"المداراة" من أصل "درى" بمعنى الشفقة و الرفق، و تحصيل رضا الآخرين و تأمين حوائجهم.[1] و من هذا المعنى وردت رواية عن النبي محمد (ًص) بانه قال (ص): "رأس العقل بعد الإيمان بالله مداراة الناس في غير ترك حقٍ".[2] إذن فالتقية المداراتية هي: إظهار المحبة و المودة للآخرين و في العمل هي مطابقة العمل مع عملهم.[3]
و هذا النوع من التقية جائز مادام لا يؤدي إلى ضرر الآخرين و لا يخالف أصول الدين، فاذا أدت إلى القتل أو السرقة أو الشهادة كذباً، فليست بجائزة.[4] كما اذا أدت التقية إلى ترك العبادة عن الشخص المتاقي، فقضاؤها واجب عليه و ان لم يعد مذنباً، و من هنا قال الفقهاء: لو أفطر الشخص إكراها أو اضطراراً أو تقيّةً، يلزمه القضاء و لا تجب عليه الكفارة.[5]
[1] المهيار، رضا، المعجم الأبجدي عربي ـ فارسي، ص 34، إنتشارات الإسلامية، الطبعة الأولی، طهران، 1410 ه ق.
[2] العلامة المجلسي، بحار الأنوار، ج 74، ص 147، مؤسسة الوفاء، بيروت ـ لبنان، 1404 ه ق.
[3] الزحيلي، وهبة بن مصطفى، التفسير المنير في العقيدة و الشريعة و المنهج، ج 3، ص 205، دار الفكر المعاصر، الطبعة الثانية، بيروت دمشق، 1418 ق.
[4] نفس المصدر.
[5] توضيح المسائل (المحشي للإمام الخميني)، ج 1، ص 979 و ج 1، ص 941.