لیس مقاماً بسیطاً حتی یمکن لأی أحد کسبه و الوصول إلیه، بل تحتاج إلی عمر طویل من الجد و الاجتهاد و کثیر من المقدّمات حتی یمکن للفرد أن یکون مرجعاً. فقد یکون شیء ما برأی جائز و لا إشکال فیه، و لکن المرجع لا یُجوّزه. و هذا الأمر کما یقول بعض الناس للمریض الذی یستعمل دواء الطبیب، برأیی لیس من اللزوم إستعمال هذا الدواء.
فأین رأیک من رأی الطبیب المتخصص؟! مسألة التقلید أیضاً هکذا. فنحن نعلم أن التقلید عمل، أی عندما تکون حیاتنا و عملنا وفقاً لفتوی شخص معیّن نکون مقلّدین. و هذا الأمر قد لا یُلتفت إلیه. فقد نعیش فترة من الزمن دون أن نلتفت إلی هذا الأمر ثمّ و بعد الوقوع فی مشکلة ما نقول ماذا یحصل لو لم نکن مقلّدین؟
فیجب القول فی هذا المجال: لو عمل شخص ما مدة من الزمن من دون تقلید، فمثلاً صلّی و صام و أدّی الأعمال المتعلّقة بالدین، و التفت الآن إلی نفسه، فلو کانت أعماله التی کان یعملها تعتبر صحیحة لدی مرجع تقلیده، یکون عمله عندئذٍ صحیح و یمکنه القول بأن عملی کان طبقاً لفتاوی من أقلّده و لو حین العمل لم یکن یعلم بالمطابقیة.
إذن فهذا العمل صحیح و لا داعی للقلق، و یجب علیه بعد الآن أن یختار لنفسه عالماً صالحاً للتقلید و یسعی لأن تکون کل أعماله و تصرّفاته العبادیة علی أساس فتواه و إن شاء الله تکون نتیجة هذا الجدّ و الاجتهاد جیدة ألا و هی سعادة الدنیا و نجاة الآخرة.
لمزید الاطلاع انظر المواضیع التالیة عن التقلید:
"حکمة تقلید المراجع و عدم بیان الأدلة"، السؤال 2441 (الموقع: 2991).
"العمل طبقاً للتحقیق بدل التقلید"، السؤال 14499 (الموقع: 14311).
"أدلة ضرورة تقلید المراجع"، السؤال 975 (الموقع: 1078).
"التقلید المذموم"، السؤال 8165 (الموقع: 8320).