لقد اختلف في أصل و أساس کلمة الشیطان فاختلف في معناه تبعاً لذلک: هناک ثلاث آراء في معنی کلمة الشیطان.
الف: الشیطان من مادة شاط بمعنی الاحتراق و الاشتعال من الغیض و الغضب.
ب: الشیطان من أصل "شاطن" بمعنی الخبیث و الدنيء.
ج: الشیطان من شطن یشطن، بمعنی الإبتعاد.
بما أن إبلیس یغضب و یتغیّض من عبادة العابدین، أو لأنه موجود جموح متمرّد أو لأنه مبعد عن رحمة الله لذلک سُمّي شیطاناً. إسم إبلیس بالعبرانیة أو بالسریانیة عزازیل و بالعربیة حارث، و البعض قال بأن إسمه نابل و کنیته أبا کدوس.
لقد اختلف علماء اللغة في أصل و أساس کلمة الشیطان لذلک اختلفوا في معناها تبعاً لذلک، لذلک. من هنا یتحتم البحث عن معنی کلمة الشیطان أولاً.
هناک ما لا یقل عن ثلاثة آراء عن مفهوم الشیطان،هي:
الف: الشیطان من مادة شاط و الألف و النون فیه زائدة و هو علی وزن "فعلان" و معنی شاط احترق و اشتعل من الغیض و الغضب.[1]
ب: الشیطان من أصل "شاطن" بمعنی الخبیث و الوضیع.[2]
ج: قال البعض ان للشیطان قولان: أحدهما إنه من «شطن» إذا بَعُد عن الحق أو عن رحمة الله فتکون النون أصلیة.[3] فالشیطان علی هذا القول بمعنی الإبتعاد عن الخیر.[4]
فعلی أساس هذه المعاني یکون سبب تسمیة الشیطان بهذا الإسم هو:
علی القول الأول: سمي إبلیس بالشیطان لأنه یغضب و یتغیّض لعبادة العباد.[5] و علی المعنی الثاني: بما أن إبلیس موجود خبیث و ضیع و طاغ و متمرّد فیطلق علیه کلمة الشیطان.[6]
و علی أساس المفهوم الثالث: فالشیطان یسمی بهذا الإسم لأنه مطرود و مبعد عن رحمة الله تعالی کما یقول الله سبحانه "قَالَ فَاخْرُجْ مِنهْا فَإِنَّكَ رَجِيم".[7]
ما یجدر قوله هنا هو نظراً للمعاني المتعددة للشیطان، فکل شخص متمرّد طاغ یطلق علیه إسم الشیطان.[8] إنساناً کان أم غیر إنسان،[9] و الآیة الشریفة 112 من سورة الأنعام تدل علی هذا المعنی.[10]
فالنتیجة" ان إسم الشیطان أو إبلیس في اللغة العبرانیة أو السریانیة [11] عزازیل، و في العربیة حارث، [12] و قال البعض ان إسمه نابل و کنیته أبا کدوس، [13] فلم یکن إسمه شیطاناً من الأول، بل سمّي بهذا الإسم عندما عصی الله سبحانه و تعالی.
[1] الطیب، السید عبد الحسین، أطیب البیان في تفسیر القرآن، ج 1، ص 399، إنتشارات الإسلام، الطبعة الثانیة، طهران، 1378 ش.
[2] المکارم الشیرازي، ناصر، تفسیر الأمثل، ج 1، ص 171، مدرسة الإمام علي بن أبي طالب (ع)، قم، 1421 ق.
[3] المصطفوي، حسن، التحقیق في کلمات القرآن الکریم، ج 6، ص 61، --- الترجمة و نشر الکتاب، طهران، 1360 ش.
[4] أطیب البیان في تفسیر القرآن، ج 1، ص 399.
[5] نفس المصدر.
[6] تفسیر الأمثل، ج 1، ص 171.
[7] الحجر، 34؛ ص، 77؛ أطیب البیان في تفسیر القرآن، ج 1، ص 399.
[8] أطیب البیان في تفسیر القرآن، ج 1، ص 399.
[9] الأمثل، ج 1، ص 171.
[10] "وَ كَذلِكَ جَعَلْنا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَياطينَ الْإِنْسِ وَ الْجِن".
[11] الاسفرایني، أبو المظفر شاهفور بن طاهر، تاج التراجم في تفسیر القرآن للأعاجم، تحقیق: الهروي، نجیب المایل و الهي الخراساني، علي أکبر، ج 3، ص 1319، الإنتشارات العلمیة و الثقافیة، الطبعة الأولی، طهران، 1375 ش.
[12] العلامة المجلسي، بحار الأنوار، ج 60، ص 308، مؤسسة الوفاء، بیروت، 1404 ق؛ تاج التراجم في تفسیر القرآن للأعاجم، ج 3، ص 1319.
[13] البروجردي، السید حسین، تفسیر الصراط المستقیم، تحقیق: البروجردي، غلامرضا مولانا، ج 5، ص 258، مؤسسة أنصاریان، الطبعة الدولی، قم، 1416 ق.