یستفاد من آیات الذکر الحکیم و الروایات الشریفة ان هناک مجموعة من العوامل و الاسباب المساعدة فی رفع العذاب و تأخیره عن المجتمعات المنحرفة، نشیر الى نماذج منها:
1. وجود النبی الاکرم، و المستغفرین، و هذا ما اشارت الیه الآیة الکریمة: " وَ ما کانَ اللَّهُ لِیُعَذِّبَهُمْ وَ أَنْتَ فیهِمْ وَ ما کانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَ هُمْ یَسْتَغْفِرُون".[1]
و قیل هذه الآیة نزلت فی النضر بن الحارث أو فی أبی سفیان لما قال: " اللَّهُمَّ إِنْ کانَ هذا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِکَ فَأَمْطِرْ عَلَیْنا حِجارَةً مِنَ السَّماءِ أَوِ ائْتِنا بِعَذابٍ أَلیم".[2] و الآیة صریحة فی أنّ العذاب العام و الجماعی مرفوع عن الأمّة لأجل الرسول (ص) و وجود المستغفرین فی اوساط المجتمع.
2. الحفاظ على أرواح المؤمنین: " لَوْ تَزَیَّلُوا لَعَذَّبْنَا الَّذینَ کَفَرُوا مِنْهُمْ عَذاباً أَلیما".[3] أی لو تمیز کل فریق عن الآخر، و عرف المسلم من الکافر لأذن اللّه للمسلمین بقتال الکافرین، و أنزل بهم أشد العذاب.[4]
3. وجود الضعفاء فی اوساط المجتمع: روی عن أَبی الحسن الرضا (ع) قال: "إِنَّ لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فِی کُلِّ یَوْمٍ وَ لَیْلَةٍ مُنَادِیاً یُنَادِی مَهْلًا مَهْلًا عِبَادَ اللَّهِ عَنْ مَعَاصِی اللَّهِ فَلَوْ لَا بَهَائِمُ رُتَّعٌ وَ صِبْیَةٌ رُضَّعٌ وَ شُیُوخٌ رُکَّعٌ لَصُبَّ عَلَیْکُمُ الْعَذَابُ صَبّاً تُرَضُّونَ بِهِ رَضّاً".[5]
4. الحب فی الله و اعمار المساجد و الاستغفار فی الاسحار: روی عن الامام الصادق (ع) عن أبیه الامام الباقر (ع) أنه قال: " إن الله عز و جل إذا أراد أن یصیب أهل الأرض بعذاب یقول لو لا الذین یتحابون فیّ و یعمرون مساجدی و یستغفرون بالأسحار لولاهم لأنزلت علیهم عذابی".[6]