Please Wait
الزيارة
5263
محدثة عن: 2012/02/14
کد سایت fa14136 کد بایگانی 21691
گروه الحقوق والاحکام,أسئلة متنوعة
خلاصة السؤال
ألا یؤدّی شعار الموت لأمریکا إلی أذیة الأقلیة المسلمة و المؤمنة فی هذه الدولة و هتک حرمتهم؟
السؤال
ألا تعلمون أن شعار الموت لأمریکا رائج فی دولتنا فی مراسم البرائة من المشرکین و التظاهرات و فی التکبیر. لکن لنعلم أن أمریکا بلد نفوسه 400 ملیون نسمة و شعب بعضهم مسلمون و بعضهم الآخر مسیحیون و کذلک مؤمنون و یحبّون وطنهم فعندما یسمعون هذا الشعار یتألّمون بلا شک، لأنهم یحبّون وطنهم. ألا یؤدی هذا الشعار إلی هتک حرمة و أذیة الأقلیة المسلمة المؤمنة فی هذه الدولة. من المحتمل أن یکون الجواب إن القصد من هذا الشعار هو قادة الدولة و مسؤولیها الذین یدافعون عن الصهاینة و الطبع الإستکباری. لذلک لا یمکن لعن الجمیع و بعضهم بمن فیهم الأبریاء عدیمی الأذیة. ألیس من الأفضل أن یُستبدل هذا الشعار، بشعار الموت للإستکبار و الموت للصهیونیة. و إذا کان جوابکم الموافقة فمن یجیب عن کل هذه اللعنات التی رُفعت و لم تکن فی محلها. و هل إن الشعب الإیرانی سیکون مشمولاً لهذه الروایة التی معناها لو ارتفع لعن فی غیر محلة من شخص و لم یلق من یستحقه سیرجع إلی اللاعن. و من جهة أخری نحن نقرأ فی التعالیم الدینیة أن أکثر الذین مالو إلی الإسلام و اعتنقوه بسبب انجذابهم لخلق النبی (ص) و طبعه، أو لیس من الأفضل أن نتأسّی بالسیرة النبویة لتصویر هذه الثورة؟ مع الشکر الجزیل.
الجواب الإجمالي

أولاً: الموت لأمریکا شعار سیاسی رائج فی أوساط بعض الأحزاب و التکتّلات السیاسیة و المذهبیة فی بعض دول العالم و لا یختص بإیران لا سابقاً و لا لاحقاً. و تُقام التظاهرات و التجمعات و ... فی یومنا هذا ضد سیاسة امریکا الإستکباریة فی کل أرجاء العالم و لیس الأمر مختصّاً بإیران فحسب و تُرفع فیها شعار الموت لأمریکا و یوصلون هذه الإعتراضات إلی أسماع الناس فی کل أرجاء العالم.

ثانیاً: کبار مسؤولی إیران أعلنوا کراراً و مراراً أن هذا الشعار لا نقصد به الشعب الأمریکی بل إن المخاطب به هو مسؤولی السیاسة الخارجیة الأمریکیة الذین أثبتوا عداءهم للشعب الإیرانی علی طول عدة عقود بتدخّلاتهم المباشرة بشؤون هذا الشعب و بضرباتهم التی یوجّهونها له و التی لا یمکن أن تجبر.

ثالثاً: صحیح أن النبی محمداً (ص) قد استقطب قلوب کثیر من الناس فی العالم بأخلاقه و طبعه الحسن. لکن نفس هذا النبی (ص) الذی هو نبی الرحمة لم یبدی أی لینٍ أمام رؤساء استکبار زمانه.

رابعاً: یمکن القول و بکل جرأة بأن کثیراً من الشعب الأمریکی غیر راضین عن السیاسة العدائیة لحکّام أمریکا، و کنموذج علی ما نقول هو نفس المسیرات التظاهریة الإعتراضیة التی تخرج فی أمریکا ضد هذه السیاسة.

الجواب التفصيلي

الجواب عن هذا السؤال رهن عدة نکات یجب تبیانها أولاً:

1ـ الموت لأمریکا شعار سیاسیّ رائج فی أوساط بعض الأحزاب و التکتلات السیاسیة و المذهبیة فی بعض دول العالم و لا یختص بإیران لا سابقاً و لا لاحقاً، بل نراه فی کثیر من نقاط الدنیا الأخری.

2ـ ظهر هذا الشعار فی إیران عند سقوط النظام البهلوی، و عندما لم تکتفِ امریکا بعدم الکف عن دعمها للشاه المخلوع و عدم إعترافها رسمیاً بحق الشعب الإیرانی فی استقلاله و تعیین مصیره و ... فحسب، بل أنها لم تکف ید العداء لهذا الشعب منذ انتصار الثورة الإسلامیة فی إیران و إلی یومنا هذا. فتجمید الأموال الإیرانیة و إعطاء اللجوء السیاسی لزمرة محمد رضا بهلوی و تحریک الأحزاب المعادیة للثورة و إیجاد الفتن فی المناطق المختلفة للدولة و ... بعض نماذج عداء أمریکا للشعب الإیرانی.

3ـ من الطبیعی أن الدول التی تحصل فیها الحوادث و الوقائع السیاسیة لا یکون حکامها إلا القوی الإستعماریة أو تحت سلطتهم. و بدیهیّ أن یأمّنون منافع أسیادهم الذین ینهبون أموال هذه الدول و ذخائرها لتبقی فقیره. لذلک فهذه الثورات هی لأجل القضاء علی هذه السیاسات، و شعارهم لأجل الموت و القضاء علی رؤوساء الدول الإستعماریة. و هذا الشعار باقٍ مادامت السیاسات الاستکباریة باقیة.

4ـ لا یکتفی بالشعار، ففی یومنا هذا تُقام التظاهرات و التجمّعات و ... فی کل أرجاء العالم ضد سیاسة أمریکا الاستکباریة و فیها یحرق العلم الأمریکی و تمثال رئیسها و یوصلون بهذا اعتراضاتهم إلی اسماع کل الناس فی العالم. و من البدیهی أن هذه الاعتراضات لا یُقصد بها شخص الشعب الأمریکی و مقدّساته.

5ـ کبار مسؤولی إیران أعلنوا کراراً و مراراً أن هذا الشعار لا یقصد به الشعب الأمریکی بل إن المخاطب به هو مسؤولی السیاسة الخارجیة الأمریکیة الذین اثبتوا عداءهم للشعب الإیرانی علی طول عدة عقود بتدخلاتهم المباشرة بشؤون هذا الشعب و بضرباتهم التی یوجهونا له و التی لا یمکن أن تجبر، فمنذ انقلاب 28 مرداد سنة 1332 ه ش و حتی یومنا هذا، بدءً بتجمید أموال الشعب الإیرانی و أخذا بدفاعهم عن العدوان الصدامی و التحریم الاقتصادی المحمّل علی الشعب الإیرانی و المنع من حصول ایران علی التکنلوجیة النوویة و ما زالت الضغوط و المزاحمات الامریکیة للشعب الایرانی و حکومته مستمرة لمن تنقطع.

6ـ یمکن القول و بکل جرأة بأن کثیراً من الشعب الأمریکی أیضاً لا یرضی بهذه السیاسة العدوانیة لحکّام أمریکا، و کنموذج علی عدم رضاهم نفس اعتراضات الشعب الأمریکی علی هذه السیاسات. و نفس اولئک الذین لا یرضون بهذا الشعار، لو کان عندهم ضمیر أخلاقی ـ و الحال کذلک لا یرضون بالسیاسة الخاطئة لحکّامهم و یتألمّون لعدوانهم السافر الذی یؤدی إلی ترمیل الناس العزّل بدمائهم فی أبعد نقاط العالم. و یتألمون کذلک لأن حکّامهم یدافعون عن المجازر الصهیونیة التی ترتکب ضد الشعب الفلسطین. هذه الشعارات التی ترتفع فی بعض المناسبات کالبراءة من المشرکین و التظاهرات و ... هی لإیصال صراخ الشعوب المظلومة المطالبة بالعدالة إلی أسماع الدنیا.

7ـ صحیح أن النبی محمد (ص) قد استقطب قلوب کثیر من الناس فی العالم بأخلاقه و طبعه الحسن: "فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ وَ لَوْ کُنتَ فَظًّا غَلِیظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِکَ فَاعْفُ عَنهْمْ وَ اسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَ شَاوِرْهُمْ فىِ الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَکَّلْ عَلىَ اللَّهِ".[1] لکن نفس هذا النبی الذی أرسل رحمة للعالمین لم یُبد أی لین أمام رؤوساء استکبار زمانه: "محُّمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَ الَّذِینَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلىَ الْکُفَّارِ رُحَمَاءُ بَیْنهَم".[2]

8ـ أن شعار الموت لأمریکا و لإسرائیل حق الشعب الإیرانی بحیث لا یمکن التراجع عنه أبداً.

9ـ بناء علی هذا فمن یری نفسه حاکم الدنیا المطلق و یجیز لنفسه زرع قواعده العسکریة فی کل دولة شاء و یجهّز الجیوش ضدّها متی أراد، و فی کل نقاط العالم، فأینما نجد ظلماً و تجاوزاً نجد أثراً لأقدام الاستکبار الامریکی و ... و لا نشم أیة رائحة للدفاع عن الشعوب المظلومة فی صحیفة أعماله، فمن الطبیعی أن یکون صراخ الشعوب المظلومة هو الموت و الهلاک لتلک الحکومات.

10ـ اتضع من مجموع ما تقدّم، أنه لم یکن المقصود من شعار الموت لأمریکا، دولة أمریکا و شعبها و الدلیل علی ذلک عدم قطع العلاقات الثقافیة و ... بین الشعبین الإیرانی و الأمریکی بعد نجاح الثورة الإسلامیة فی أیران.

المواضیع المتعلقة:

"امریکا و الإنجلیز و البراءة من المشرکین"، السؤال 11092 (الموقع: 10941).



[1]  آل عمران/ 159.

[2]  الفتح/ 29.