لما كانت الغيبة من حقوق الناس من هنا يكون الحكم الاولي طلب البراءة ممن اغتيب ثم التوبة الى الله تعالى. و لكن ذلك لا يعني بحال من الاحوال انحصار التوبة بهذا الطريق و ذلك لانه اذا تعذر الاستحلال و طلب البراءة من الشخص المغتاب لاسباب متعددة كاثارة المفسدة الاهم و ... فحينئذ يكفي- كما ارشدتنا الى ذلك الاحاديث المروية عن المعصومين (ع)- الاستغفار للمغتاب و بهذا يكون ذلك كفارة للغيبة. و من المناسب هنا الاشارة الى روايتين في هذا المجال:
1- عن حَفْصِ بن عُمَرَ عن أَبِي عبد اللَّهِ (ع) قال: سُئِلَ النَّبِيُّ (ص): مَا كَفَّارَةُ الِاغْتِيَابِ؟ قال: تَسْتَغْفِرُ اللَّهَ لِمَنِ اغْتَبْتَهُ كُلَّمَا ذَكَرْتَهُ.[1]
2- و في رواية أخرى عن الامام الصادق (ع) أنه قال: فَإِنِ اغْتَبْتَ فَبَلَغَ الْمُغْتَابَ فَلَمْ يَبْقَ إِلَّا أَنْ تَسْتَحِلَّ مِنْهُ وَ إِنْ لَمْ يَبْلُغْهُ وَ لَمْ يَلْحَقْهُ عِلْمُ ذَلِكَ فَاسْتَغْفِرِ اللَّهَ لَهُ.[2]
[1] المجلسي، محمد باقر، بحارالأنوار، ج 72، ص 241، مؤسسة الوفاء، بيروت، 1404 هـ ق.
[2] نفس المصدر، ص242.