Please Wait
الزيارة
7349
محدثة عن: 2009/03/17
کد سایت fa1127 کد بایگانی 4445
گروه النظریة,الحقوق والاحکام
خلاصة السؤال
ما هی حقیقة الاستفادة من کتب الدعاء التی تحتوی على الأشکال و الجداول؟
السؤال
حصلت على کتاب فی بعض الأدعیة و یحتوی على بعض الرسوم و الجداول التی کتبت فی الأعداد، و لعل هذه الأعداد أسماء الله، فهل هذا من السحر أم الدعاء، و هل أن الاستفادة من هذه الکتب حرام؟
الجواب الإجمالي

أولاً: بالنظر لما جاء فی سؤالکم فإن تشخیص و تحدید نوع العلم المذکور فی تلک الکتب أمرٌ مشکل، و لمعرفة ذلک لا بد من تفصیل و إیضاح أکثر مما ذکر فی السؤال، و لکنه من الممکن الإشارة بشکلٍ مجمل إلى أن الکتاب یعالج بعض العلوم الغریبة کالجفر و الرمل و النجوم و... و لکن التحدید الدقیق غیر ممکن.

ثانیاً: هناک فرق کبیر بین العلوم الغریبة و السحر و غیره و بین کتب الدعاء، لأن العلوم الغریبة یتم تحصیلها عن طریق التعلم و المعرفة و الاطلاع على قواعد معینة و طرق خاصة، و هدف العلوم الغریبة معرفة الحوادث المستقبلیة و اکتشاف أحوال الأشخاص عن طریق معادلات و طرق خاصة، یمکن أن تصل إلى الحقیقة فی بعض الأحیان، و لیس بشکلٍ دائم.

و أما السحر و أمثاله فإنها من الأعمال غیر المشروعة فی إطار الاتصال بالجن و غیره من المخلوقات، من أجل الإیقاع بین الناس و تعکیر صفو حیاتهم و إیجاد الارتباک فیها.

إن تعلم السحر و تعلیمه أمرٌ محرم إلا أن یکون له غرضٌ شرعی و عقلائی.

ثالثاً: بالنظر لما تحتله کتب الأدعیة من مکانة مرموقة فی المجتمع حیث إن الأکثر منها منقولٌ عن أهل البیت (ع)، فمن اللازم و الواجب علینا أن نتعلمها و نعملها.

الجواب التفصيلي

یوجد نوع من العلوم المنتشرة فی أیدی الناس، علوم قلیلة الفائدة بالقیاس إلى الکثیر من العلوم التی تنطوی على فوائد و ثمرات جمة. و من العلوم القلیلة الفائدة یمکن الإشارة إلى العلوم الغریبة المتقدم ذکرها؛ مثل: الجفر و الرمل[1] و النجوم[2]...

و من المعلوم أن هذا النوع من العلوم یختلف عن السحر و أمثاله اختلافاً کبیراً، و أن العلوم الغریبة تحصل عن طریق أصولٍ خاصة و قواعد مشخصة و الهدف منها الإخبار عن المستقبل و عن أحوال الأشخاص و حالاتهم و ذلک عن طریق معادلات و طرق خاصة تصل أحیاناً إلى الحقیقة و کثیراً ما تخطئ الحقیقة. و لذلک فإن الدین الإسلامی ـ و باعتباره أکمل و أشمل الأدیان ـ لم یشجع على تعلیمها و تعلّمها و الاستفادة منها[3]. و أما فیما یخص السحر و الشعبذة و غیره فإنه حرام بإجماع الفقهاء و مراجع التقلید، إلا ما کان له غرضٌ شرعی و عقلائی[4]، و ذلک لأن المقدمة و ذی المقدمة فی مثل هذه الأعمال تندرج فی دائرة الحرام و مصادیقه. و علیه فإحضار الجن و الریاضات الروحیة غیر الشرعیة مما نهى عنه الشارع المقدس خصوصاً إذا تسببت فی إرباک حیاة الناس الیومیة و تعکیر صفوهم. و علیه فإن علماء الدین الذین یبلغون رسالة السماء طبعاً لما جاء فی القرآن و السنة و تعالیم النبی و أهل بیته المعصومین قد ابتعدوا عن أی علم و معرفة لا تنطوی على علم و معرفة ذات أهمیة، و لا یمکن أن یعلموا ذلک.

و لذلک فإن علماء الشیعة و عظماءهم لم یظهروا أثراً و لم یترکوا مصنفا فی مثل هذه العلوم الغریبة. فقد کتب المعلم الثانی أبو نصر الفارابی رسالة فی علم الجفر، و لکنه أقدم بعد مدة على إتلافها قائلاً لا أحب أن ینقل عنی أثر علمی فی هذا المجال[5]. و قد کتب العلامة حسن زادة آملی بخصوص علم الجفر قائلاً:

إن علم الجفر أشبه بالحفر أی بعمل «الحفریات» قد یصل فی بعض الأحیان إلى الکنز و فی بعض الأحیان لایحصل منه  إلا التعب و النصب.[6]

و أخیراً لا بد من التوجه إلى أن کتب الدعاء التی وصلنا أکثرها عن أهل البیت (ع) یلزمنا تعلمها و تعلیمها و الاستفادة من نصوصها و محتویاتها و قد وردت التوصیات و التأکیدات الکثیرة فی هذا الخصوص. و ذلک لأن الانغماس فی هذه الأجواء یقوی من الارتباط بین الخالق و المخلوق، و یسد حاجة الإنسان الروحیة و المعنویة، فلا حاجة إلی کتب الرمل و الجفر و ... .

لمزید الاطلاع انظر:

1ـ کفایة الرمل، السید جواد ذهنی الطهرانی.

2ـ الموضوع: عدم حرمة مشاهدة السحر، و القراءة حوله السؤال 2066 (الموقع: 2206).

3ـ الموضوع: الاتصال بموجودات العوالم الأخرى. السؤال 293.

4ـ الموضوع: قدرات الجن و الشیاطین، السؤال 767 (الموقع: 811).

5ـ الموضوع: اتصال الإنسان بالجن السؤال 2519 (الموقع: 2860).

6ـ الإنسان و الاتصال بالجن، السؤال 1564 (الموقع: 2101).



[1] کفایة الرمل، السید جواد ذهنی الطهرانی.

[2] لا بالمعنى المتعارف الیوم و ما یسمى بعلم الفلک.

[3] لعل عدم توجه الدین إلى مثل هذه العلوم لما تترکه من تأثیر على مکارم الأخلاق کالتوکل على الله و الرضا بالقضاء و القدر.

[4] المسائل الجدیدة، ص83؛ توضیح المسائل، مراجع، ج2، ص980؛ أجوبة الاستفتاءات، آیة الله الخامنئی، ج 2، ص50.

[5] ألف لطیفة و لطیفة، العلامة حسن زادة آملی، ج 2، ص 722.

[6] نفس المصدر، ج 1، ص 160.