Please Wait
الزيارة
6062
محدثة عن: 2012/04/04
کد سایت fa21293 کد بایگانی 27595
گروه الکلام القدیم
خلاصة السؤال
تذكر بعض الروايات أن المولودين من الحرام لا يوفقون لحبّ الإمام علي، فما السبب في ذلك؟ أليس هذا جبراً؟
السؤال
أرجو إبداء رأيكم عن هذا الحديث: "جاء رجل إلى علي (ع) فقال جعلني الله فداك إنّي لأحبّكم أهل البيت! قال: و كان فيه لين قال: فأثنى عليه عدّة. فقال له: كذبت ما يحبّنا مخنّث و لا ولد زنا و لا من حملت به أمّه في حيضها!! قال فذهب الرجل فلما كان يوم صفين قتل مع معاويه". سؤالي عن العبارة الأخيرة من كلام الإمام علي (ع) إذ يلزم الجبر لو قبلنا ظاهره.
الجواب الإجمالي

روى هذه الرواية الحميري في قرب الأسناد[1] و قطب الدين الراوندي في الخرائج[2] و المجلسي في بحار الأنوار[3] نقلا عن قرب الاسناد[4].

إن هاتين العبارتين من الحديث تشيران إلى تأثير الوراثة على الأبناء، و بما أن التخلص من تأثيرها و تبعاتها يستلزم جهداً مضاعفاً، لذلك نجد أكثر الناس يتبعون تأثير الوراثة و يسيرون خلفها دون أن يكلفوا أنفسهم عناءّ زائداً.

الشئ الآخر أن هذه الرواية ليست مطلقة، بل ناظرة إلى الأكثرية. فيمكن في حكمها الإستثناء و إلا فلا معنى للإختيار. النكتة الأهم هنا هي أن المراد من هذه الرواية هو إن هذا الإنسان المولود من الحرام أو في غير الطهر يؤيد خباثة مولدة بأعماله الإختيارية، و إلا فيمكنه ببذل جهد و إرادة مضاعفين أن يتخلص من لوثة أصله و وراثته غير الطاهرة، لكن هذا الأمر يلزمه جهاداً و هجرة من كل الآثار الموروثة و من بيت أهل الحرام.

الملاحظة الأخيرة هي إن المؤثر في دائرة الأسباب و عامل الوراثة هو الأب و الأم لا الله سبحانه و تعالى، إذن ترجع هذه المسألة مرة أخرى لمسألة إختيار الإنسان (أي الأب و الأم هنا) لا إلى الجبر الإلهي و من الطبيعي أن سوء الإختيار من قبل الأب و الأم يمتد إلى أولادهم و يبعث على شقائهم الدائمي، حتى لو قلنا إن المولود يمكنه أن لا يختار هذا الطريق، و لكن هذا الإنتخاب يحتاج إلى إرادة مضاعفة و عناية خاصة من الله سبحانه تؤدي إلى التغيير و التبدل في وجود الفرد.

 


[1]  الحميري، قرب الأسناد، ج 1، ص 14، انتشارات مكتبة النينوى، طهران، بي تا.

[2]  قطب الدين الراوندي، الخرائج، ج 1، ص 177، مؤسسة إمام المهدي (عج)، قم، 1409 ه ق.

[3]  ج 27، ص 148، مؤسسة الوفاء، بيروت، 1404 ق.

[4]  متن الرواية: "و عنه عن عبد الله بن ميمون القداح عن جعفر عن أبيه قال جاء رجل إلى علي (ع) فقال جعلني الله فداك إنّي لأحبّكم أهل البيت قال و كان فيه لين قال فأثنى عليه عدّة فقال له كذبت ما يحبّنا مخنّث و لا ولد زنا و لا من حملت به أمّه في حيضها قال فذهب الرجل فلما  كان يوم صفين قتل مع معاويه".