Please Wait
الزيارة
5682
محدثة عن: 2012/03/07
کد سایت fa15300 کد بایگانی 22399
گروه العملیة
التسميات الرأفة|الرحمة|الله|المذنبون
خلاصة السؤال
اذا کنت سیئاً فهل ان الله سیترکني أو یقل حبّه لي؟
السؤال
اذا کنت سیئاً فهل ان الله سیترکني أو یقل حبّه لي؟
الجواب الإجمالي

مع کون الشیطان عدو الانسان اللدود، یسعی بجد لان یدفع الناس نحو الذنوب و المعاصي و بذلک یبعدهم عن الله الغفور الرحیم، و لکن الله یحب جمیع عباده حتی المذنبین و هو یرید هدایتهم و سعادتهم. و بناءً علی هذا فلا ینبغي لاي مذنب أن ییأس من رحمة الله في مختلف الظروف و إن کانت ذنوبه کثیرة، کما قال الله تعالی: ( قُلْ يا عِبادِيَ الَّذينَ أَسْرَفُوا عَلى‏ أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَميعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحيم‏). و الادعیة المأثورة عن الأئمة المعصومین ایضاً حافلة بالعبارات و المضامین التي تشیر الی عنایة الله و ؛هتمامه و رحمته للمذنبین النادمین و التائبین.

الجواب التفصيلي

مع کون الشیطان عدو الانسان اللدود[1]، یسعی بجد لان یدفع الناس نحو الذنوب و المعاصي و بذلک یبعدهم عن الله الغفور الرحیم، و لکن الله یحب جمیع عباده حتی المذنبین منهم، و هو یرید هدایتهم و سعادتهم[2]. و من الممکن أن یتسبب ارتکاب الذنوب و التمرد علی الاوامر الالهیة في ابعاد الانسان عن ربّه لفترة من الزمن. و لکن الانسان یستطیع أن یمحو الاثار السیئة للذنوب و یعود الی کنف الرحمة الالهیة عن طریق التوبة الحقیقیة و الندم علی ما صدر منه من سیئات فیجد الله ناصراً له و معیناً و لن یترکه أو یخذله.

و الملاحظة التي یجب الالتفات الیها هي أنه لیس معنی قولنا ان الله یحب جمیع عباده حتی المذنبین، ان الله یحب الذنوب و المعاصي و أنه یحب المذنبین و    بشکل مطلق.[3] بل معناه أنه تعالی یرحب بالمذنبین الذین انتبهوا الی أخطائهم و ندموا علی ما صدر منهم من المعاصة و الذنوب و رجعوا الی کنف الرأفة و الرحمة الالهیة، و أنه یلطف بهم و یعطف علیهم.[4]

و بناءً علی هذا فلا ینبغي لاي مذنب أن ییأس من رحمة الله مهما کانت الظروف و مهما کثرت ذنوبه کما قال تعالی: ( قُلْ يا عِبادِيَ الَّذينَ أَسْرَفُوا عَلى‏ أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَميعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحيم‏)[5]، حیث ان الیأس من رحمة الله سوء ظن به و هو من أکبر المعاصي، و ذلک لانه مهما عظم ذنب الانسان فان الرحمة الالهیة أعظم و أوسع.

و کما نعلم فان الادعیة المأثورة عن الائمة المعصومین هي الأخری حافلة بالعبارات و المضامین التي تشیر الی عنایة الله و اهتمامه و رحمته للمذنبین النادمین و التائبین و نشیر فیما یلي الی نماذج منها:

1. (و إِنْ كُنْتَ لا تُكْرِمُ إِلَّا أَهْلَ الإِحْسَانِ فكيفَ يصنعُ المسيئُونَ و إِنْ كانَ لا يَفُوزُ يومَ الحشرِ إِلَّا الْمُتَّقُونَ فبمن يستغيثُ المذنبون)‏[6].

2- (إِلَهِي إِنْ كُنْتَ لا تَرْحَمُ إِلَّا أَهْلَ طاعتك فإِلى منْ يفزعُ المذنبونَ و إِنْ كُنْتَ لا تُكرمُ إِلَّا أَهْلَ وفَائِكَ فبمنْ يَسْتَغِيثُ الْمُسِيئُون‏)[7].

مواضیع ذات صلة:

التوبة من الذنب و حب الله 3704 (الموقع: 3955).

التوبة من الذنب و قبول العبادات 5930 (الموقع: 6133).

 


[1]سورة ص:82.( قالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعين...)‏

[2]الزمر:53.

[3] (إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ مَنْ كانَ خَوَّاناً أَثيماً)، النساء:107.

[4] البقرة:222.

[5] الزمر: 53.

[6] المجلسي، محمد باقر، بحار الانوار، ج91، ص102، مؤسسة الوفاء، بيروت، 1409ق.

[7] نفس المصدر، ج92،ص439.