مع ان المتكلم العربي و غير العربي حرّ في اختيار الاسلوب و الطريقة التي يعبّر بها عن مراده و بأساليب مختلفة، و لكن مع ذلك يمكن تبرير وصف أمير المؤمنين (ع) بخاصف النعل، بوجوه متعددة، منها:
1. التوصيف يحكي عن شدة تواضعه (ع) أمام الرسول الاكرم (ص)، ففي الوقت الذي كان الامير (ع) يحظى فيه بمنزلة مرموقة في الوسط الاسلامي و مع تلك العلاقة المتميزة التي تربطه بشخص الرسول الاكرم (ص) و قائد المسلمين، مع ذلك كله تراه لا يستنكف عن القيام بخدمات لا يراها الخواص لائقة بشأنهم و منزلتهم في الوسط الاجتماعي. و لعل السبب الذي جعل الرسول (ص) يعبر عنه بذلك الوصف هو أنه أراد أن يبين للمجتمع بصورة غير مباشرة بان القائد بعده هو من يتوفر على هذا الحد من التواضع و نكران الذات.
2. في كثير من الاحيان يكون لحداثة التعبير و التوصيف الاثر الكبير في ترسيخ الوصف في الاذهان، و لعل الرسول (ص) استعمل هذا التوصيف غير المسبوق الى جانب التعابير و التوصيفات الأخرى، ليرسخ من خلالها أسم أمير المؤمنين (ع) في ذاكرة و وجدان الانسان المسلم. علمان ان الامر لم يقتصر على التعبير بـ "خاصف النعل" بل هناك أوصاف أخرى غير متعارفة أطلقها (ص) عليه (ع) من قبيل "أبو تراب"[1].