Please Wait
الزيارة
6929
محدثة عن: 2008/02/20
کد سایت fa417 کد بایگانی 1488
گروه الفلسفة الاحکام والحقوق,العملیة
خلاصة السؤال
لماذا حرم الله الانتحار؟
السؤال
لماذا لا یستطیع الانسان ان یحرم نفسه من نعمة الحیاة الکبری؟
الجواب الإجمالي

اذا کان مرادکم من السؤال هو لماذا لا یجوز للانسان ان یحرم نفسه من نعمة الحیاة، فینبغی ان نقول فی الجواب:

1. ان کل أنسان بالاستناد الى عقله و فطرته یفهم ان اتلاف أی نعمة من نعم العالم هو أمر مرفوض و مذموم و هذا مطلب واضح الى درجة بحیث یدرکه جمیع افراد البشر فی مختلف الاعمار و المذاهب و لهذا السبب وجدت فی العالم العدید من المنظمات المهمة بحمایة النعم الطبیعیة تحت اسماء مختلفة کلجان حمایة البیئة و لجان الدفاع عن الحیوانات و ...

اضافة الی تأسیس منظمات دولیة متعددة لأجل الحفاظ على مظاهر الحیاة فی الکرة الارضیة مفتوحة و ... لیمکنها عن طریق وضع مختلف القوانین حمایة النعم الطبیعیة الالهیة و السیطرة علیها على مستوى العالم. فاذا لم یجز العقل و فطرة الانسان اتلاف و اضاعة اقل نعمة من النعم الالهیة و یعتبره أمراً قبیحاً، فکیف یجوز للانسان اتلاف اکبر نعمة و هی الحیاة؟

اتضح بهذه المقدمة ان الاعتقاد بان الانسان مجاز فی ان یقضی على حیاته هو فی الواقع مؤشر على الانحراف عن العقل و الفطرة الانسانیة و هو نوع من الامراض النفسیة التی یجب علاجها، و قد تأسست حدیثاً مراکز لمعالجة هذا النوع من الامراض النفسیة حیث یحاول الاطباء بطرق نفسیة مختلفة معالجة هذا النوع من المرضی.

2. ان الدین الاسلامی المبین -الذی شرعت تعالیمه کلها على اساس العقل و الفطرة و الواقعیة- ایضا حٌرم الانتحار و سلب الحیاة عن النفس و اعتبره أمراً غیر مشروع.

3. من خلال النظرة الکونیة الاسلامیة و علی أساس معارف القرآن فان الله هو المالک للکون[1] و قد وهبنا الله هذه النعم لنستخدمها فی طریق تکاملنا و سعادتنا، فاضاعة النعم و اتلافها هو عمل بخلاف رضا مالکها، و العقل یحکم بوجوب رعایة رضا المالک فیما اودعه عندنا و انه لا یجوز التصرف فیه بما یخالف رضاه.

4. و الملاحظة الاکثر أهمیة هی ان حکمة منع الانتحار فی الاسلام لیست مجرد حفظ حیاة الفرد القاصد للانتحار، بل یرید الاسلام بهذا الحکم حمایة کل المجتمع البشری من الخطر و الهلاک.

و توضیح ذلک: انه حین یکون الانتحار حراماً و ممنوعاً و انه لا یحق للفرد ان یقتل نفسه التی فی نظره هی ملک له، فلا یجوز قطعاً قتل الآخرین، و ان منع الانتحار یمنع من نمو هذا النوع من المرض و تطوره فی المجتمع و فی هؤلاء الافراد.

و علی أی حال فان الذین یقدمون علی الانتحار مبتلون بانحراف روحی و عقلی و هم مرضى. و لا یمکننا أن نتوقع من الافراد المرضی الی هذا الحد بحیث یکونون مستعدین للقضاء علی حیاتهم و لا یرحمون أنفسهم التی هی أعز شیء فی هذا العالم لدیهم، ان یرحموا الآخرین و لا یقتلوا الناس الأبریاء، انطلاقا من قیاسات خاطئة، فاذا أجاز القانون و الشرع لمثل هؤلاء الأفراد ان یقتلوا أنفهسم فهو فی الواقع قد أقدم على هلاک البشر. و لهذا السبب فقد عُد (الانتحار) من أکبر الذنوب و أعد الله لمرتکب هذا العمل عذابا الهیاً شدیداً.[2]



[1] "ولله ملک السماوات و الارض"، آل عمران، 189.

[2] یقول الامام الصادق (ع): «من قتل نفسه متعمداً فهو فی نار جهنم خالد فیها»، من لا یحضره الفقیه، ج 4، ص 95.ر