قبل الجواب یجب أن نقدّم تعریفا عن المعجزة.
یقول علماء الاسلام فی تعریف المعجزة[1]: "المعجزة أمر خارق للعادة مقرون بالتحدی و مطابق للدعوی".
و خوارق العادة هی الحوادث الواقعة علی خلاف طبع الاشیاء و المعهود من عمل القوانین الطبیعیة. و حین یقال انّ المعجزة خرق للعادة فلیس معناه انّ المعجزة استثناء من قانون العلّیة، فلیست المعجزة نفیاً للعلل لانّ قانون العلّیة مقبول من قبل البرهان و القرآن ایضاً.[2]
بعبارة أخرى مجرد کون الأمر خارقا للعادة لا یدخله فی الإعجاز، بل یشترط فی ذلک أن یکون مع التحدی و مطابقا مع المدّعى.
فعلى أساس ما ذکر یمکن أن یکون تعبیر الأحلام إعجازا، و لکن لیس فی کل زمان و بالنسبة إلى أی نبیّ، بل إذا کان خاضعا للشروطه الخاصة التی ذکرت.
ومن جانب آخر إن کون تعبیر الأحلام معجزة لا ینافی أن یکون علما إلهیا بل یلزمه ذلک.
کما لا تعارض بین أن یکون تعبیر الأحلام معجزة و أن یحظى الآخرون بالدرجات النازلة منه؛ کما أنه إعجاز بلاغة القرآن و فصاحته لا یتعارض مع أن یحظى البعض بالدرجات الأنزل من الفصاحة و البلاغة.
الأمر المهم الآخر هو أن هناک علاقة وطیدة بین المعجزة و العلوم المتعارفة بین الناس. لابدّ أن تفوق معجزة کل نبیّ أعلى مراتب العلوم و الفنون فی زمانها، حتى عندما یعجز علماء ذلک العصر عن مواجهتها، یحصل الیقین على أن هذا العلم من قبل الله و لیس له مصدر بشری. فعلى سبیل المثال إن إعجاز تغیّر عصا موسى (ع) متناسب مع تطور السحر و کذلک إبراء الأمراض المستعصیة و إحیاء الأموات على ید النبیّ عیسى (ع) متناسب مع تطور علم الطب و کذلک فصاحة القرآن الفریدة متناسبة مع تلک الفترة التی بلغت فیها الفصاحة و البلاغة إلى ذروتها. من هذا المنطلق نقول إن تعبیر الأحلام کان معجزة النبی یوسف (ع).
إن الأحلام المتعددة التی أشیر إلیها فی سورة یوسف من منام یوسف إلى منام السجناء و منام فرعون مصر و مدى اهتمام الناس فی مصر بتعبیر الأحلام یدلّ على أن تعبیر الأحلام یعدّ من العلوم الراقیة و المتطورة فی ذلک العصر. و لعله لهذا الدلیل کان یحظى نبیّ ذلک العصر یوسف بأعلى درجات هذا العلم و فی الواقع کان یعتبر إعجازه آنذاک.[3]
[1] لاحظ: کشف المراد فی شرح تجرید الاعتقاد، العلامة الحلی. رهبران بزرگ و مسئولیتهای بزرگتر (القادة العظام و المسؤولیات الکبری) ص 119 – 103. مقدمة فی النظرة الکونیة الاسلامیة، الشهید المطهری، المیزان، ج 1: 58 – 90 انسان کامل از دیدگاه نهج البلاغه (الانسان الکامل فی نهج البلاغة) ص 8 – 21، ترجمة و شرح الاشارات لابن سینا، الشواهد الربوبیة، فصل فی اصول المعجزات و خوارق العادات. المبدأ و المعاد، الملاصدرا.
[2] اقتباس من السؤال 901 (الرقم فی الموقع: 989).
[3] . مکارم الشیرازی، ناصر، تفسیر الأمثل فی کتاب الله المنزل، ج7 ، ص227 ، مع تغییر یسیر ، نشر مدرسة الإمام علی بن أبی طالب، 1421ق، الطبعة الاولى.