Please Wait
الزيارة
6761
محدثة عن: 2012/07/29
کد سایت fa20281 کد بایگانی 28291
گروه الحقوق والاحکام,معرفة المزيد
خلاصة السؤال
ما المراد من مقولة الاستقلال الاقتصادي للدولة؟
السؤال
ما المراد من مقولة الاستقلال الاقتصادي للدولة؟
الجواب الإجمالي

المراد بالاستقلال هو أن یتمکن المجتمع من انتاج ما یحتاج الیه علی مستوی مقبول من الرفاه، و لا يکون معتمداً علی الآخرين و محتاجاً اليهم في ادارة الامور الاقتصادية.

و بناء علی هذا فالاستقلال الاقتصادي هو الاکتفاء الذاتي في توفير الحاجات الاساسية و منع تسلط الدول الاخری علی اقتصاد البلد.

و يعد موضوع الواردات ايضاً من المحاور المهمة و من مصاديق الاستقلال الاقتصادي. و الظاهر ان واردات البلد لا تتنافی مع الاستقلال الاقتصادی، و ليس هذا فحسب بل انها تساعد في استقرارهذا الاستقلال ايضاً، و انما الذي يتنافي مع الاستقلال التبعية و الاعتماد الكامل، اي يکون البلد معتمداً الی درجة بحيث اذا قطعت الصادرات عنه اختلت الحياة فيه بشکل ملحوظ. و أما اذا لم تکن الواردات بدرجة الاعتماد  الضروري و لم تصل الی الافراط ايضاً، فلا تتنافی أبداً مع الاستقلال الاقتصادي.

الجواب التفصيلي

قبل الاجابة ینبغي ذکر ملاحظة تتمثل بضرورة الاهتمام بالنتائج و الاستنباطات العقلیة في مختلف العلوم، و یجب الاعتراف بمعطياتها العلمية، لما للعقل من دور في کثیر من العلوم حيث یقوم باکتشاف المعلومات و وضع التعاریف و القوانین لها. نعم وردت اشارات في الدین الی بعض العلوم و المطالب العلمیة بشکل عرضي واستطرادي.[1] و لذا یجب ان یکون العقل هو محور البحوث في کثیر من العلوم، و یجب الاعتراف بحجیته ما لم یخالف المرتکزات الشرعیة. و الدین بدوره ایضاً أکد کثیراً علی التقدم العلمي، و یمکن استفادة ذلک من تأکیده علی طلب العلم، و القاء الكثير من الامور الدنيوية على كاهل العقل البشري لکي یتمکن علی مر الزمان من دراستها و تطویرها. و يعد علم الاقتصاد  من جملة تلک العلوم، فقد ذکر الاسلام توصیات عامة و مهمة یصب اکثرها في مراعاة الاخلاق في الاقتصاد.

وبعد هذه المقدمة نتعرض للبحث حول معنی الاستقلال الاقتصادي.

الاستقلال الاقتصادي:

المراد بالاستقلال هو ان یتمکن المجتمع من انتاج ما یحتاج الیه علی مستوی مقبول من الرفاه، و لا يکون معتمداً علی الاخرين و محتاجاً اليهم في ادارة الامور الاقتصادية، و ان يترجح احيانا یوفير بعض حیاته الاقتصادیة من خارج البلد بسبب قلة التکلفة او لغایة أخری[2].و قد ذکروا في تعریف الاستقلال بانه: عبارة عن امتلاک قدرة اتخاذ القرار و التخطیط، مع تنفیذ هذه القرارات و الخطط في دائرة الحاکمیة. و لو جزأنا هذا التعریف لوجدناه ينطوي على ثلاثة عناصر اساسية: قدرة اتخاذ القرار، و قدرة تنفیذ القرار و دائرة الحاکمیة. و علی هذا الاساس فاذا استطاعت أمة ما أن تضع لنفسها برامج سیاسیة و اقتصادیة و اجتماعیة و ثقافیة دون ان تتأثر بالعوامل الخارجیة الاقلیمیة و القوی العالمیة المؤثرة فان تلک الأمة توصف بالاستقلالية حينئذ[3].

الاستقلال الاقتصادي من وجهة نظر الدستور الایراني:

ورد التأکید في دستور الجمهوریة الاسلامیة الایرانیة علی انه یجب ان یصل الاقتصاد الایراني الی مرحلة الاکتفاء الذاتي و الاستقلال و ان یتخلص من التبعیة. و قد تكفل الاصل الثالث و الاربعون من الدستور ببیان الاسس الاقتصادیة للدولة، و توضح الاستقلال الاقتصادي ضمن عدة مواد:

و تشير الفقرة التاسعة من هذا الاصل الی اعتماد الاقتصاد الایراني و تؤکد علی انه یجب علی اقتصاد ایران ان یصل الی مرحلة الاکتفاء الذاتي و الاستقلال و یتخلص من التبعیة. و اسلوب الحل الذي یطرحه الدستور في هذا المورد يمثل بزیادة الانتاج الزراعي و الحیواني و الصناعي لسد حاجات البلاد و تحقيق الاكتفاء الذاتي لها و تحريرها من التبعية الاجنبية.

و علیه فان من الاهداف العلیا لدستور الجمهوریة الاسلامیة الایرانیة تتمثل بتحقيق الاستقلال الاقتصادي و توفیر الاحتیاجات المتزایدة للناس الذین یعیشون في المجتمع الاسلامي.

وبناء علی هذا يكون معنی الاستقلال الاقتصادي الاکتفاء الذاتي في رفع الاحتیاجات الاساسیة و المنع من تسلط الدول الاخری علی اقتصاد البلد. والملاحظة الاخیرة هي انه هل تتنافی الواردات من الدول الاخری مع الاستقلال الاقتصادي؟ و الظاهر ان واردات البلد لا تتنافی مع الاستقلال الاقتصادی، و ليس هذا فحسب بل انها تساعد – احياناً- في استقرار هذا الاستقلال ايضاً، و انما الذي يتنافي مع الاستقلال التبعية و الاعتماد، اي يکون البلد معتمداً الی درجة بحيث اذا قطعت الصادرات عنه اختلت الحياة فيه بشکل ملحوظ. و أما اذا لم تکن الواردات بدرجة الاعتماد  الضروري ولم تصل الی الافراط ايضاً، فلا تتنافی ابداً مع الاستقلال الاقتصادي[4].

 


[1] الرضائي، محمد علي، دراسة في الاعجاز العلمي في القرآن، ص39، نشر الکتاب المبین، رشت، 1381ش.

[2] هادوي الطهراني، المذهب و النظام الاقتصادي في الاسلام، ص83، نینوی، 1383ش.

[3] ذهنیة الاساتذة والنخب.

[4] لاحظ: المطهري، مرتضى، مجموعة الآثار، ج24، ص238، نشر صدرا، طهران، 1381ش.