کد سایت
ar21946
کد بایگانی
30845
گروه
التفسیر
التسميات
النصب|قالوا سلاما|قال سلام|الرفع|الإسمية و الفعلية
خلاصة السؤال
ما سبب ورود سلام الملائکة فی الآیة 69 من سورة هود منصوبا، أما النبی إبراهیم (ع) فقد ودّ السلام مرفوعا؟
السؤال
ما الفرق بین سلاماً و سلامٌ؟ فی قوله تعالى (قالوا سلاماً قال سلامٌ قوم منکرون) قال أهل اللغة أن کلمة "سلاماً" تحمل معنى "الجملة الإسمیة" و أما کلمة "سلامٌ" تحمل معنى "الجملة الفعلیة" و مما هو معروف عند علماء اللغة أن الجملة الفعلیة أعم و أشمل من الجملة الإسمیة، و تفید معنى إستمراریة السلام و حصول الفعل لما بعد حین، أما الجملة الإسمیة فمعنى السلام الذی تطویه فقط فی تلک الحین التی قیل فیها و لیس بمستمر، لماذا کان السلام بالجملة الإسمیة و الرد بالجملة الفعلیة؟
الجواب الإجمالي
یقول علماء اللغة العربیة، إن جواب سلام النبی إبراهیم (ع) جاء مرفوعاً و نکره، لزیادة الإحترام و التکریم. و هذه الدقة فی الجواب مقرونة بالضیافة الواسعة من قبل النبی إبراهیم (ع) لضیوف، و تدل على أدبه الخاص و إحترامه و تکریمه لهم.
الجواب التفصيلي
لقد وردت قصة مجیئ الملائکة إلى بیت النبی إبراهیم (ع) و إستقباله و ضیافته لهم، فی مکانین فی القرآن الکریم: "هَلْ أَتاکَ حَدیثُ ضَیْفِ إِبْراهیمَ الْمُکْرَمینَ * إِذْ دَخَلُوا عَلَیْهِ فَقالُوا سَلاماً قالَ سَلامٌ قَوْمٌ مُنْکَرُونَ * فَراغَ إِلى أَهْلِهِ فَجاءَ بِعِجْلٍ سَمینٍ ".[1] و قد جاء سلام الملائکة فی هذه الآیة منصوباً: "قالوا سلاماً"، بید أن النبی إبراهیم (ع) ردّ سلامهم بالرفع: "قال سلامٌ".
اما إعراب "سلاماً" فی اللغة العربیة مصدر و مفعول مطلق لفعل محذوف. فیکون على هذا تقدیر الجملة هو: "سلمنا سلاماً". أما "سلامٌ" فهو مبتدأ لخبر محذوف و التقدیر هو کما نسلم نحن "سلام علیکم"،[2] أی إن سلام الملائکة کان بجملة فعلیة لکن جواب إبراهیم کان بجملة إسمیة.
و على خلاف ما جاء فی متن السؤال، فإن الجملة الإسمیة تفید بأصل وضعها ثبوت شئ لشیء لیس غیر، أی دون نظر إلى تجدد و إستمرار. و قد تخرج الجملة الإسمیة عن هذا الأصل و تفید الدوام و الإستمرار بحسب القرائن کأن یکون الکلام فی مقام مدح أو ذم أو دعاء. أما الجملة الفعلیة فتفید الحدوث و صرف الوقوع بزمان خاص حسب الوضع.[3]
و قد بین السید علی خان الکبیر نفس هذه النکتة فی شرحه لجملة "الحمد لله"، حیث قال إن عبارة "الحمد لله" تفید الإستمرار قبل کونها تدلّ على الحمد و الشکر و أمثالهما. و قد طبقت نفس هذه القاعدة فی الآیات التی تتکلم عن النبی إبراهیم و مجئ الملائکة إلى بیته،[4] فقد ردّ النبی إبراهیم (ع) سلامهم و أجابهم بأدب أعلى.[5] تطبیقا لقوله تعالى "وَ إِذا حُیِّیتُمْ بِتَحِیَّةٍ فَحَیُّوا بِأَحْسَنَ مِنْها أَوْ رُدُّوها إِنَّ اللَّهَ کانَ عَلى کُلِّ شَیْءٍ حَسیباً".[6]
اما إعراب "سلاماً" فی اللغة العربیة مصدر و مفعول مطلق لفعل محذوف. فیکون على هذا تقدیر الجملة هو: "سلمنا سلاماً". أما "سلامٌ" فهو مبتدأ لخبر محذوف و التقدیر هو کما نسلم نحن "سلام علیکم"،[2] أی إن سلام الملائکة کان بجملة فعلیة لکن جواب إبراهیم کان بجملة إسمیة.
و على خلاف ما جاء فی متن السؤال، فإن الجملة الإسمیة تفید بأصل وضعها ثبوت شئ لشیء لیس غیر، أی دون نظر إلى تجدد و إستمرار. و قد تخرج الجملة الإسمیة عن هذا الأصل و تفید الدوام و الإستمرار بحسب القرائن کأن یکون الکلام فی مقام مدح أو ذم أو دعاء. أما الجملة الفعلیة فتفید الحدوث و صرف الوقوع بزمان خاص حسب الوضع.[3]
و قد بین السید علی خان الکبیر نفس هذه النکتة فی شرحه لجملة "الحمد لله"، حیث قال إن عبارة "الحمد لله" تفید الإستمرار قبل کونها تدلّ على الحمد و الشکر و أمثالهما. و قد طبقت نفس هذه القاعدة فی الآیات التی تتکلم عن النبی إبراهیم و مجئ الملائکة إلى بیته،[4] فقد ردّ النبی إبراهیم (ع) سلامهم و أجابهم بأدب أعلى.[5] تطبیقا لقوله تعالى "وَ إِذا حُیِّیتُمْ بِتَحِیَّةٍ فَحَیُّوا بِأَحْسَنَ مِنْها أَوْ رُدُّوها إِنَّ اللَّهَ کانَ عَلى کُلِّ شَیْءٍ حَسیباً".[6]
[1] الذاریات، 24 ـ 26، هود، 69 ـ 83.
[2] درویش، محیی الدین، اعراب القرآن و بیانه، ج 4، ص 397، دار الإرشاد، سوریة، 1415 ق. المسوغ فی وقوع المبتدأ نکره فی هذه الجملة هو کونه دعاءً، و إلا فیمکن عدّ خبراً لمبتدأ محذوف أی "قولی سلامٌ".
[3] أمیل بدیع، یعقوب، موسوعة النحو و الصرف و الإعراب، ص 327، استقلال، طهران، 1385 ش.
[4] کبیر مدنی شیرازی، سید علی خان بن احمد، ریاض السالکین فی شرح صحیفة سید الساجدین، ج 1، ص 232، مکتب النشلر الإسلامی، قم، 1409 ق.
[5] الراغب الإصفهانی، حسین بن محمد، مفردات الألفاظ القرآن، ص 422، دار القلم ـ دار الشامیة، بیروت ـ سوریة، 1412 ق.
[6] نساء، 86.