ليس بصحيح أن يقارن الإنسان نفسه بالله تعالى، لأن الله سبحانه الخالق لكل الخير و الحُسن و الكمالات و الجمال، يجب كونه أولاً حائزاً على كل هذه الكمالات بأحسن وجه، و الجمال بطبيعته الحال له مكانة خاصّة في هذه الحلقة بوصفه أحد هذه الكمالات.
كل ممكن الوجود كالإنسان من الممكن أن يكون حائزاً على امتياز و كمال واحد أو أكثر، فالرسّام الذي يعتبر خالق للوحة جميلة، من الممكن أن لا يكون جميلاً ـ على حد تعبيركم ـ و من الممكن أن يكون جميلاً فعندئذ يكون حائزاً على كمالين، أي وجهه جميل و كذلك له فكر جميل يمكنه إيجاد نتاج فني جميل بذلك الفن. لكن الله سبحانه أعلى من كل هذه التصورات.
و الجدير بالذكر أننا حتى لو لم نكن جميلين بلحاظ الشكل الظاهري، لكن نحن جميلون من حيث كوننا من روائع خلق الله سبحانه لذلك لقّب الله نفسه عند خلقنا بـ "أَحْسَنُ الخْالِقِين"[1] فنحن جميلون من هذه الزاوية، و ليس المراد هنا الجمال الظاهري، لأن الله سبحانه ليس له جسم، حتى يكون له حسن ظاهري. فهو الوجود المحض و النور الخالص، و الوجود الخالص كله جمال و ليس في وجوده معنىً و لا مفهوماً للقبح.