ليلة الهرير من ليالي صفين قتل فيها عشرات الآلاف ولمولانا أمير المؤمنين و لأصحابه في تلك الليلة موقف شجاعة يذكر مع الأبد. و الهرير كأمير. هرير الكلب[1] صوته دون نباحه من قلة صبره على البرد.[2]
و قيل في وصف تلك المعركة: زحف الناس بعضهم إلى بعض و ارتموا بالنبل حتى فنيت ثم تطاعنوا بالرماح حتى تكسرت ، ثم تضاربوا بالسيوف وعمد الحديد و اشتد القتال حتى جرت الدماء جري الماء، و انهزم عرب اليمن و كان وقع الحديد على الحديد أشد هولا من الصواعق و الجبال حين تنهدم و انكسفت الشمس و ثار القتام و ضلت الالوية و الرايات و وصلوا النهار بالليل..[3]
و قال العلامة المجلسي: سميت بذلك – أي الهرير- لكثرة الأصوات فيها.[4]
[1] و من هنا سميت ليلة الهرير.
[2] شعراء الغدير، ج3، ص14؛ و انظر: المنقري، نصر بن مزاحم، وقعة صفين، ص 475، مكتبة آية الله المرعشي النجفي، قم، الطبعة الثانية، 1404ق؛ سبط بن الجوزي، تذكرة الخواص، ص 92، منشورات الشريف الرضي، قم، الطبعة الاولى، 1418ق؛ المحدث الأربلي، كشف الغمة في معرفة الأئمة، منشورات الشريف الرضي، قم، الطبعة الاولى، 1421ق؛ و انظر: الطريحي، فخر الدين بن محمد، مجمع البحرين، تحقيق و تصحيح: حسيني اشكوري، احمد، ج 3، ص 518، مرتضوي، طهران، الطبعة الثالثة، 1375ش.
[3] المناقب للخوارزمي، ص 219.
[4] بحارالأنوار ج : 86 ص : 116؛ و انظر: المجلسي، محمد باقر بن محمد تقي، مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول، تحقيق و تصحيح: رسولي محلاتي، هاشم، ج 15، ص 427، دار الكتب الإسلامية، طهران، 1404ق.