التقوى مأخوذة من مادة "وقى" تعنی الحفظ. والوِقَایَةُ لغة: حفظُ الشیءِ ممّا یؤذیه و یضرّه.[i] و هی عندما علماء الاخلاق: الابتعاد عن المحرمات الالهیة. و المتقی من یبتعد عن المحرمات و النواهی الربانیة.
و للتقوى - کما یستنبط من المعارف الاسلامیة- مراتب و درجات و الشاهد على ذلک قوله تعالى: "اِنَّ اَکرَمَکُم عِندَاللهِ اَتقیکُم"[ii]
وقد ورد التصریح فی کلمات الأئمة من أهل البیت (ع) بمراتب التقوى، منها ما روی عن الامام الصادق (ع) أنه قال: "التَّقوی عَلی ثَلاثَةِ اَوجُهٍ: تَقوی بِاللهِ وَهُوَ تَرکُ الحَلالِ فَضلاً عَنِ الشُّبهَةِ، وَهُوَ تَقوی خاصِّ الخاصِّ؛ وَتَقوی مِنَ اللهِ تَعالی وَهُوَ تَرکُ الشُّبهاتِ فَضلاً عَنِ الحَرامِ، وَهُوَ تَقوی الخَاصِّ؛ وَتَقوی مِن خَوفِ النَّارِ وَالعِقابِ وَهُوَ تَرکُ الحَرامُ، وَهُوَ تَقوی العامِ...".
فالمتحصل: أن التقوى من الامور النسبیة و أن کل انسان یکتسب مرتبته الخاصة تبعا لمقدار إرادته و جهاده فی هذه الطریق مع الامداد الغیبی طبعا، فکلما ابتعد الانسان عن المحرمات و المکروهات اکثر یحصل على التقوى بمقدار تلک الفاصلة و یقترب منه تعالى وفقا لتلک المرتبة التقوائیة.
التقوى مأخوذة من مادة "وقى" تعنی الحفظ. والوِقَایَةُ لغة: حفظُ الشیءِ ممّا یؤذیه و یضرّه.[1] و هی عندما علماء الاخلاق: الابتعاد عن المحرمات الالهیة. و المتقی من یبتعد عن المحرمات و النواهی الربانیة.
و للتقوى - کما یستنبط من المعارف الاسلامیة- مراتب و درجات و الشاهد على ذلک قوله تعالى: "اِنَّ اَکرَمَکُم عِندَاللهِ اَتقیکُم"[2]
قال تعالى فی کتابه الکریم: "لَیْسَ عَلَى الَّذینَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ جُناحٌ فیما طَعِمُوا إِذا مَا اتَّقَوْا وَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ ثُمَّ اتَّقَوْا وَ آمَنُوا ثُمَّ اتَّقَوْا وَ أَحْسَنُوا وَ اللَّهُ یُحِبُّ الْمُحْسِنینَ"[3]
و من المضامین التی تعرضت لها الآیة المبارکة بیان مراتب التقوى و درجاتها، و قد استلهم علماء الاسلام من الآیة المبارکة و سائر الاشارات و التصریحات الواردة فی المصادر الاسلامیة أن التقوى تقسم الى التقوى الخاصة، و تقوى خاصّة الخاصّة.
و الجدیر بالذکر أن آیات الذکر الحکیم لم تشر الى التقوى على منوال واحد بل نراها تعبر تارة عن ذلک بالقول " یَا اَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا اِتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقاتِهِ ..." و فی آیة أخرى " فَاتَّقُوا اللهَ مَا استَطَعتُم..." و فی ثالثة "َاتَّقُوا النَّارَ الَّتِی وَقُودُهَا النَّاسُ وَالحِجارَةُ" و هذه الآیات تشیر بمجموعها الى مراتب التقوى.
من هنا یستفاد من آیات الذکر الحکیم أن للتقوى مراتب و درجات. و من البدیهی أن تقوى الانسان تارة تکون بحدّ یتقی معها الکبائر و لا یصر على الصغائر، و هذه اول مراتبها التی تحقق العدالة للانسان. و لکن الدرجة الاعلى منها ان الانسان یتقی الصغائر ایضاً، و الاسمى من ذلک اتقاء المکروهات فلا یرتکب مکروه أبداً.
الروایات و مراتب القوى
ورد التصریح فی کلمات الأئمة من أهل البیت (ع) بمراتب التقوى، نشیر هنا الى واحدة منها روما للاختصار.
روی عن الامام الصادق (ع) أنه قال: "التَّقوی عَلی ثَلاثَةِ اَوجُهٍ: تَقوی بِاللهِ وَهُوَ تَرکُ الحَلالِ فَضلاً عَنِ الشُّبهَةِ، وَهُوَ تَقوی خاصِّ الخاصِّ؛ وَتَقوی مِنَ اللهِ تَعالی وَهُوَ تَرکُ الشُّبهاتِ فَضلاً عَنِ الحَرامِ، وَهُوَ تَقوی الخَاصِّ؛ وَتَقوی مِن خَوفِ النَّارِ وَالعِقابِ وَهُوَ تَرکُ الحَرامُ، وَهُوَ تَقوی العامِ..."[4]
تقسم التقوى استنادا الى هذه الروایات الى المراتب المذکورة و فی الوقت نفسه تقسم کل مرتبة بدروها الى مراتب اخرى فرعیة.
1. التقوى العامّة: و یراد بها اتقاء عامّة المؤمنین من المحرمات الالهیة و التحرز عنها خوفا من عذاب جهنم.
2. التقوى الخاصّة: و تختص بمن وصلوا الى درجة من الکمال الانسانی الخاص و لم یرتقوا الى المرتبة الثالثة، و هؤلاء المتقین لا یتجنبون المحرمات الالهیة فقط، بل یتورعون عن الشبهات و یتحرزون عن المشکوکات ایضاً. و هذه المرتبة یقال لها التقوى الخاصّة.
3. تقوى خاص الخاص: و هذه المرتبة من التقوى خاصة بمن وصلوا الى مقام الفناء الذین یتقون الحلال فضلا عن المحرمات و الشبهات الا بمقدار ما توجبه الضرورة، و هذه المرتبة من أسمى مراتب التقوى.
الجدیر بالذکر؛ أن بعض علماء الاخلاق أشاروا الى مرتبة أخرى من مراتب التقوى و التی تکون من نصیب خلّص المجاهدین المتطهرین و الرجال المتنزهین الذین یرون کافة حرکاتهم و سکناتهم لله تعالى: " قُلْ إِنَّ صَلاتی وَ نُسُکی وَ مَحْیایَ وَ مَماتی لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمین"[5].
تلخص: أن التقوى من الامور النسبیة و أن کل انسان یکتسب مرتبته الخاصة تبعا لمقدار إرادته و جهاده فی هذه الطریق مع الامداد الغیبی طبعا، فکلما ابتعد الانسان عن المحرمات و المکروهات اکثر یحصل على التقوى بمقدار تلک الفاصلة و یقترب منه تعالى وفقا لتلک المرتبة التقوائیة.