قد ذكر في العديد من الروايات أنّ من أول الأشياء التي یسئل عنها یوم القیامة هي الصلاة، وأن لها درجة الأهمیة والقیمة، بحيث یترتب قبول سائر الأعمال الاخری علی قبولها: «إِنَّ أَوَّلَ مَا يُحَاسَبُ بِهِ الْعَبْدُ الصَّلَاةُ فَإِنْ قُبِلَتْ قُبِلَ مَا سِوَاهَا».[1] ومن ناحية أخرى، فانه ليس فقط تارکی الصلاة، بل حتى أولئك الذين يصلون، ولكن یتکاسلون في صلاتهم، خارجون من دائرة شفاعة نبي الإسلام(ص). کما روي عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (ع) أن رَسُولُ اللَّهِ (ص)قال: «لَا يَنَالُ شَفَاعَتِي غَداً مَنْ أَخَّرَ الصَّلَاةَ الْمَفْرُوضَةَ بَعْدَ وَقْتِهَا»،[2]و قال ایضاً: «لَيْسَ مِنِّي مَنِ اسْتَخَفَّ بِصَلَاتِهِ لَا يَرِدُ عَلَيَّ الْحَوْضَ لَا وَ اللَّهِ».[3]
مع ذلك، مع كل ما کان للصلاة من قيمة ووزن، فإنه لا يمكن أن يقال كنظرية، بأن تارک الصلاة یستحق الجحیم حتی إذا کانت جمیع اعماله صالحة. لأننا نعتقد أنه لا يمكن العثور على هکذا شخص، ولا نجد له مثالا البتة؛ لأن رسول الله(ص) قال: «لَا يَزَالُ الشَّيْطَانُ ذَعِراً مِنَ الْمُؤْمِنِ مَا حَافَظَ عَلَى الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ فَإِذَا ضَيَّعَهُنَّ تَجَرَّأَ عَلَيْهِ وَ أَوْقَعَهُ فِي الْعَظَائِم».[4] لذلك، بالنظر الی تصرح هذه الرواية، إنه مجرد خيال ووهم أن تکون کل أعمال الشخص صالحة وأنه لا يصلي فقط!
[1]. الکلینی، محمد بن یعقوب، الکافی، المحقق، المصحح، الغفاری، علی اکبر، الآخوندی، محمد، ج 3، ص 268، طهران، دار الکتب الإسلامیة، الطبعة الرابعة، 1407ق.
[2]. ابن بابويه، محمد بن على، الأمالي، النص، ص 399، طهران، كتابجى، الطبعة السادسة، 1376ش.
[3]. المنسوب الی على بن موسى عليه السلام، الفقه المنسوب إلى الإمام الرضا عليه السلام، ص 101، مشهد، مؤسسة آل البيت عليهم السلام، الطبعة الاولی ، 1406ق.
[4]. على بن موسى عليه السلام، صحيفة الإمام الرضا عليه السلام، المحقق، المصحح، نجف، محمد مهدى، ص 42، مشهد، المؤتمر العالمی للامام الرضا عليه السلام، الطبعة الاولی ، 1406ق.