تشير الروايات في خصوص تسمية المحسن قبل ولادته، الى أن النبي الاكرم (ص) هو الذي اطلق الاسم عليه، و هذا ليس من الغريب فقد كان النبي عيسى (ع) يخبر بالمغيبات باذن الله تعالى " وَ أُنَبِّئُكُمْ بِما تَأْكُلُونَ وَ ما تَدَّخِرُونَ في بُيُوتِكُم".
قبل الاجابة عن السؤال نشير الى مقدمة نرى من الضروري الاشارة اليها.
من الجدير بالالتفات اليه - وفقا للتعاليم الاسلامية- في خصوص تسمية الاولاد، عدم الغفلة عن قضيتين:
الف: تسمية الاولاد قبل الولادة، فقد روي عن أمير المؤمنين (ع) أنه قال: " سموا أولادكم قبل أن يولدوا فإن لم تدروا أ ذكر أو أنثى فسموهم بالأسماء التي تكون للذكر و الأنثى فإن أسقاطكم إذا لقوكم في القيامة و لم تسموهم يقول السقط لأبيه أ لا سميتني و قد سمى رسول الله (ص) محسنا قبل أن يولد".[1]
ب: اختيار الاسم الحسن، من الامور التي حثت الشريعة عليها تسمية الاولاد باسم حسن، فعن رسول الله (ص) أنه قال: يا عليُّ حَقُّ الولدِ على والده أَن يُحَسِّنَ اسمه.[2]
يتضح بعد هذه المقدمات أن الاجابة عن السؤال المطروح فيها عدة احتمالات:
1. صحيح أن التقنية في ذلك العصر لم تكن موجودة تماما قياسا بالتقنيات الحديثة فلم يكن هناك جهاز السونار و ما شابه ذلك، لكن هذا لا يعني انحصار طريق معرفة جنس الجنين بالسونار فقط، بل الطب القديم ايضا كانت له وسائله لتشخيص جنس الجنين.
أضف الى ذلك أن نفس المرآة الحاملة تعرف – أحيانا- من خلال العلامات جنس الجنين الذي في بطنها.
2. من السبل المعتمدة في تسمية الطفل قبل الولادة التسمية بالاسماء المشتركة بين الذكور و الإناث، و هذا ما اشارت اليه الروايات، كذلك ورد في الروايات اطلاق اسمين على الجنين ثم بعد الولادة و بعد معرفة جنس الجنين يختار الاسم المطابق لجنسه.
3. تشير الروايات في خصوص تسمية المحسن قبل ولادته، الى أن النبي الاكرم (ص) هو الذي اطلق الاسم عليه، و هذا ليس من الغريب فقد كان النبي عيسى (ع) يخبر بالمغيبات باذن الله تعالى " وَ أُنَبِّئُكُمْ بِما تَأْكُلُونَ وَ ما تَدَّخِرُونَ في بُيُوتِكُم".[3]
[1] الشیخ الصدوق، علل الشرائع، ذهنى طهراني، سيد محمد جواد، ج 2، ص 487، انتشارات مؤمنين، الطبعة الاولی، قم، 1380 ش.
[2] العلامة المجلسي، بحار الأنوار، ج 74، ص 60، مؤسسة الوفاء بيروت - لبنان، 1404 هـ ق.
[3] آل عمران، 49.