Please Wait
5803
لایوجد جواب الجمالی لهذا السؤال، النقر الجواب التفصیلی
إن الالتفات إلى بعض الملاحظات فی هذا المجال من الممکن أن یساعدکم فی الوصول إلى الجواب:
الف- هذه المسألة هی مسألة فقهیة و یختلف رأی الفقهاء فیها. بالرغم من أن جمیع الفقهاء قد اتفقوا على أن الدم الذی یخرج من المرأة بعد سن الستین من السنین القمریة[1]، لیس بحیض، حتى لو کان له ممیزات و صفات الحیض. و ان الدم الخارج قبل إتمام سن الخمسین من السنین القمریة[2]، إذا کان له صفات و علائم الحیض، فانه حیض. أما أراء الفقهاء بخصوص حکم الدم الخارج من المرأة بعد سن الخمسین إلى سن الستین من السنین القمریة فهی کالأتی:
1. إن سن الیأس[3] للمرأة القرشیة یکون بعد إتمام ستین سنة (من السنین القمریة) من العمر، إی أنها لا ترى دم الحیض بعد ذلک و المرأة الغیر قرشیة تصبح یائسة بعد سن الخمسین (من السنین القمریة)، و هذا هو رأی الإمام الخمینی و آیة الله العظمى الاراکی و آیة الله الکلبایکانی و آیة الله فاضل لنکرانی (ره).
2. المرأة الغیر قرشیة تصل إلى سن الیأس بعد إتمام سن الخمسین، و ان المرأة القرشیة بعد إتمام سن الخمسین إلى إتمام سن الستین إذا رأت علامات للحیض أو رأت الدم فی أیام العادة الشهریة فالاحوط وجوباً أن تجمع بین تروک الحائض و اعمال المستحاضة. (أن یحتطن) و هذا هو رأی السید الخوئی (ره).
3. القرشیة و غیر القرشیة تصبحان یائستین فی سن الستین بشکل مطلق، غیر ان القرشیات بعد إتمام الخمسین سنة إلى إتمام الستین سنة إذا رأین الدم بالشکل الذی کن یرینه قبل الخمسین سنة و یحکمن علیه بأنه دم حیض بشکل قطعی فالاحوط استحباباً أن یجمعن بین تروک الحائض و عمل المستحاضة و هذا هو رأی آیة الله العظمى السیستانی (دام ظله).
4. لا فرق بین المراة السیدة و غیر السیدة فانهن یصلن إلى سن الیأس بعد إتمام سن الخمسین یعنی اذا رأینَّ دماً فهو لیس بدم حیض، بإستثناء النساء القرشیات خاصة حیث إن القرشیة تصل إلى سن الیأس بعد إتمام الستین عاماً. و هذا هو رأی آیة الله مکارم الشیرازی.[4]
ب- کما تعلمون ان للأحکام و التعالیم الدینیة أسبابا و عللا إضافة إلى أنها وضعت على أساس المصالح و المفاسد.
أما کیف یمکن فهم و إدراک ذلک؟ فیجب القول:
أولاً: بالرغم من انه لا یوجد هنالک إشکال فی السؤال بخصوص هذه المواضیع و المسائل، و لم یمنع الإسلام أحداً من الاستفسار و السؤال، بل إن الإسلام یشجع على تعلم المسائل التی تتعلق بالدین، و لکن یجب أن نعلم أن فهم علة و فلسفة هکذا حکم لا یکون متیسراً لکل شخص و یتطلب على الإنسان أن یتخصص فی هذا المجال.
ثانیاً: بغض النظر عن ذلک، إن مصلحة و فلسفة جمیع الاحکام لا تکون لدینا واضحة و بیَّنة، و کمثال على ذلک ثبت فی الشرع الإسلامی و بشکل قطعی أن صلاة الصبح رکعتان و لکن نرى انه حتى المراجع العظام لا یعلمون لماذا جعل الله سبحانه صلاة الصبح رکعتین و لم یجعلها ثلاث رکعات، نعم یوجد هنالک احتمالات فی تفسیر هذه الحالة و لکنها لیست بالشیء القطعی.
ثالثاً: إن الشخص الذی لیس له تخصص فی المسائل و الأحکام الدینیة و یرجع فیها إلى مرجع للتقلید، فیجب علیه قبول هذه الأحکام من باب الرجوع إلى المتخصص و لا یدخل فی فروع و دهالیز فلسفة أو علل هذه الأحکام، حیث عندما یذهب الإنسان إلى الطبیب، لا یبحث عن فلسفة التشخیص من قبل الطبیب.
رابعاً: المصالح و المفاسد تترتب على عمل الإنسان بتعالیم أحکام الدین حتى لو کان الإنسان لا یعلم بآثار هذه الأحکام و هذه التعالیم، مثلا إن المریض الذی یعمل بتوصیات و نصائح الطبیب سوف یتمثل إلى الشفاء بالرغم من انه لا یعلم بآثار الدواء الذی تناوله أو انه لا یعلم لماذا أوصى الطبیب بتناول هذا الدواء بالذات.
و على هذا الأساس، فان البحث وراء أسباب و علل تمیّز المرأة القرشیة عن غیرها فی مسألة سن الیأس من قبل الناس الغیر متخصصین، نرى انه أمر غیر ضروری.
إن هذا الحکم قد توصل إلیه الفقهاء بالاستناد إلى روایات نظیر الروایة التی نقلت عن الإمام الصادق (ع) و التی یقول فیها: "إذا بلغت المرأة خمسین سنة لم تر حمرة إلا أن تکون امرأة من قریش".[5]
إن اختلاف القرشیات عن غیرهن من النساء من المحتمل أن یکون بسبب القدرة البدنیة و الجسمانیة العالیة بالنسبة إلى باقی النساء و لذلک یختلف ابدأنهن من الناحیة الفسیولوجیة عن ابدان غیرهن من النساء.
کما نرى مثل هذه الحالة فی الأعراق و الطوائف حیث تختلف فیما بینها من ناحیة لون البشرة أو القدرة البدنیة لإفرادها، و کمثال على ذلک إن سن البلوغ للنساء الموجودات فی المناطق الباردة جداً کسبیریا مثلا یختلف عن سن البلوغ للمرأة السعودیة أو الإفریقیة و التی تنمو فی درجات حرارة تصل إلى خمسین درجةً فوق الصفر.
و بغض النظر عن ما ذکر سابقاً، فان سن الیأس للمرأة بشکل عام قد ارتفع فی زماننا هذا حیث یوجد الکثیر من النساء لا یصبحن یائسات فی سن الخمسین کما یذکر ذلک بعض المتخصصین فی هذا المجال، و هذا کله ناتج من رعایة الجانب الصحی و التغذیة إلى رفع سن الیأس فی کثیر من النساء.[6]
1- إن 60 سنة من السنین القمریة یعادل 58 سنة و77 یوم و12 ساعة من السنین الشمسیة. جامع المسائل، أیة الله فاضل، ص 62، سؤال 179.
2- 50 سنة قمریة تعادل 48 سنة شمسیة و179 یوم . جامع المسائل، أیة الله فاضل، ص62، سؤال 179.
3- معنى یائسة: یائسة من الیأس، و هو یأس المرأة من العادة الشهریة و إنجاب الإفراد.
[4] توضیح المسائل للمراجع، المسالة 435؛ العروة الوثقى، ج1، فصل فی الحیض.
[5] الکافی، ج3، ص 107؛ التهذیب، ج1، ص 397، ح 1236.
6- للاطلاع أکثر یمکنکم مراجعة السایت www.sefaty.net.