على الرغم من أن قبول أو رفض الطاعة والعبادة أمر تحدده أفعال البشر ونواياهم، وفي النهاية، ان مفتاح قبول الأعمال ورفضها بید الله تعالی، ولكن هناک علامات على قبول الأعمال اشارت الیها بعض المصادر الدینیة.
ان ليونة القلب، وسيل الدموع، والتواضع هي علامة على أن الإنسان قد قبل كلام ربه بکل كيانه وعلامة على أن الله قد قبل هدية عبده المتواضعة:
قال الله تعالی فی کتابه الکریم: "اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَديثِ كِتاباً مُتَشابِهاً مَثانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلينُ جُلُودُهُمْ وَ قُلُوبُهُمْ إِلى ذِكْرِ اللَّهِ ذلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدي بِهِ مَنْ يَشاءُ وَ مَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَما لَهُ مِنْ هاد".[1]
وقال ایضا: "إِنَّ الَّذينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذا يُتْلى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقانِ سُجَّداً....... وَ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقانِ يَبْكُونَ وَ يَزيدُهُمْ خُشُوعا".[2]
ان الحالات المذکورة تعتبر من ناحیة علامة علی قبول الانسان کلام الله تعالی ومن ناحیة اخری علامة علی قبول اعمال الانسان.[3]
لعله لهذا السبب قد تمت التوصیة فی بدایة بعض نصوص الزیارات بالاجتهاد والسعی فی الخشوع اما الله تعالی والبکاء فان هذه الاحوال تکون علامة علی قبول الاعمال.[4]
بالطبع قد یثار هذا السؤال بان البکاء لایمکن ان یحدث للانسان فی جمیع اعماله العبادیة. مثلا لا معنی للبکاء فی ایتاء الزکاة والبر بالوالدین والانفاق و.... فکیف یمکن فی هذه الحالات ان تدرک قبول الاعمال؟
الجواب هو ان الخشوع والتواضع امام اوامر الله تعالی هو فی نفسه معیار مناسب للعلم بقبول الاعمال. یجب علی الانسان ان یعلم مدی تواضعه امام الله تعالی فی کل اعماله فکل ما ازداد هذا التواضع یزداد احتمال قبول الاعمال ویثاب علیها اکثر.
[1]. الزمر، 23.
[2]. الاسراء، 109-107.
[3]. الدیلمی، محمد بن حسن، إرشاد القلوب، ج 1، ص 98، قم، انتشارات رضی، 1412ق.
[4]. ابن المشهدی، محمد بن جعفر، المزار الکبیر، ص 88، قم، مکتب النشر الاسلامی، 1419ق.