دحو الأرض(بسط الأرض)
یصادف الیوم الخامس والعشرون من ذی القعدة دخو الارض. "الدَحو" یعنی الانبساط. [1] وفسّره البعض على أنه یعنی ازالة الشیء عن مقرّه الأصلی.[2]
المقصود من دحو الارض(انبساط الأرض)، یعنی أنه فی البدایة، کان سطح الأرض بأکمله مغطى بالمیاه من أمطار الفیضانات الأولى. فاستقرت هذه المیاه تدریجیاً فی حفر الأرض، وارتفعت الأراضی من تحت الماء، واتسعت أکثر فأکثر. من ناحیة أخرى، کانت الأرض فی الأصل على شکل تلال ومنحدرات شدیدة الانحدار وغیر صالحة للسکن. فی وقت لاحق، هطلت الأمطار الغزیرة، وجرفت المرتفعات واتسعت الودیان. شیئًا فشیئًا، فتم إنشاء الأراضی المسطحة والقابلة للاستخدام من أجل حیاة الإنسان والزراعة. مجموع هذا التوسع یسمى "دحو الأرض".[3] لذلک، فإن دحو الأرض یعنی توسع الأرض.
یجب القول؛ إن دحو الأرض ای توسع الأرض لا یعنی بالضرورة خروج الارض من تحت الماء، وحتى وفقًا لأبحاث جیولوجیة جدیدة، کانت شبه الجزیرة العربیة إحدى نقاط توسع الأرض وقد تکون نقطة الانطلاق فی توسع الارض الحرکة فی الجزء السفلی من تحت الکعبة المشرفة؛ ولیس لهذا الامر تعارضا مع العلوم الحدیثة.
دحو الأرض فی القرآن
القرآن الکریم یشیر إلى دحو الأرض. حیث یقول: "وَ الْأَرْضَ بَعْدَ ذلِکَ دَحاها".[4] قد طرح معظم المفسرین مسألة دحو الأرض تحت هذه الآیة.
وقد سجلت کتب السنن والادعیة للامامیة یوما تحت عنوان "دحو الأرض" وهو الیوم الخامس والعشرون من شهر ذی القعدة، وقد کتب کثیر من الأجر على الصوم والعبادة فی هذا الیوم، وورد لهذا الیوم صلاة خاصة تشتمل علی مضامین أخلاقیة واجتماعیة عالیة، وایضا طلب الرحمة والنجاح والتوبة والنصر لأهل الحق. على ما یبدو، فإن تحدید یوم خاص هو رمز لفترة تغیرت فیها الأرض عن حالتها السابقة وأصبح وجهها الحارق والغاضب تدریجیاً رحمة وأصبحت الأرض والهواء جاهزین لظهور الماء والنبات والبشر.[5]
فضل یوم دحو الارض
«یقول الراوی حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِیسَ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَیْنِ عَنْ أَبِی طَاهِرِ بْنِ حَمْزَةَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ الْوَشَّاءِ قَالَ کُنْتُ مَعَ أَبِی وَ أَنَا غُلَامٌ فَتَعَشَّیْنَا عِنْدَ الرِّضَا ع لَیْلَةَ خَمْسٍ وَ عِشْرِینَ مِنْ ذِی الْقَعْدَةِ فَقَالَ لَیْلَةُ خَمْسٍ وَ عِشْرِینَ مِنْ ذِی الْقَعْدَةِ وُلِدَ فِیهَا إِبْرَاهِیمُ وَ وُلِدَ فِیهَا عِیسَى ابْنُ مَرْیَمَ ع وَ فِیهَا دُحِیَتِ الْأَرْضُ مِنْ تَحْتِ الْکَعْبَةِ وَ أَیْضاً خَصْلَةٌ لَمْ یَذْکُرْهَا أَحَدٌ فَمَنْ صَامَ ذَلِکَ الْیَوْمَ کَانَ کَمَنْ صَامَ سِتِّینَ شَهْرا».[6]
اعمال یوم ولیلة دحو الارض
- احیاء هذه الیلة بالعبادة فان أجر العبادة فیها یعدل عبادة مائة عام.[7]
- الصوم، وهو ما تؤکده الروایات، وله أجر کثیرة.[8]
- یستحب قراءة هذه الدعاء فی هذا الیوم:
«اللَّهُمَّ دَاحِیَ الْکَعْبَةِ وَ فَالِقَ الْحَبَّةِ وَ صَارِفَ اللَّزْبَةِ وَ کَاشِفَ الْکُرْبَةِ أَسْأَلُکَ فِی هَذَا الْیَوْمِ مِنْ أَیَّامِکَ الَّتِی أَعْظَمْتَ حَقَّهَا وَ قَدَّمْتَ سَبْقَهَا وَ جَعَلْتَهَا عِنْدَ الْمُؤْمِنِینَ وَدِیعَةً وَ إِلَیْکَ ذَرِیعَةً وَ بِرَحْمَتِکَ الْوَسِیعَةِ أَنْ تُصَلِّیَ عَلَى مُحَمَّدٍ الْمُنْتَجَبِ فِی الْمِیثَاقِ الْقَرِیبِ یَوْمَ التَّلَاقِ فَاتَّقِ کُلَّ رَتْقٍ وَ دَاعٍ إِلَى کُلِّ حَقٍّ وَ عَلَى أَهْلِ بَیْتِهِ الْأَطْهَارِ الْهُدَاةِ الْمَنَارِ دَعَائِمِ الْجَبَّارِ وَ وُلَاةِ الْجَنَّةِ وَ النَّارِ وَ أَعْطِنَا فِی یَوْمِنَا هَذَا مِنْ عَطَائِکَ الْمَخْزُونِ غَیْرَ مَقْطُوعٍ وَ لَا مَمْنُونٍ تَجْمَعُ لَنَا التَّوْبَةَ وَ حُسْنَ الْأَوْبَةِ یَا خَیْرَ مَدْعُوٍّ وَ أَکْرَمَ مَرْجُوٍّ یَا کَفِیُّ یَا وَفِیُّ یَا مَنْ لُطْفُهُ خَفِیٌّ الْطُفْ لِی بِلُطْفِکَ وَ أَسْعِدْنِی بِعَفْوِکَ وَ أَیِّدْنِی بِنَصْرِکَ وَ لَا تُنْسِنِی کَرِیمَ ذِکْرِکَ بِوُلَاةِ أَمْرِکَ وَ حَفَظَةِ سِرِّکَ وَ احْفَظْنِی مِنْ شَوَائِبِ الدَّهْرِ إِلَى یَوْمِ الْحَشْرِ وَ النَّشْرِ وَ أَشْهِدْنِی أَوْلِیَاءَکَ عِنْدَ خُرُوجِ نَفْسِی وَ حُلُولِ رَمْسِی وَ انْقِطَاعِ عَمَلِی وَ انْقِضَاءِ أَجَلِی اللَّهُمَّ وَ اذْکُرْنِی عَلَى طُولِ الْبِلَى إِذَا حَلَلْتُ بَیْنَ أَطْبَاقِ الثَّرَى وَ نَسِیَنِی النَّاسُونَ مِنَ الْوَرَى وَ أَحْلِلْنِی دَارَ الْمُقَامَةِ وَ بَوِّئْنِی مَنْزِلَ الْکَرَامَةِ وَ اجْعَلْنِی مِنْ مُرَافِقِی أَوْلِیَائِکَ وَ أَهْلِ اجْتِبَائِکَ وَ أَصْفِیَائِکَ وَ بَارِکْ لِی فِی لِقَائِکَ وَ ارْزُقْنِی حُسْنَ الْعَمَلِ قَبْلَ حُلُولِ الْأَجَلِ بَرِیئاً مِنَ الزَّلَلِ وَ سُوءِ الحطل [الْخَطَلِ] اللَّهُمَّ وَ أَوْرِدْنِی حَوْضَ نَبِیِّکَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَیْهِ وَ أَهْلِ بَیْتِهِ وَ اسْقِنِی مَشْرَباً رَوِیّاً سَائِغاً هَنِیئاً لَا أَظْمَأُ بَعْدَهُ وَ لَا أُخَلَّا وِرْدَهُ وَ لَا عَنْهُ أُذَادُ وَ اجْعَلْهُ لِی خَیْرَ زَادٍ وَ أَوْفَى مِیعَادٍ یَوْمَ یَقُومُ الْأَشْهَادُ اللَّهُمَّ وَ الْعَنْ جَبَابِرَةَ الْأَوَّلِینَ وَ الْآخِرِینَ لِحُقُوقِ أَوْلِیَائِکَ الْمُسْتَأْثِرِینَ اللَّهُمَّ وَ اقْصِمْ دَعَائِمَهُمْ وَ أَهْلِکْ أَشْیَاعَهُمْ وَ عَامِلَهُمْ [عَالِمَهُمْ] وَ عَجِّلْ مَهَالِکَهُمْ وَ اسْلُبْهُمْ مَمَالِکَهُمْ وَ ضَیِّقْ عَلَیْهِمْ مَسَالِکَهُمْ وَ الْعَنْ مَسَاهِمَهُمْ [مُسَاهِمَهُمْ] وَ مَشَارِکَهُمْ [مُشَارِکَهُمْ] اللَّهُمَّ وَ عَجِّلْ فَرَجَ أَوْلِیَائِکَ وَ ارْدُدْ عَلَیْهِمْ مَظَالِمَهُمْ وَ أَظْهِرْ بِالْحَقِّ قَائِمَهُمْ وَ اجْعَلْهُ لِدِینِکَ مُنْتَصِراً وَ بِأَمْرِکَ فِی أَعْدَائِکَ مُؤْتَمِراً اللَّهُمَّ احْفَظْهُ [احففه] بِمَلَائِکَةِ النَّصْرِ وَ بِمَا أَلْقَیْتَ إِلَیْهِ مِنَ الْأَمْرِ فِی لَیْلَةِ الْقَدْرِ مُنْتَقِماً لَکَ حَتَّى تَرْضَى وَ یَعُودَ دِینُکَ بِهِ وَ عَلَى یَدَیْهِ جَدِیداً غَضّاً وَ یُمَحِّصَ الْحَقَّ مَحْصاً وَ یَرْفَضَ الْبَاطِلَ رَفْضاً اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَیْهِ وَ عَلَى آبَائِهِ وَ اجْعَلْنَا مِنْ صَحْبِهِ وَ أُسْرَتِهِ وَ ابْعَثْنَا فِی کَرَّتِهِ حَتَّى نَکُونَ فِی زَمَانِهِ مِنْ أَعْوَانِهِ اللَّهُمَّ أَدْرِکْ بِنَا قِیَامَهُ وَ أَشْهِدْنَا أَیَّامَهُ وَ صَلِّ عَلَیْهِ وَ عَلَیْهِ السَّلَامُ وَ ارْدُدْ إِلَیْنَا سَلَامَهُ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَکَاتُهُ».[9]
- أداء رکعتین عند الظهر یقرأ فی کل رکعة منها سورة "الفاتحة" مرة واحدة وسورة "الشمس" خمس مرات، ثم یقرأ بعدها هذا الدعاء «لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِیِّ الْعَظِیمِ، یَا مُقِیلَ الْعَثَرَاتِ أَقِلْنِی عَثْرَتِی یَا مُجِیبَ الدَّعَوَاتِ أَجِبْ دَعْوَتِی یَا سَامِعَ الْأَصْوَاتِ اسْمَعْ صَوْتِی وَ ارْحَمْنِی وَ تَجَاوَزْ عَنْ سَیِّئَاتِی وَ مَا عِنْدِی یَا ذَا الْجَلَالِ وَ الْإِکْرَامِ».[10]
[1]. ابن منظور، محمد بن مکرم، لسان العرب، ج 14، ص 251، بیروت، دار صادر، الطبعة الثالثة، 1414ق.
[2]. الراغب الاصفهانی، حسین بن محمد، المفردات فی غریب القرآن، تحقیق، داودی، صفوان عدنان، ص 308، دمشق، بیروت، دارالقلم، الدار الشامیة، الطبعة الاولی، 1412ق.
[3]. مکارم الشیرازی، ناصر، تفسیر نمونه، ج 26، ص 101، تهران، دار الکتب الإسلامیة، چاپ اول، 1374ش.
[4]. نازعات، 30. «وَ الْأَرْضَ بَعْدَ ذلِکَ دَحاها».
[5]. الطالقانی، سید محمود، پرتوی از قرآن، ج 3، ص 106، پاورقی، طهران، الشرکة السهامیة للنشر، الطبعة الرابعة، 1362ش.
[6]. الشیخ الصدوق، ثواب الأعمال و عقاب الأعمال، ص 79، قم، دار الشریف الرضی للنشر، الطبعة الثانیة، 1406ق.
[7]. ابن طاووس، على بن موسى، إقبال الأعمال، ج 1، ص 312، طهران، دار الکتب الإسلامیه، الطبعة الثانیة، 1409ق.
[8]. نفس المصدر، ص 310 و 312.
[9]. نفس المصدر، ص 312 – 313.
[10]. نفس المصدر، ص 314.