عند الرجوع الى الروایات الواردة عن المعصومین (ع) نراها تبین لنا أن المراد من الآیة الشریفة هو أن اصحاب الجنة یحمدون الله تعالى وراء کل نعمة او لذة یلتذون بها، و لیس مرادها بان اصحاب الجنة قد نطقوا بهذه الکلمة عند دخولهم الجنة ثم صمتوا الى الابد، و لیس مرادها انقطاع خلود الحیاة الاخرویة؛ و ذلک لان الخلود ثابت و لاریب فیه، علما ان هناک الکثیر من الآیات یشیر بعضها الى تحیة اصحاب الجنة و التحیة نوع کلام کما فی نفس الآیة المذکورة و کما فی قوله تعالى: " خالِدینَ فیها بِإِذْنِ رَبِّهِمْ تَحِیَّتُهُمْ فیها سَلام".
جاء فی روایة طویلة عن الامام الباقر (ع) عن رسول الله (ص) فی وصف اصحاب اصحاب الجنة، یقول فیها بعد نقل الآیة المذکورة: قال (و آخِرُ دَعْواهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِینَ) یعنی بذلک عند ما یقضون من لذَّاتهم من طَّعام و شراب یحمدون اللَّهَ عزَّ و جَلَّ عند فراغتهم.[1]
و فی روایة أخرى عن الامام الصادق (ع) ینقل فیها کلام أمیر المؤمنین (ع) بالنحو التالی:
" إِنَّ أَطیب شیءٍ فی الجنة و أَلذه حبُّ اللَّه و الحبُّ فی اللَّهِ و الحمد للَّه قال اللَّه عزَّ و جلَّ (وَ آخِرُ دَعْواهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِینَ) و ذلک أَنَهم إِذا عاینوا ما فی الجنة من النعیمِ هاجت المحبَّة فی قلوبهم فینادون عند ذلک أَن الحمد للَّه ربِّ العالمین".[2]
و هاتان الروایتان تبینان بان المراد من الآیة الشریفة أن اصحاب الجنة یحمدون الله تعالى وراء کل نعمة او لذة یلتذون بها، و لیس مرادها بان اصحاب الجنة قد نطقوا بهذه الکلمة عند دخولهم الجنة ثم صمتوا الى الابد، و لیس مرادها انقطاع خلود الحیاة الاخرویة؛ و ذلک لان الخلود ثابت و لاریب فیه، علما ان هناک الکثیر من الآیات یشیر بعضها الى تحیة اصحاب الجنة و التحیة نوع کلام کما فی نفس الآیة المذکورة و کما فی قوله تعالى: " وَ أُدْخِلَ الَّذینَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ جَنَّاتٍ تَجْری مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدینَ فیها بِإِذْنِ رَبِّهِمْ تَحِیَّتُهُمْ فیها سَلام".[3]