Please Wait
الزيارة
7363
محدثة عن: 2009/05/03
کد سایت fa1389 کد بایگانی 4840
گروه العملیة
خلاصة السؤال
هل أن کتب الدعاء تحظى بقدر کافٍ من الوثاقة؟
السؤال
هل ان کتب الدعاء مثل مصباح الزائر، و البلد الأمین، و مصباح الکفعمی و الإقبال و المزار الکبیر، و الکتب التی اعتمدها العلامة المجلسی فی کتاب المزار هی کتب معتبرة، و یمکن الاستفادة منها فی التوسل؟
الجواب الإجمالي

لا بد من ملاحظة ثلاثة مطالب:

1ـ إن الکتب المذکورة وقعت مورد اعتماد و رضا مؤلفیها و العلامة المجلسی، و هذا یکشف عن اهتمام مؤلفیها و عنایتهم بها من جهة و من جهة ثانیة اهتمام العلامة المجلسی فیها و تعظیمه لاصحابها و قد أشیر إلى ذلک فی مقدمة کتابی المزار الکبیر و البلد الأمین.

2ـ المنهج المتبع من قبل فقهائنا هو عرض الروایة على معاییر علم الرجال و تقویمها على هذا الأساس و من ثم العمل بها.

3ـ اعتمادا على أخبار قاعدة «من بلغ» قال الفقهاء بخصوص کتب الدعاء: یمکن العمل بهذه الروایات رجاء بلوغ الثواب، و إن التوسل عن هذا الطریق لا یخالف العقل و لا الشرع.

الجواب التفصيلي

الاجابة عن السؤال تقتضی الالتفات الى ثلاثة مطالب:

1- إن الکتب المذکورة وقعت مورد اعتماد و رضا مؤلفیها و العلامة المجلسی، و هذا یکشف عن اهتمام مؤلفیها و عنایتهم بها من جهة و من جهة ثانیة اهتمام العلامة المجلسی فیها و تعظیمه لاصحابها.

فعلی سبیل المثال: یقول الشیخ عبد الله بن محمد بن جعفر المعروف «بابن المشهدی» مؤلف کتاب المزار الکبیر فی مقدمة کتابه: لقد أوردت فی هذا الکتاب العدید من الزیارات و الأدعیة المختلفة التی تزار بها المشاهد المشرفة و روایات الترغیب فی هذه الزیارات و الأدعیة بإسناد متصل برواة موثقین و أنهم یسندون هذه النصوص إلی عظماء الدین و ساداته.هذا اولا.

و ثانیاً: یعتبر المؤلف من مشایخ الإمامیة و عظمائها حیث ورد إسمه فی الإجازات و قد ذکره العلماء و الأکابر بالعظمة و المقام الرفیع.

یرى المرحوم الشیخ الحر العاملی أن «ابن المشهدی» فاضل جلیل و قد أشار إلى بعض کتبه.[1]

و یقول العلامة المجلسی: لقد ألف محمد ابن المشهدی کتاباً کبیراً فی الزیارات، و قد اعتمد علیه السید ابن طاووس و أثنى علیه، و قد أسمینا هذا الکتاب بـ «المزار الکبیر».[2]

و یقول فی موضع آخر: یفهم أن المزار الکبیر کتابٌ معتبر و ذلک من خلال النظر إلى کیفیة إسناده، و قد أخذ السید ابن طاووس الکثیر من أخباره و زیاراته من هذا الکتاب.[3]

و کذلک یقول المرحوم الکفعمی فی مقدمة کتابه البلد الأمین: إن هذا الکتاب الذی یحتوی على التعویذات و الأدعیة و الزیارات أخذ عن کتب تنسب إلى الأئمة علیهم السلام، و أن الصحیح منها مورد اعتماد، و نحن مأمورون بالتمسک بها.

و أما بالنسبة إلى کتاب مصباح الزائر و هو من تألیف السید علی بن موسى بن طاووس، فإذا حققنا النظر فی أخباره و روایاته و الکتب التی صنفت قبله نجدها مذکورةً فی کتب العظماء و العلماء أمثال الشیخ الصدوق و الشیخ المفید و الشیخ الطوسی و ابن قولویه و....

و هنا نشیر باختصار إلى کلام المرحوم المجلسی فیما یخص مصادر کتابه و کتّابه:

یقول فی الفصل الأول من مقدمة کتابه بحار الأنوار: اعلم أن أکثر الکتب التی اعتمدنا علیها فی النقل مشهورة معلومة الانتساب إلى مؤلفیها ککتب الصدوق رحمه الله‏... و عظماء من ابناء طاووس الذین هم من المشاهیر و ... و کذلک کتب الکفعمی التی تغنینا شهرتها و فضل مؤلفها عن کل تعریف.[4]

2ـ علم الرجال و الدرایة من العلوم المعروفة و المتداولة فی أوساط الفقهاء و الخبراء فی استنباط الأحکام الشرعیة، فکل روایة لا بد و أن تخضع لفحص فقیه متمرس لیعرف مدى صحة سندها و الوثوق من صدورها، و بعد أن یتم التحقق من ذلک یمکن اعتمادها کدلیل لاستنباط الحکم الشرعی بحسب ما یعتمده الفقیه من مبان و أصول و قواعد.

و هذا المنهج معتمد منذ زمن قدیم قریب من زمن الأئمة علیهم السلام و قد کان العمل به من توجیهاتهم و لذلک عمد الأعلام إلى هذه الطریقة من أمثال الشیخ الصدوق و الطوسی و المفید حیث اهتموا بعلم الرجال و دراسته حتى استطاعوا الاعتماد على الروایات الموثقة و الصحیحة.

و علیه فکل الروایات الواردة فی الکتب مهما بلغت عظمة کاتبها لا بد و أن توضع فی میزان التقویم و التحقیق لمعرفة مقدار وثاقتها و من ثم یتم العمل بها.

3ـ و الأمر الآخر الذی یعتبر طریقَ حلٍ للسؤال المتقدم و ما یشابهه من الموضوعات و هو ما انتهى إلیه الفقهاء من قاعدة أطلقوا علیها إسم «أخبار من بلغ» و مؤداها أن هذه الأخبار و ما یترتب على أدائها من ثواب کما هو وارد فی الروایات یقول الفقهاء: إن العمل بمثل هذه الأخبار جائز من دون تحقیق، و ذلک عندما یراعى شرطان: أحدهما أن لا یوجد دلیل على حرمتها؛ و الثانی أن یؤدى العمل بنیة تحصیل الثواب.

و الدلیل على هذه القاعدة مضمون عدد من الروایات و الأخبار کالحدیث التالی: «عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ (ع) یَقُولُ مَنْ بَلَغَهُ ثَوَابٌ مِنَ اللَّهِ عَلَى عَمَلٍ فَعَمِلَ ذَلِکَ الْعَمَلَ الْتِمَاسَ ذَلِکَ الثَّوَابِ أُوتِیَهُ وَ إِنْ لَمْ یَکُنِ الْحَدِیثُ کَمَا بَلَغَه».[5]

و قد بحث الفقهاء هذه الأخبار و راجعوا إسنادها و من ثم قبلوا مضمونها و أثبتوه فی کتبهم الفقهیة.[6]

و علیه فالروایات التی تقول أن من بلغه ان ثواب الوضوء کذا و کذا من الثواب و أن من یقرأ الدعاء عند النوم له کذا و من یقرأ الدعاء عند زیارة الإمام له کذا من الثواب، فإن العمل بهذه الروایات لا إشکال فیه و لا مؤاخذة، و لیس ذلک فحسب و إنما یکون العامل مشمولاً بفضل الله و لطفه طبقاً لهذه الروایات و حکم العقل یعضد ذلک.

و محصلة القول: إضافة إلى أن هذه الکتب کانت مورد استفادة العلامة المجلسی؛ مثل: مصباح الزائر، و مصباح الکفعمی، و المزار الکبیر و .. و أنها فی نظر الکبار الذین ألفوها مورد اعتماد، و قد أید المرحوم المجلسی اعتبارها و وثاقتها. لا بد من القول: إن هذه الأخبار و الروایات عولجت على أساس قاعدة «من بلغه ثواب» فکانت قابلة للعمل و الاستفادة منها، و أن العامل بها على أمل الحصول على الثواب إن شاء الله.



[1] أمل الآمل، ج 2، ص 252.

[2] بحار الأنوار، ج 1، ص 18.

[3] المصدر نفسه، ص 35.

[4] المصدر نفسه، ص 35 ـ 26.

[5] الکافی، ج 2، ص 87.

[6] مصباح الأصول، ج 2، ص 318 «تقریرات درس الأصول، المرحوم آیة الله الخوئی»