تشير الارشادات و التعاليم الاسلامية الى المكانة الكبيرى التي يحظى بها كل من الماء و الخبر من بين النعم الالهية الوفيرة، حتى ان الباحث يرى العلماء قد وضعوا الروايات التي تتحدث عن هذين العنصرين تحت عنوان عام اطلقوا عليه " الخبر و الماء رأس معاش الانسان و حياته" و من تلك الروايات التي وردت في هذا الباب:
«و اعلم يا مُفضَّلُ أَنَّ رأْس معاشِ الانسان و حياته الخبز و الماء فانظرْ كيفَ دُبِّرَ الأَمرُ فيهما فإِنَّ حاجةَ الإِنسان إِلى الماء أَشدُّ من حاجته إِلى الخبزِ و ذلك أَنَّ صبرهُ على الجوع أَكثرُ منْ صبرِه على العطش و الَّذي يحتاجُ إِليه من الماء أَكثرُ ممَّا يحتاجُ إِليه من الخبز؛ لأَنَّهُ يحتاجُ إِليه لشُرْبهِ و وُضُوئِهِ و غُسْلِهِ و غَسْلِ ثيابه و سقي أَنعامه و زرعه فجعل الماءُ مبذُولًا لا يشترى لتسقطَ عن الإِنسان المئونةُ في طلبه و تكلُّفه و جعل الخبزُ مُتعذِّراً لا يُنالُ إِلَّا بالحيلةِ و الحركة ليكونَ للانسان في ذلك شغُلٌ يكُفُّهُ عمَّا يُخْرِجُهُ إِليه الفراغُ من الأَشَرِ و الْعَبَث...».[1]
من هنا يعد هذان العنصران من العناصر المحورية في حياة الانسان؛ للزوم الحاجة اليهما و استمراريتها ما دام الانسان على قيد الحياة. علماً أن الروايات تشير الى كون القمح من المحاصيل الزراعية التي لازمت حياة الانسان على مر التأريخ و أن هناك الكثيرة من الانبياء ممن مارسوا زراعة هذا المحصول.
و مع أننا نشاهد في عصرنا الراهن الكثير من التطورات الصناعية و التقنيات الكثيرة الا انها لم تستطع حذف القمح من قائمة الضرورات الاساسية للانسان في جميع البلدان، حتى مع التفنن في صناعة و طهي الكثير من الاطعمة اللذيذة ذات النكهة الممتازة.
كذلك حظي القمح و الماء باهمية كبيرة في المباحث الفقهية من قبيل ابحاث الطهارات و النجاسات و... و كذلك مباحث الكفارات و الفدية و الفطرة و...
[1] المفضل بن عمر، توحيد المفضل، تحقيق و تصحيح، مظفر، كاظم، ص 87، مكتبة الداوري، قم، الطبعة الثالثة، بدون تأريخ.