1. تشير المصادر التاريخية و الروائية الى أن الأئمة (ع) شأنهم شأن سائر الناس يؤمنون حياتهم المعيشية من خلال مهنتي التجارة و الزراعة؛[1] كالامام علي (ع) الذي قضى ما يقارب من خمس و عشرين سنة – كان فيها بعيداً عن مسرح السياسة و المسؤوليات الادارية- في الزراعة و شتل فسائل النخيل، و كذلك الإمام الباقر (ع) فقد كانت عنده - بالاضافة الى حلقات الدرس و الارشاد الديني- مزرعة كان (ع) يؤمن من خلالها حياته المعيشية و يهب منها للفقراء و المحتاجين. لمزيد الاطلاع حول هذا الموضوع يمكنكم الرجوع الى السؤال رقم 11006.
2. هناك – و كما هو معروف- بعض الائمة كالإمام موسى الكاظم (ع) عاش الكثير من عمره الشريف خلف قضبان السجون و كانت نهاية عمره الشريف شهيداً في واحد من تلك المطامير المظلمة التي وضعته فيها السلطات الغاشمة في حينها، و هناك من الإئمة من عاش الحصار او ما يعبر عنه اليوم بالاقامة الجبرية تحت المراقبة الشديدة من قبل السلطات كالامام الحسن العسكري (ع)، فمثل هؤلاء الائمة (ع) قد يؤمنون حياتهم مما ورثوه من آبائهم من ضيعة او بستان او ما شابه ذلك.
3. إن أئمة الشيعة (ع) يتصفون بكونهم ولاة أمر المسلمين حقيقة حسب النظرة الشيعية المستقاة من القرآن الكريم و السنة المطهرة، و من هنا ينقل اليهم اتباعهم و مؤيدوهم بعض الحقوق الشريعة و الهدايا، و من البديهي ان لهم نصيباً من تلك الحقوق يمكن من خلالها تأمين حياتهم المعاشية.
4. الجدير بالذكر أن الأئمة (ع) حتى مع توفر العنصر المالي عندهم لا يعيشون حياة الاسراف و التبذير، بل كانوا – أحيانا- يعيشون دون الحد الطبيعي للحياة، و هذا ما أشار اليه الإمام أمير المؤمنين (ع) عندما تعرض لوصف حياته المعاشية حيث قال: «أَلَا وَ إِنَّ إِمَامَكُمْ قَدِ اكْتَفَى مِنْ دُنْيَاهُ بِطِمْرَيْهِ وَ مِنْ طُعْمِهِ بِقُرْصَيْه...»؛[2].
[1] انظر: الكليني، الكافي، ج 5، ص 148، «بَابُ فَضْلِ التِّجَارَةِ وَ الْمُوَاظَبَةِ عَلَيْهَا»؛ ص ۲۶۰، «بَابُ فَضْلِ الزِّرَاعَةِ»، دارالکتب الاسلامیة، طهران، 1365ش.
[2] الشريف الرضي، محمد بن حسين، نهج البلاغة( صبحي الصالح)، تحقيق و تصحيح، فيض الإسلام، ص 417، هجرت، قم.