Please Wait
الزيارة
6017
محدثة عن: 2011/08/17
کد سایت fa15298 کد بایگانی 15236
گروه الکلام القدیم
خلاصة السؤال
ما هی دلالات و الآثار المترتبة و المعانی العمیقة المرتبطة بتسمیة أولیاء الله عزوجل من قبل سبحانه و تعالى؟
السؤال
نرى فی القرآن الکریم أن الله عز و جل إختار لأولیاءه أسماءهم , مثلا عیسى بن مریم أو یحیى بن زکریا صلوات الله و سلامه علیهم أجمعین و لم یجعل له من قبل سمیّا , کذلک بالنسبة لأسماء أهل البیت علیهم السلام , فإن إسمی محمّد و علی , لم یسبق التسمیة بهما عند العرب على حد علمی قبلهما صلوات الله و سلامه علیهما أجمعین , سؤالی هو ما هی دلالات و الآثار المترتبة و المعانی العمیقة المرتبطة بتسمیة أولیاء الله عزوجل من قبل سبحانه و تعالى؟
الجواب الإجمالي

إن البحث عن کیفیة تسمیة الانبیاء و الائمة و المسیرة التطوریة لتلک الاسماء على طول الحضارة البشریة یستدعی بحثا مفصلاً و معرفة موسوعة بعلم الالسنیات و الهرمنوتیک. لکن یمکن القول هنا أن العلاقة بین اللفظ و المعنى فی تلک الاسماء للذوات المقدسة یکشف عن کون تلک الاسماء حاکیة عن مقام و منزلت خاصة لمسمیاتها فی عالم الوجود، و تذهب بعض الروایات الى القول بان تلک الاسماء مشتقة من الاسماء الالهیة . ثم ان القضیة بالنسبة الى اصحاب الکساء تعد من الامور التی لا شک فیها و هکذا الامر بالنسبة الى اسماء بعض الانبیاء من قبیل "یحیى" و "عیسى".

الجواب التفصيلي

من الابحاث اللطیفة فی المعارف الدینیة مسألة العلاقة بین الإسم و المسمّى، و هناک شواهد کثیرة تدل على تلک الابحاث فی روایات المعصومین (ع).

وهذه العلاقة بحثت بشکل واضح فی اسماء المعصومین عامة و اصحاب الکساء علیهم السلام خاصة، فلایمکن انکار تلک القضیة بوجه من الوجوه. بل القضیة تتعدى العلاقة بین الاسم و المسمى فی اللغة العربیة الى وجودها فی الکلمات المرادفة لها فی اللغات الاخرى حیث الکل تشترک فی وجود معنى وحیانی فیها.

و من الواضح أن البحث عن کیفیة تسمیة الانبیاء و الائمة و المسیرة التطوریة لتلک الاسماء على طول الحضارة البشریة یستدعی بحثا مفصلاً و معرفة موسوعة بعلم الالسنیات و الهرمنوتیک و هذا ما لا یستوعبه هذا المختصر من الاجابة، و لکن لنأخذ القضیة کأصل مسلًم و نستعین بالمنهج النقلی و الروائی فی التوصل الى جواب السؤال المطروح. و من هنا نحاول الاکتفاء ببعض الشواهد فقط:

من الامور المثیرة فی خصوص اسماء اصحاب الکساء الخمسة وفقا للعقیدة الاسلامیة عامّة و الشیعیة خاصة هی أن تلک الاسماء  تعد من اسماء المنتجبین و المصطفین المتنبأ به قبل أن یولد اصحابها ، بل تذهب بعض الآراء الى أن تلک الذوات لیس مجرد اسماء و إنما هی ذوات نورانیة توسل بها الکثیر من الانبیاء لطلب الرحمة و العون الالهیین.[1] و بعد أن وطأت أقدامها ظهر المعمورة بعد التلبس بلباس المادة سمیت بالاسماء الالهیة التی اختارها الله لها.

إن العلاقة بین اللفظ و المعنى فی تلک الاسماء یکشف عن کون تلک الاسماء حاکیة عن مقام و منزلت خاصة لمسمیاتها فی عالم الوجود، و تذهب بعض الروایات الى القول بان تلک الاسماء مشتقة من الاسماء الالهیة کما أن ذواتها مشتقة من نور الله تعالى، و من تلک الروایات المشهورة التی تصرح بهذا المعنى:

" عن أبی عبد الله (ع) قال إن الله تبارک و تعالى کان و لا شی‏ء فخلق خمسة من نور جلاله و [جعل‏] لکل واحد منهم اسما من أسمائه المنزلة فهو الحمید و سمى [النبی‏] محمدا ص و هو الأعلى و سمى أمیر المؤمنین علیا و له الأسماء الحسنى فاشتق منها حسنا و حسینا و هو فاطر فاشتق لفاطمة من أسمائه اسما»[2]

اذن لاشک فی کون اسماء اصحاب الکساء تدل على علاقة بین الاسم و المسمى و انها تسمیات للسماء مدخلیة فی وضعها و هکذا یصدق الامر بالنسبة الى اسماء بعض الانبیاء من قبیل "یحیى" و "عیسى".



[1] انظر: الکلینی، الکافی، ج 8، ص 305، دار الکتب الإسلامیة، طهران، 1365 ش؛ الشیخ الصدوق، معانی ‏الأخبار، ص 125، انتشارات جامعة مدرسین، قم، 1361 ش.

[2] . ابوالقاسم فرات بن ابراهیم‏، تفسیر فرات الکوفی، ص 57، نشر وزارة الارشاد الاسلامی‏. طهران، 1410ق.