ورد الحدیث فی کتاب مسند الامام احمد بن حنبل،[1] وقد ضعفه الالبانی فی بعض مصنفاته حیث قال فی " السلسلة الضعیفة و الموضوعة " ( 2 / 268 ) :
ضعیف . رواه أحمد و ابنه فی زوائده ( 4 / 235 ) و ابن أبی خیثمة فی "التاریخ " ( 2 / 10 / 101 - مخطوطة الرباط ) و البخاری فی " التاریخ الصغیر " (ص 139 ) و الطبرانی فی " الکبیر " ( ج 1 / 119 / 2 ) و ابن قانع فی " المعجم "
( ق 15 / 2 ) و الحاکم ( 4 / 422 ) و الخطیب فی " التلخیص " ( ق 91 / 1 ) و ابن عساکر ( 16 / 223 / 2 ) عن زید بن الحباب قال : حدثنی الولید بن المغیرة : حدثنی عبد الله بن بشر الغنوی : حدثنی أبی قال : سمعت رسول الله صلى الله
علیه و على آله و سلم یقول : ( فذکره ) ، قال عبد الله : فدعانی مسلمة ابن عبد الملک فسألنی عن هذا الحدیث ؟ فحدثته ، فغزا القسطنطینیة . و قال الحاکم : "صحیح الإسناد " . و وافقه الذهبی ، و قال الخطیب : " تفرد به زید بن الحباب " .
قلت : و هو ثقة إلا فی حدیثه عن الثوری ففیه ضعف ، و لیس هذا منه ، و فی "التقریب " : " صدوق یخطیء فی حدیث الثوری " و عبد الله بن بشر الغنوی لم أجد من ترجمه ، و إنما ترجموا لسمیه " عبد الله بن بشر الخثعمی " ، و هذا أورده ابن
حبان فی " ثقات أتباع التابعین " و قال ( 2 / 150 ) : " من أهل الکوفة ، یروی عن أبی زرعة بن عمرو بن جریر روى عنه شعبة و الثوری " . و أخرج له الترمذی و النسائی . فهو متأخر عن الغنوی هذا فلیس به ، و من الغریب أن الإمام أحمد أورد الحدیث فی مسند " بشر بن سحیم " مشیرا بذلک إلى أنه بشر الغنوی فی هذا الحدیث ، و لم أجد من وافقه على ذلک و الله أعلم . و کذلک وقع فی روایته " عبد الله بن بشر الخثعمی " بینما وقع عند الآخرین " الغنوی " . ثم رجعت إلى " تعجیل المنفعة" للحافظ ابن حجر فرأیته ترجم لعبد الله بن بشر الغنوی هذا ترجمة طویلة و ذکر الاختلاف فی نسبه و فی اسمه أیضا ، و حکى أقوال المحدثین فی ذلک ثم جنح إلى أنه غیر الخثعمی الثقة الذی أخرج له الترمذی و النسائی ، و أنه وثقه ابن حبان وحده ، و الله أعلم . و جملة القول أن الحدیث لم یصح عندی لعدم الاطمئنان إلى توثیق ابن حبان للغنوی هذا ، و هو غیر الخثعمی کما مال إلیه العسقلانی ، و الله أعلم.[2]
و على فرض صحة الحدیث لم یکن المخاطب به الصحابة و ذلک لان فتح القسطنطینیة تم على ید محمد الفاتح فی جمادى الاولى عام 857هـ و من الطبیعی انه متأخر عن عصر النبی الاکرم (ص) بعدّة قرون، علما ان الحدیث لم یرد فی المصادر الشیعیة.[3]
والجدیر بالذکر ان هناک روایات من هذا القبیل وضعها الامویون فی الثناء على الجیش الذی یغزو القسطنطینیة و ذلک لاجل تلمیع صورة یزید بن معاویة (لعن) حیث قالوا انه کان من ضمن ذلک الجیش الذی هاجم القسطنطینیة، یمکنکم مراجعة الردود على هذه الاحادیث الموضوعة فی مضانها.
[1] احمد بن حنبل، مسند، ج 4، ص 335، دارالصادق، بیروت.
[2] الالبانی،السلسلة الضعیفة، رقم الحدیث 878.
[3] لمزید الاطلاع على موقف أهل السنة من حدیث فتح القسطنطینیة انظر: السلطان محمد الفاتح و حدیث فتح القسطنطنیه