"النسوة" و "النساء" و "النسوان" جمع "إمرأة" من غير لفظها، مثل "قوم" في جمع "مرء"، يقول الشيخ الطبرسي في مجمع البيان[1] في ذيل آية "وَ إِذْ نجَّيْنَاكُم مِّنْ ءَالِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ يُذَبحِّونَ أَبْنَاءَكُمْ وَ يَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ وَ فىِ ذَالِكُم بَلاءٌ مِّن رَّبِّكُمْ عَظِيم"[2]: يجوز إطلاق كلمة النساء على الصغار و الكبار، مثل الأبناء، فمعناه يقتلون أبناءكم و يستحيون بناتكم.[3]
هذه الكلمة في القرآن الكريم كثيراً ما تشمل النساء و البنات، إلا إذا قيّدت بقيد يحدها في النساء، من قبيل قوله تعالى: " يَأَيهُّا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكمُ مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَ خَلَقَ مِنهْا زَوْجَهَا وَ بَثَّ مِنهْمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَ نِسَاء"[4]، و قوله عزّ من قائل: "وَ إِذْ قَالَتِ الْمَلائكَةُ يَامَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفاكِ وَ طَهَّرَكِ وَ اصْطَفَاكِ عَلىَ نِسَاءِ الْعَالَمِين"[5]، و قوله: "وَ إِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُواْ في الْيَتَامَى فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاءِ مَثْنىَ وَ ثُلَاثَ وَ رُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُواْ فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَالِكَ أَدْنىَ أَلَّا تَعُولُوا"[6].
و من البديهي أن المراد هنا هو جنس المرأة الذي يشمل النساء و البنات. فأفضلية السيدة مريم (س) على نساء العالمين بلا شك تشمل نساء و بنات العالم، لا النساء فقط. و هكذا في الموارد الأخرى. لذلك، فالنساء بصورة مطلقة تشمل النساء المتزوجات و الكبيرات كما تشمل البنات، الا ان المراد في الآية 59 من سورة الأحزاب، من الازواج خصوص نساء النبي (ص) لأنها مضافة إلى النبي (ص)، لذلك، و كذلك "البنات" يظهر منها ان المراد خصوص بنات النبي الاكرم (ص) لنفس السبب المذكور. الا ان التعبير بـ" نساء المؤمنين" يمشل جميع النساء المؤمنات سواء كن فتيات أم كبيرات في السن. فالنتيجة هي: إن كلمة النساء في القرآن الكريم تشمل الأزواج و البنات معاً.
[1] الطبرسي، فضل بن حسن، مجمع البيان في تفسير القرآن، ج 1، ص 227، انتشارات ناصر خسرو، طهران، الطبعة الثالثة، 1372 ش، "و معناه يقتلون أبناءكم و يستحيون بناتكم يستبقونهي و يدعونهن أحياء يستعبدن و ينكحن على وجه الإسترقاق ... و إنما قال نساءكم على التغليب فإنهم كانوا يستبقون الصغار و الكبار ....".
[2] البقرة، 49.
[3] القرشي، سيد علي أكبر، قاموس القرآن، ج 7، ص 59، دار الكتب الإسلامية، طهران، 1371 ش.
[4] النساء، 1.
[5] آل عمران، 42.
[6] النساء، 3.