Please Wait
الزيارة
6787
محدثة عن: 2012/02/14
کد سایت fa20087 کد بایگانی 21723
گروه درایة الحدیث
خلاصة السؤال
ما ذا یعنی الامام الصادق (ع) بقوله: "العلمُ سبعةٌ و عشرون حرفاً فإِذا قام قائمنا أَخرج الخمسةَ و العشرین حرفاً فبثَّها فی النَّاس و ضمَّ إِلیها الحرفین حتَّى یبثَّها سبعةً و عشرین حرفاً"؟
السؤال
هل یمکن تزویدنا بتوضیح معقول و مجرب لمضمون الحدیث المروی عن الامام الصادق( ع): "العلم سبعةٌ و عشرون حرفاً فجمیعُ ما جاءت به الرُّسل حرفان فلم یعرف النَّاسُ حتَّى الیوم غیر الحرفین فإِذا قام قائمنا أَخرج الخمسةَ و العشرینَ حرفاً فبثها فی النَّاس و ضمَّ إِلیها الحرفین حتَّى یبُثَّهَا سبعةً و عشرین حرفاً"؟
الجواب الإجمالي

من الامور المهمة فی عصر ظهور الامام المهدی (عج) التطور العلمی و الارتقاء التقنی و نمو العلوم المادیة و المعنویة، حیث یصل العلم فی تلک البرهة الى ارفع مستویاته؛ کما ورد فی الروایات التی من ضمنها الحدیث المروی فی متن السؤال.

و من المناسب هنا الالتفات الى قضیة مهمة و هی أن الروایة المذکورة و غیرها من الروایات لم تقل بان الناس یصلون الى هذه المرحلة العلمیة المتطورة مرحلة 27 حرفا، بصورة دفعیة و بقفزة مفاجئة و إن لم یکن ذلک بالامر المحال، بل الوارد فی تعبیر الامام الصادق (ع): "اخرج"[1]؛ بمعنى أن الامام الحجة (عج) یخرج بقیة مراتب العلم و یضعها تحت متناول الناس و یفرش بساط العلم لمن رام التعلم و المعرفة و الارتقاء العلمی و التطور التقنی، و هذا لا یعنی ان کل الناس سیتوفرون على تلک المراتب العلمیة السامیة، و انما القضیة تظل تابعة لمدى همة الانسان نفسه و مثابرته و مدى استعداده للتعلم و طلب المعرفة، و مما لاریب فیه أن هناک طائفة من الناس یصلون الى تلک المرتبة من خلال ما توفره لهم حکومة الامام (عج) من سبل العلم و التعلم حیث یتلقفون تلک المعارف و یستغلون الفرصة على أکمل وجه، فقد روی عن أمیر المؤمنین (ع) أنه قال: " کَأَنِّی أَنْظُرُ إِلَى شِیعَتِنَا بِمَسْجِدِ الْکُوفَةِ وَ قَدْ ضَرَبُوا الْفَسَاطِیطَ یُعَلِّمُونَ النَّاسَ الْقُرْآنَ کَمَا أُنْزِل‏‏».[2]

النتیجة: صحیح أن الامام الحجة (عج) عند ظهوره یوفر الارضیة المناسبة لتلقی أرقى المعارف و الوصول الى المرتبة السابعة و العشرین من مراتب العلم حسب الروایات، إلا ان هذا لا یعنی أن جمیع الناس یصلون الى هذه المرتبة العلمیة حتى مع الایمان بامکانیة التطور و الارتقاء الدفعی للعلم، بل القضیة تبقى متوقفة على مدى استعداد الاشخاص و مقدار الجهد الذی یبذلونه فی هذا المجال، فکما ان مراتب التقوى و الرقی المعنوی تتوقف الى حد کبیر على جهود الشخص نفسه، کذلک التطور التقنی و المعرفی یتوقفان على بذل المزید من الجهد و الاستعداد التام للاستفادة من الفرصة التی وفرها الامام (عج) لهم.



[1]المجلسی، محمد باقر، بحارالأنوار، ج 52، ص 336، مؤسسة الوفاء، بیروت، سال 1404ق.

[2] نفس المصدر، ص364.

الجواب التفصيلي
لایوجد لهذا السؤال الجواب التفصیلی.